متابعات

رئاسة المملكة لقمة الـ 20 تعزز العمل لحماية كوكب الأرض

البلاد – مها العواودة

أجمع خبراء سعوديون وعرب، على أهمية نتائج ومخرجات قمة العشرين المنعقدة في العاصمة الرياض حاليا؛ كونها جاءت في ظرف استثنائي وقيادة استثنائية حريصة على سلامة الإنسان أينما كان، واستقرار وأمن المنطقة، فالمملكة جنبت بحكمتها ومبادراتها الإنسانية الاقتصاد العالمي والدول الفقيرة والنامية الكثير من المخاطر. مؤكدين أن ترؤس المملكة لأعمال مجموعة العشرين 2020 عزز العمل على حماية كوكب الأرض من أي تلوثات بيئية أو أعمال تخريبية؛ من أجل ضمان سلام وازدهار دائم. أكد الخبير الاقتصادي حسين شبكشي، أن الحفاظ على الإنسان وحماية كوكب الأرض من أهم النقاط التي سيتم بحثها في هذه القمة، بفعل التحولات الحاصلة بسبب الجائحة، وما يعقبها من احتياطات بيئية مطلوب العمل عليها حتى يتم تحسين نقاط التماس بين البيئة والإنسان والحيوان والماء والغابات ليتم التعامل مع الأوبئة بشكل أكثر فاعلية وتأثيرا في المستقبل.


وأضاف: “هناك لجان عمل وقرارات وتشريعات سيتم البحث فيها وقد تكون جاهزية إطلاقها في مناسبات أخرى، ولكن اليوم توضع الأرضية الصلبة لذلك، بعد معاناة العالم مع الوباء”.

مخرجات القمة
وشدد الأكاديمي والخبير الاقتصادي الدكتور محمد بن دليم القحطاني على أهمية مخرجات قمة العشرين الاستثنائية، التي تحمل أجندة طويلة تختلف عن بقية القمم السابقة؛ لأن الظرف استثنائي والقيادة استثنائية.
وأشار إلى أن الجميع ينظر بعين ثاقبة إلى هذه القمة وما ستؤول إليه من نتائج، فضلاً عن ارتباط القمم مع بعضها البعض، ووجود خطط استراتيجية طويلة المدى للحفاظ على استقرار الاقتصاد العالمي ووضع منهجية مناسبة وقابلة للتنفيذ في الدول المتقدمة والصاعدة والفقيرة.
ويرى أن خطاب سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي ألقاه نيابة عن خادم الحرمين الشريفين في القمة السابقة باليابان 2019 كانت مفتاحا لما سيتم العمل عليه في المرحلة المقبلة، ومن ضمنها تمكين المرأة والحفاظ على البيئة وتحقيق جودة الحياة والقضاء على البطالة وتمكين التقنية بشكل أكبر.

ولفت القحطاني إلى أن قمة الرياض ستعمل على إيجاد حلول أخرى لتنشيط الاقتصاد العالمي والتأكيد على ضرورة الاستمرار على نفس الانسجام والتفاني والتلاحم بين قادة مجموعة العشرين، انطلاقا من فكرة المملكة، وهي الحفاظ على الإنسان، وترك سلاسل الإمداد تأخذ مجراها، وهو ما جنب العالم خلال فترة الجائحة حدوث انتكاسة اقتصادية كانت محتملة؛ لولا حكمة وحنكة قيادة مجموعة العشرين.

كما توقع دعم الدول الفقيرة ومساعدتها على إعادة جدولة ديونها والعمل على تشجيع الزراعة والاقتصاد، وتمكين المرأة مع خضوعها لتدريب مقنن ومختار، مع ضرورة ذلك في ظل الثورة الصناعية الرابعة، فضلاً عن ترتيب بيت الصحة العالمي بحيث يكون أكثر فاعلية وارتباطا بمجموعة العشرين، ومحاولة تغليب الاقتصاد على السياسة، مع السعي الحثيث لحل الأزمات السياسية في دول العالم وخاصة دول منابع النفط وفتح المجال لحركة التنمية، والتأكيد على عدم التدخل في شؤون الغير؛ كون ذلك من شأنه أن يخلق فوضى سياسية واقتصادية واجتماعية في ظل كارثة – وباء كورونا- التي مازالت موجودة.
مؤكداً أن دول العشرين تمتلك أكثر من 5 تريليونات من العملات الأجنبية، ويرى ضرورة أن تعزز هذه البنوك موقف البنوك المركزية للدول الفقيرة لضمان استقرار عملتها والمضي قدما في التنمية ومعالجة خلل موازين مدفوعاتها.

العيش بسلام
في السياق، أوضح المستشار المالي والمصرفي والاقتصادي ماجد بن أحمد الصويغ، أن المملكة تضع اليوم حجر الأساس العالمي برئاستها لقمة العشرين للاستمرار في الحفاظ على الإنسان والمحافظة على كوكب الأرض من أجل الإنسانية والعيش بسلام فيه دون استثناء، سواء من الدول العظمى أو المتوسطة أو ذات الدخل المحدود، فهي تشكل سياسة تعاون مبدؤها السلام والمحبة، والحفاظ على البيئة من أجل الجميع، ويدها ممدودة للعمل الدولي المشترك من أجل ذلك. وتابع:” المملكة دائما تسعى للتقدم بخطوات واثقة نحو مستقبل مشرق ضمن رؤيتها 2030 حيث بدأت بقيادة خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، حفظهما الله، منذ عام 2016 بالسير في خطوات وسياسات وإجراءات مهمة للحفاظ على الإنسان والإنسانية.

ظرف استئثنائي
من جهته، أكد الخبير الاقتصادي المصري أبو بكر الديب، أن من أهم سمات قمة العشرين هذا العام برئاسة المملكة العربية السعودية، أنها قمة ليست تقليدية من قمم المجموعة، فقد جاءت في ظل ظرف استثنائي، حيث يمر العالم بأكبر التحديات منذ سنوات طويلة وهو فيروس كورونا المستجد، الذي يهدد أغلب الدول، ونجحت المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، فى اللجوء للتقنية الحديثة لاستضافة اجتماعات المجموعة، وتنظيمها افتراضيًا عبر التكنولوجيا الرقمية، واستطاعت تسليط أنظار العشرين الكبار بالعالم على حماية الأرواح والعيش الكريم مع تشكيل عالم أفضل لتحقيق فرص القرن 21 للجميع. وأضاف” كما سعت السعودية لتوفير الطاقة لـ 1.1 مليار نسمة لاستعادة النمو بشكل أفضل، كما تعمل على تعزيز الجهود الدولية من أجل اغتنام فرص القرن الحادي والعشرين للجميع، وتمكين الأفراد وحماية كوكب الأرض، وتسخير الابتكارات لتشكيل آفاق جديدة” ، ولفت إلى أن المملكة استغلت العضوية في هذه المجموعة بل وقيادتها، بما في ذلك من قوة ونفوذ سياسي واقتصادي ومعنوي كبير للسعودية، فكانت طرفا مؤثرا في صنع السياسات الاقتصادية العالمية وتوجيهها لخدمة البشرية والفقراء، فقد خصصت دول المجموعة هذا العام 11 تريليون دولار لحماية ودعم الاقتصاد العالمي من آثار جائحة فيروس كورونا، فضلا عن تعليق مدفوعات ديون 73 دولة في العالم بقيمة 14 مليار دولار أمريكي.

التعافي الاقتصادي
وأكد الديب أن أنظار العالم تتعلق بقمة الرياض، آملين أن يتحقق التعافي الاقتصادي المستدام، وضمان التوزيع العادل للقاحات لدول العالم وتعزيز النظام الصحي الدولي، في ظل توجه مجموعة العشرين بقيادة السعودية إلى تعزيز التعاون الدولي لتحقيق الانتعاش الاقتصادي العالمي؛ من أجل نمو قوي ومستدام ومتوازن وشامل من خلال تمكين الإنسان والحفاظ على كوكب الأرض، وتشكيل آفاق جديدة من أجل العمل على تهيئة الظروف الملائمة التي تمكن الشعوب وخاصة النساء والشباب من العمل والازدهار.وأشار إلى أن ترؤس السعودية لقمة العشرين كشف مهارات عالية في قيادة المجموعة، تحت شعار” اغتنام فرص القرن الحادي والعشرين للجميع، وتمكنت من توجيه المجموعة لصالح دعم الاستقرار الاقتصادي والتنمية المستدامة ودعم تمكين المرأة والشباب والحفاظ على البيئة وتعزيز رأس المال البشري وتدفق التجارة والاستثمارات والتحول الرقمي مستغلة إمكانيات مجموعة العشرين التي تمثل اقتصاديات عملاقة في مواجهة كورونا، ما من شأنه إنقاذ كوكب الأرض من مشكلة التغير المناخي والاحتباس الحراري.

سلامة الشعوب
وافقه الرأي الخبير الاقتصادي فايز الرابعة، الذي أكد أن أولويات قمة دول العشرين التي تقودها السعودية معنية بالدرجة الأولى بصحة وسلامة شعوب دول العالم، والمتوقع أن تكون من أهم التوصيات معنية بنشر اللقاحات، والتركيز على الطاقة النظيفة والمتجددة، من خلال استغلال طاقة الرياح وتوليد الطاقة من خلال السدود ومساقط المياه، والاستفادة من الطاقة الشمسية وتطوير كفاءتها، والحد من انبعاثات الكربون من خلال تطوير محركات ذات كفاءة أفضل والاعتماد على وسائل النقل الكهربائية، خلال السنوات القادمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *