متابعات

إجهاض الإرهاب .. بالاستباقيات

إعداد – عادل بابكير

تواجه المملكة الإرهاب بحزم لقطع دابره، وعدم ترك الفرصة للمتطرفين لغزو المجتمع؛ إذ عزمت منذ سنوات طويلة على ضرب أوكار الإرهابيين، وتلقينهم درسا ليكونوا عبرة لم تسول له نفسه الانجراف وراء الدعوات المتطرفة، حيث قرنت المملكة الأقوال بالأفعال في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان – حفظهما الله – معلنة حربها ضد الإرهاب للقضاء عليه تماما، ونجحت في ذلك، وفقا لتقارير أممية أكدت أن السعودية ضربت الإرهابيين بيد من حديد، محققة الانتصارات في حربها ضد التطرف وحصار الفكر الإرهابي بكل الوسائل والأدوات، لتعيد الاعتدال والوسطية للمجتمع.

وجاءت تصريحات سمو ولي العهد في عام 2017 بشأن القضاء على بقايا التطرف في القريب العاجل، وإعادة المملكة إلى الإسلام الوسطي المعتدل والمنفتح على جميع الأديان، لتكون بمثابة دافعا للجهات المعنية لتبدأ حربها على الإرهاب في أقرب وقت ممكن، وأنشأت على الفور وزارة الدفاع “مركز الحرب الفكرية” برئاسة الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، الذي يعد أبرز التجارب العالمية الفكرية المتخصصة في ضرب أيديولوجيا التطرف، حيث يختص المركز بمواجهة جذور التطرف والإرهاب وترسيخ مفاهيم الدين الحق. ويلاحق المركز أيديلوجية التطرف في عالمه الافتراضي الذي يُشكِّل أهم أدوات انتشاره، كما يواجه المواد التي تبثها الآلة الإعلامية للتطرف بالطرح العلمي والفكري المؤصَّل على الفهم الصحيح لنصوص الكتاب والسنة، كما يعمل ‫المركز على تقديم مبادرات فكرية للتحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، ويُحصِّن الشباب حول العالم من التطرف ببرامج وقائية وعلاجية.‬‬

“اعتدال” يتصدى للإرهاب
‬‬مواصلة لجهود مكافحة الإرهاب والقضاء على التطرف، دشن خادم الحرمين الشريفين، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وقادة ورؤساء عدة دول المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف (اعتدال) بالرياض بهدف التصدي للإرهاب ونشر التسامح والتعايش بين الشعوب، وذلك خلال القمة العربية الإسلامية الأمريكية التي عقدت بالرياض، وحظي بإشادة منقطعة النظير من حكومات العالم، والمنظمات والهيئات الإقليمية والدولية وفي مقدمتهم الأمم المتحدة، وذلك لمحاربة الإرهاب بكل لغات ولهجات الإرهابيين حول العالم.

قطع تمويل المتطرفين
لقطع التمويل عن المتطرفين، تواصلت مبادرات المملكة بالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية بإنشاء المركز الدولي لاستهداف تمويل الإرهاب في الرياض خلال أكتوبر 2017م، وفق مذكرة تفاهم موقّعة من المملكة والولايات المتحدة الأمريكية، ودول مجلس التعاون الخليجي، على أن يكون المركز برئاسة مشتركة؛ إذ يرأس المركز السعودية، وتمثلها “رئاسة أمن الدولة”، والولايات المتحدة الأمريكية وتمثلها “وزارة الخزانة الأمريكية”، وتشمل في عضويتها دول مجلس التعاون الخليجي، وتمثلها اللجان الوطنية المعنية بتنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بمكافحة الإرهاب وتمويله، بينما تقع على عاتق المركز مهمة قمع تمويل الأنشطة الإرهابية واتخاذ التدابير الكفيلة بذلك من خلال تصنيف الأفراد والكيانات الممولة للأنشطة الإرهابية والإعلان عنها وفرض الجزاءات بحقها، وبالفعل أصدر المركز العديد من التصنيفات والقوائم الإرهابية، كان آخرها في أواخر أكتوبر 2019، حينما صنف المركز شبكة من الشركات والمصارف والأفراد الداعمين للأنشطة الإرهابية للحرس الثوري الإيراني وحزب الله، تضم 25 اسما وكيانا.

إسقاط المتآمرين
يقول الخبير الأمني البحريني بدر الحمادي: إن وعد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بالقضاء على الإرهاب تحقق، حيث بذلت الكثير من الجهود لتحقيق هذا الهدف والإطاحة بكل من سولت له نفسه زعزعة أمن واستقرار المملكة بالتخطيط والتنظيم، بالإرادة الصلبة المتوكلة على الله، سبحانه وتعالى، ثم بجهود رجال الأمن الشرفاء والمخلصين من أبناء المملكة.

ولفت الحمادي، إلى أن المملكة حققت في وقت قياسي نجاحا كبيرا في حربها ضد الإرهاب، ملحقة الهزيمة تلو الأخرى بالمتطرفين الذين يتآمرون ويحيكون خططهم في الظلام، غير أن الأجهزة الأمنية وجهت لهم ضربات استباقية قاضية وأثبتت للجميع مدى قدرة رجال المملكة الشرفاء المخلصين للوطن على مواجهة الإرهاب والقضاء عليه، مبينا أن المملكة بإمكانياتها وقدراتها وخبراتها أعادت نصاب الحق والعدالة والأمن والأمان والاستقرار إلى ربوع كل شبر من تراب الوطن.

هزيمة حرب الوكالة
أكد عضو المجلس القومي المصري لمكافحة الإرهاب ومدير المركز الوطني للدراسات الأمنية العميد خالد عكاشة، أن المملكة موجودة في الصفوف الأولى لمواجهة الخطر الإرهابي، مبينا أن وجودها في الصف الأول لمحاربة الإرهاب أعطى زخما وقوة لمحاربة المتطرفين وهي دائما في موقع الصدارة وحاضرة لإيقاف أي نشاط إرهابي على العالم كله.
وبين أن المملكة من أوائل الدول أعلنت مواجهة مسألة “الحرب بالوكالة”، وبينت أن هناك دولا تستخدم التنظيمات والمليشيات الإرهابية من أجل ضرب استقرار المنطقة والعالم، لافتا إلى أن تشكيل التحالف العربي لمحاربة مليشيات الحوثي الانقلابية في اليمن يعد نموذجا للوقوف في وجه إرهاب إيران التي تستخدم المليشيات لضرب استقرار المنطقة.

وأضاف “الجهود التي بذلتها السعودية في قيادة التحالف العربي عبر السنوات الماضية شكلت درع وقاية للمنطقة من خطر الإرهاب الإيراني. وعلى المستوى الفكري تقوم المملكة بثورة فكر كبيرة جدا لنبذ الكراهية ورفض كافة أشكال التطرف الديني وتحارب المفاهيم المغلوطة التي من الممكن أن يستخدمها الإرهابيون في تجنيد الشباب وتسميم أدمغتهم بالأفكار المتطرفة، وبالتالي ضرب استقرار المجتمعات وزرع الفتنة بين أفرادها”. وتابع “تسمى هذه بمعركة النفس الطويل والمجهود فيها يحتاج إلى سنوات، والآليات التي قامت بها المملكة شديدة الأهمية لترسيخ وتعزيز المفاهيم الصحيحة للدين كمفاهيم التسامح والأمن والسلام، وهذا شيء مثمن، ويحسب للمملكة في محاربة الإرهاب”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *