الإقتصاد

“حراك لا يهدأ”.. رؤية طموحة لبناء المكان وتنمية الإنسان

 جدة – خالد علاجي

حراك لا يهدأ، حققت معه المملكة قفزات تنموية من خلال مشاريع ضخمة تأتي ضمن استراتيجية 2030 الرامية إلى جعلها ضمن مصاف الدول المتقدمة عالميًا؛ إذ وضعت القيادة نصب أعينها بناء المكان وتنمية الإنسان؛ إيمانًا منها بأهمية القوة البشرية في صنع الأوطان وتطورها وتقدمها؛ لذا عملت جاهدة على تسخير كل ما من شأنه أن يحقق رفعة الوطن والمواطن من خلال استراتيجية مستدامة ذات أهداف بعيدة المدى.
ومنذ وضع اللبنة الأولى للرؤية، كانت أولوية القيادة ترتكز على جعل التنمية إحدى الركائز الأساسية للنهضة والتطور؛ إذ تجلى الاهتمام في ذلك من خلال حزمة من المشاريع الضخمة التي لاقت أصداء عالمية؛ كونها جاذبة سواء للمستثمرين المحليين أو العالميين ، مما يدعم مكانة المملكة كمركز عالمي مهم في جذب الاستثمارات الخارجية.

رفد الاقتصاد بمشاريع عالمية
لم تتوان القيادة في دعم المشاريع التنموية، والبدء فيها على عجل بعد دراستها دراسة مستفيضة لعوائدها الاقتصادية وانعكاسها على تقدم وازدها المجتمع، حيث كانت باكورة المشاريع إطلاق أكبر مدينة ثقافية ورياضية وترفيهية نوعية في المملكة، وذلك بمنطقة (القدية) التي تعد الأولى من نوعها في العالم بمساحة تبلغ 334 كلم2 بما في ذلك منطقة سفاري كبرى، حيث ستصبح بعد اكتمالها معلمًا حضاريًا بارزًا ومركزًا مهمًا؛ لتلبية رغبات واحتياجات جيل المستقبل الترفيهية والثقافية والاجتماعية. كما أنها تتميز بابتكار استثمارات نوعية ومتميزة، تصب في خدمة الوطن والمواطن، وتسهم في تنويع مصادر الدخل الوطني، ودفع مسيرة الاقتصاد، وإيجاد المزيد من الفرص الوظيفية للشباب.

الفيصلية.. نقلة تنموية واستثمارية
جاء مشروع الفيصلية السكني والإداري بمنطقة مكة المكرمة، كأحد أهم المشاريع الريادية والهامة من حيث أهدافه ومكوناته والخدمات التي يقدمها للمنطقة.
ويمثل المشروع نقلة تنموية مهمة في مسيرة الوطن نحو تنويع الاقتصاد وتفعيل الشراكة مع القطاع الخاص؛ إذ يتميز بمجموعة من العوامل التي تساعد في مسيرة النهضة والبناء والتنمية والتطوير، تمثلت في التميز الجغرافي الاستراتيجي والتميز الاقتصادي والاستثماري والتميز الإسكاني، إضافة إلى التميز في المواصلات والنقل والتميز الاجتماعي والتنموي، والتميز الذكي المستدام.
ويحقق موقع المشروع الاستراتيجي فرصا اقتصادية جديدة ومتطورة تفتح آفاقا رحبة للتنمية، تتوافق مع التقدم التقني وتنوع مجالات الاستثمار التي أثبتت نجاحها في مناطق التنمية الناشئة عالميا.

البحر الأحمر.. مشروع سياحي عالمي
في أكثر المواقع الطبيعية جمالًا وتنوعًا في العالم، جاءت فكرة إنشاء مشروع البحر الأحمر السياحي بالتعاون مع أهم وأكبر الشركات العالمية في قطاع الضيافة والفندقة، لتطوير منتجعات سياحية استثنائية على أكثر من 50 جزيرة طبيعية بين مدينتي أملج والوجه، وذلك على بُعد مسافات قليلة من إحدى المحميات الطبيعية في المملكة والبراكين الخاملة في منطقة حرة الرهاة. وسيشكل المشروع وجهة ساحلية رائدة، تتربع على عدد من الجزر البكر في البحر الأحمر، وإلى جانب المشروع، تقع آثار مدائن صالح التي تمتاز بجمالها العمراني وأهميتها التاريخية، كما يشمل محمية طبيعية لاستكشاف تنوع الحياة النباتية والحيوانية في المنطقة. وتحكم المشروع معايير جديدة تطمح للارتقاء بالسياحة العالمية عبر فتح بوابة البحر الأحمر أمام العالم، من أجل التعرف على كنوزه وخوض مغامرات جديدة تجذب السياح؛ محليًا وإقليميًا وعالميًا على حد سواء، ليكون المشروع مركزًا لكل ما يتعلق بالترفيه والصحة والاسترخاء، ونموذجا متكاملا للمجتمع الصحي والحيوي.

نيوم.. نموذج عالمي رائد
في إطار التطلعات الطموحة لرؤية 2030 بتحول المملكة إلى نموذج عالمي رائد، جاء مشروع نيوم ليكون أهم المشروعات الاقتصادية والصناعية، حيث يرتكز على تسعة قطاعات استثمارية متخصصة تستهدف مستقبل الحضارة الإنسانية، وهي مستقبل الطاقة والمياه، ومستقبل التنقل، ومستقبل التقنيات الحيوية، ومستقبل الغذاء، ومستقبل العلوم التقنية والرقمية، ومستقبل التصنيع المتطور، ومستقبل الإعلام والإنتاج الإعلامي، ومستقبل الترفيه، ومستقبل المعيشة الذي يمثل الركيزة الأساسية لباقي القطاعات، وذلك بهدف تحفيز النمو والتنوع الاقتصادي، وتمكين عمليات التصنيع، وابتكار وتحريك الصناعة المحلية على مستوى عالمي، وكل ذلك سيؤدي إلى إيجاد فرص عمل والمساهمة في زيادة إجمالي الناتج المحلي للمملكة. ويهدف المشروع إلى جذب الاستثمارات الخاصة والشراكات الحكومية، حيث سيتم دعمه بأكثر من 500 مليار دولار خلال الأعوام القادمة من صندوق الاستثمارات العامة، إضافة إلى المستثمرين المحليين والعالميين.

استثمار رأس المال البشري
لم تغفل القيادة الاهتمام عن تنمية القدرات البشرية في جميع المجالات، حيث عملت على تطوير قدرات أبناء الوطن من خلال تخصيص برامج تعليمية وتدريبية وتطويرية هدفت إلى إعدادهم وتنمية قدراتهم ليكونوا شركاء أساسيين في نهضة الوطن ورفعته، بجانب ذلك اهتمت القيادة بتهيئة المكان من خلال الإصلاحات الشمولية التي تشهدها الأحياء السكنية وتجهيزها بالبنية التحتية اللازمة لراحة الساكنين.
فيما خصصت برامج لتطوير منظومة التعليم والتدريب؛ بما فيها المعلمون والمدربون وأعضاء هيئة التدريس والحوكمة وأنظمة التقويم والجودة والمناهج والمسارات التعليمية والمهنية والبيئة التعليمية والتدريبية لكافّة مراحل التعليم والتدريب لتنسجم مع التوجهات الحديثة والمبتكرة في مجالات التعليم والتدريب، مع استحداث سياسات ونظم تعليمية وتدريبية جديدة، تعزز من كفاءة الرأسمال البشري بما يتوافق ورؤية المملكة 2030 وبما يحقق الشمولية والجودة والمرونة وخدمة كافة شرائح المجتمع تعزيزا لريادة المملكة إقليميا وتنافسيتها دوليا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *