الدولية

تناقضات باسيل تدفع لبنان إلى الجحيم

البلاد – مها العواودة

مع استمرار تصلب مواقف (حزب الله) وحلفائه، وتذبذب مسار تأليف الحكومة اللبنانية الجديدة، التي باتت تدور في حلقة مفرغة بعد العقوبات الأمريكية الأخيرة على جبران باسيل، الذي يلعب على الحبال في علاقته مع “حزب الله” وواشنطن، في تناقض مثير للجدل، أجمع مسؤولون وسياسيون لبنانيون، على أن لبنان في طريقه إلى الجحيم والعزلة الكاملة، بعد تهديدات فرنسية وأمريكية بإيقاع العقوبات على مسؤوليه، مع حالة الاستياء الشعبي غير المسبوقة.
وقال القيادي في تيار المستقبل والنائب السابق الدكتور مصطفى علوش: إن باسيل يلجأ دومًا للهروب إلى الأمام، والدفاع غير المقنع، عبر تصريحاته يائسة ليتبرأ ويتنصل من ملف الفساد ودعم الإرهاب من خلال مشاركة “حزب الله” في الأعمال الإرهابية التخريبية داخل لبنان وخارجه في كل من سوريا والعراق واليمن، محاولة منه للبقاء على قيد الحياة كسياسي، ولكن هذا لن يفيده داخليًا وخارجيًا.

وأوضح المحلل السياسي يوسف دياب، أن الوضع الحكومي أصبح أكثر تعقيدًا وتأزمًا؛ بسبب تعنت عون وباسيل اللذين رفعا سقف شروطهما داخل الحكومة بعد العقوبات الأمريكية على الأخير، وبدت رغبتهما في السيطرة على الحكومة واضحة؛ حتى لا تشكل لهم عزلة داخلية تضاف إلى الخارجية، يرافق ذلك دعم صريح من “حزب الله” لإطباق السيطرة على الحكومة المنتظرة، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أن الحريري لا يستطيع تقديم تنازلات أكثر خاصة في الوزارات الأساسية مثل الطاقة والعدل والاتصالات، التي يطالب بها باسيل؛ كون هذه الوزارات لها علاقة مباشرة بالمجتمع الدولي، الذي سيدعمها ويشترط دعمه باستقلالية الوزراء.

ويرى الوزير اللبناني السابق الدكتور إيلي ماروني، أن باسيل يحاول من خلال لقاءاته الإعلامية توجيه رسائل متعددة الاتجاهات، محاولًا الإيحاء بأنه مستعد للتخلي عن التزاماته وتحالفاته مع “حزب الله” لضمان الأمن اللبناني، وفي هذا رسالة إلى الجانب الأمريكي بصورة خاصة، واستدراكه وإشارته إلى أن الأمن في لبنان لايؤمنه إلا حزب الله هو رسالة إلى الحزب الإرهابي، ما يؤكد أنه يلعب على الحبلين ليكسب، ولكنه لن يتمكن من تحقيق مراده. في السياق ذاته، اعتبر الباحث السياسي براء هرموش، أن باسيل لم يحسم خياراته محاولًا الجمع بين تحالفه مع حزب الله، ومخاطبة العقل العربي والأمريكي تحديدًا،

لافتًا إلى أن هذا الخيار لا يزال يفتقد للمصداقية، فلا يمكن أن تقوم دولة بوجود دويلة السلاح، ولا يمكن أيضًا بناء وحدة وطنية متماسكة بوجود خيارات وفق أجندات خارجية لا تعطي مصلحة لبنان الأولوية. إلى ذلك، أكد الوزير اللبناني السابق معين مرعبي، أن جبران باسيل يواصل اللعب على الحبال ونشر الأكاذيب، بينما قال الاستشاري والمحاضر في كلية باريس للأعمال والدراسات العليا محي الدين الشحيمي: إن حديث باسيل خشبي ضعيف الحجة هز به الاتفاق الموقع بين التيار الوطني الحر وحزب الله، مؤكداً أن ورقة التفاهم التي أبرمت بين الطرفين منذ عقد ونيف، ليست سوى ورقة اتفاق شخصية وسلطوية وتقاسم للسلطة بما تقتضيه مصلحة الطرفين وحتى بمعزل عن القاعدة الجماهيرية للحزبين، منوهًا إلى أن خلافات كبيرة ستظهر بين التيار وحزب الله خلال الفترة المقبلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *