حوار

أمير القصيم فــي حديثه الشامل لـ « البلاد »: أولوية القيادة .. تنمية الوطن ورفاهية المواطن

أجرى الحوار: رئيس التحرير

تعيش كافة مناطق المملكة تفاصيل التنمية في إطار رؤية 2030 ، التي بدأت ملامح ثمارها يانعة ملموسة في مجالات متعددة؛ حتى باتت مظلة لمشروع إصلاحي كبير، أدى لتبوء المملكة مكانة مرموقة بين صفوف دول العالم؛ في ظل قفزات متتالية نحو المراتب المتقدمة في التنافسية العالمية، وتجاوز ملموس لدول ذات شأن وتاريخ في غضون سنوات قليلة؛ الأمر الذي لفت الأعناق مؤكدًا على حجم الجهد والعمل الصادق؛ بما يكفل رفاه الشعب السعودي تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، حفظهما الله. لعلنا ونحن نعيش ونتفاعل مع النهضة الحضارية الشاملة، نشير إلى أن ريادة العالم عبر رئاسة مجموعة العشرين الكبار؛ لم تأت من فراغ، فالثقل العسكري والاجتماعي والاقتصادي والسياسي، الذي تشكله المملكة العربية السعودية، إضافة إلى ما حباها الله من نعمة الحكمة والإنسانية، مضاف إلى كل هذا، المساحة والموقع والتنوع الجغرافي أمور مجتمعة، كفيلة بتحقيق ما تصبو إليه القيادة الكريمة في إطار رؤية ثاقبة، ساهمت بشكل مباشر في حيوية المجتمع، وتنويع مصادر الدخل.

اليوم، ونحن نعيش الذكرى السادسة لأمجاد النهضة المباركة الشاملة لبيعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، جاز لنا أن نتباهى بما حققنا من إنجازات في كافة مناطق المملكة؛ حيث فتح صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن مشعل بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم قلبه لـ” البلاد” وتحدث عن المناسبة الغالية، فيما تطرق للإنجازات المتحققة على ثرى إحدى مناطق المملكة الغالية، وهنا نغتنم الفرصة لنشير إلى قدرة سموه الكريم على تجسيد الرؤية؛ واقعًا ملموسًا في مجال التطبيق، بما حقق نهضة شاملة، لمسنا آثارها على كافة الوجوه، التي التقيناها في محافظات المنطقة، مثلما شعرنا بها واقعًا حيًا في كافة محافظات المملكة. وقبل الدخول في الحديث الكريم لأمير منطقة القصيم ، آثرت “البلاد” رسم الصورة العامة لنهضة، لم تقتصر على المكان، بقدر اهتمامها بالوعي وتطوير المدارك واستثمار القدرات، وقد شدّنا حد الانبهار قدرة الشباب على فتح آفاق الإبداع في زوايا الوطن، بما يحقق الإيراد المتنوع، وكان المجال الزراعي، بحكم طبيعة المنطقة، من أهم مجالات التحسين؛ لتصبح القصيم بالفعل، سلة غذاء المملكة. أكد الأمير فيصل بن مشعل أن “الإنجاز لايقاس بالزمن وإنما الزمن يقاس بالإنجاز”، منوهًا بجهود خادم الحرمين الشريفين لإعلاء نهضة الوطن، وبناء الإنسان؛ علميًا وثقافيًا ومعرفيًا، وبأن رؤية 2030 تعكس مضي المملكة في نهجها الواضح للوصول إلى موقع ريادي بين دول العالم، مؤكدًا أن العالم سيذكر للمملكة رئاستها الاستثنائية لمجموعة العشرين في عام استثنائي، وبمسؤولية عالمية. كما تناول سموه المكتسبات التاريخية لتمكين المرأة ، وكذلك الإنجازات الكبرى لمكافحة الفساد والتصدي للفكر المتطرف.

وتطرق الأمير فيصل بن مشعل، إلى جهود الإمارة خلال الجائحة، ودعم المنتجات الزراعية في المنطقة، ونمو القصيم ونمائها وتعظيم خيراتها، ضمن منظومة التنمية المستدامة في أرجاء المملكة.


تفاصيل الحوار:

تؤصل الذكرى السنوية لتولي خادم الحرمين الشريفين مقاليد الحكم لتعزيز العمل الجاد، بما يحقق إصلاحات واسعة غير مسبوقة .. كيف تنظرون إلى ذلك؟
•• نقف أمام طود من المنجزات غير المسبوقة في هذه الذكرى الغالية على قلب كل مواطن ومواطنة، وما قدمته المملكة في عهد سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ انعكس في إعلاء قيمة المواطن، وبناء الإنسان؛ علميًا وثقافيًا ومعرفيًا، وما قدمته رؤية المملكة الطموحة بقيادة أخي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ـ حفظه الله ـ من تحسن في الخدمات، ورفع نسبة التملك في قطاع الإسكان، وتطوير قطاعات الترفيه والرياضة والسياحة، واستقطاب العديد من الاستثمارات الأجنبية، وتمكين المرأة وتفعيل دورها في المجتمع، والقضاء على الفساد، واجتثاث جذوره في سبيل الحفاظ على المال العام وحماية المكتسبات الوطنية، يؤكد أن الدولة ـ أيدها الله ـ ماضية في نهجها الواضح للوصول إلى تحقيق موقع ريادي بين دول العالم.

رئاسة استثنائية في عام استثنائي

• سمو الأمير..
تعتبر جائحة كورونا تحديًا ملموسًا لكافة الدول، والنظم الصحية والقطاعات والأفراد…
كيف تنظرون للإجراءات والمبادرات التي اتخذتها الدولة بكافة قطاعاتها؛ لتجاوز الأزمة، خاصة أن المملكة ترأس مجموعة (العشرين الكبار) وتعمل على حفظ الأرواح؟
•• الإنجاز لا يقاس بالزمن، وإنما الزمن يقاس بالإنجاز، وما بذلته المملكة بسخاء من خلال رصد أكثر من 218 مليار ريال لدعم القطاع الخاص وتمكينه من القيام بدوره في تعزيز النمو الاقتصادي، ودعم القطاع الصحي بـ 177 مليار ريال للحفاظ على الإنسان، وصحته، يعد مفخرة لكل أبناء الوطن، فالتوازن الذي انتهجته الدولة في التنمية، أصبح مثار إعجاب المؤسسات الاقتصادية والتنموية العالمية، وسيتذكر التاريخ على أن رئاسة المملكة لمجموعة العشرين، كانت رئاسة استثنائية لعام استثنائي بمسؤولية عالمية وليست إقليمية، وسيخلد العالم أجمع مساهمات هذه البلاد المباركة الجلية والمؤثرة في دعم الاقتصاد العالمي.

15 مبادرة بالمنطقة

• سمو الأمير …
ماهي أهم المبادرات الإضافية الإبداعية التي نفذتها الإمارة في هذا الصدد ؟
•• إمارة منطقة القصيم لم تهدأ طوال فترة الجائحة، وكنا نعمل ليلاً ونهاراً، عبر الاستنفار على مدار الساعة لتقديم كافة الخدمات والأعمال الخيرية، ووجدنا الأثر الإيجابي ـ ولله الحمد ـ عبر وقوف كافة رجال الأعمال وأبناء المنطقة، وقدمت إمارة المنطقة بالشراكة مع كافة القطاعات 15 مبادرة اجتماعية واقتصادية وصحية، كان على رأسها مبادرة “نهر العطاء” لمستفيدي الجمعيات والأسر المتعففة، و”افطارك في مكانك”، التي تهدف إلى تغيير مفهوم إفطار صائم الجماعي، إلى افطار صائم بشكل فردي، و”نوافذ الأمل” الخاصة بتوعية أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة، و”تبرع بلا تجمع” لدعم بنوك الدم بمستشفيات المنطقة عبر وحدات دم متنقلة بين أنحاء المنطقة، و”عيدنا في بيتنا” التي تم فيها توزيع أكثر من 100 ألف عيدية على أهالي المنطقة، و”رابطة التطوع الصحي” التي استهدفت تقديم العديد من الأعمال التطوعية، عبر أبناء المنطقة المتخصصين في الخدمات الصحية.

سلة غذاء المملكة

• سمو الأمير…
الحديث عن الاهتمام الملموس بالمنتجات الزراعية خلال السنوات القصيرة الماضية، يقودنا إلى السؤال عن الخطط المرسومة لتحقيق المنتج الغذائي؛ خاصة أن منتجات القصيم المتنوعة أضحت مصدرًا مهمًا من مصادر الإنتاج الزراعي في المملكة ؟
•• الزراعة من مقومات الأمن الغذائي، وما تسعى إليه الدولة – أعزها الله – من اهتمام ملموس بالمنتجات الزراعية يرسم دور ونشاط ومسؤولية لدينا في المنطقة؛ كون “القصيم سلة غذاء المملكة”، خاصة إذا أدركنا ما تمتلكه من أرض خصبة، ومنتجات زراعية ذات جودة عالية، ونعمل على تعزيز المنتجات الزراعية، وإنشاء المصانع الخاصة بالصناعات التحويلية للمنتجات الزراعية بالشراكة مع القطاعات ذات العلاقة، ونتطلع إلى دور ونشاط أكثر للرفع من مكانة المنطقة زراعيًا؛ بهدف تحفيز ودعم المزارعين وتسويق منتجاتهم على الوجه الأمثل.

 

خدمة المواطن أولًا

• سمو الأمير…
أثبت شباب وفتيات الوطن قدرة فائقة على مواكبة العصر، سواء بأعمالهم الاجتماعية والتطوعية، أو عبر التحول الرقمي .. كيف تنظرون إلى ما تحقق على أرض الواقع بالمنطقة، وماهي نظرتكم المستقبلية لمشروع الرقمنة؟
•• شباب وفتيات الوطن، هم عدة المستقبل وصمام الأمان لهذا الوطن، وإمارة المنطقة سعت إلى تكريس هذه الجوانب الاجتماعية والتطوعية والتقنية بين أبنائها، وعملت منذ عام 1438هـ على تأسيس مجلسين للشباب والفتيات، كما تم إنشاء رابطة للتطوع، ورابطة القصيم التقنية؛ لتعزيز مساهمة ومشاركة أبنائها في الآراء، والتنمية والأعمال التطوعية، وزيادة مهاراتهم التقنية، ويعمل حاليًا ما يزيد عن 8000 شاب وفتاة؛ جميعهم يساهمون وبشكل مباشر نحو تحقيق تطلعات القيادة ـ أيدها الله ـ التي أكدت وعبر رؤيتها الطموحة، على بناء ثقافة العمل التطوعي وتشجيعه، ورفع نسبة المتطوعين إلى مليون متطوع قبل عام 2030م، وفي الجانب التقني، عملنا على تعزيز خدمة المواطن التقنية، عبر إنشاء “صوت المواطن”، ومبادرة “نخدمك في بيتك” وغيرها من المبادرات والبرامج التقنية، التي يقدمها أبناء المنطقة بشكل عام، والتي أسس على نهجها “خدمة المواطن أولاً”؛ كون مثل تلك الخدمات الرقمية، هي عامل مساهم في توفير الوقت والجهد على المستفيدين من الخدمات، وأساس مهم في رفع كفاءة الأداء، وتنفيذ الأعمال بكل دقة ومهنية.

أمن الوطن

• سمو الأمير …
هناك العديد من البرامج المتعلقة بمكافحة الإرهاب، وتعزيز الأمن الفكري، في إمارة منطقة القصيم… ما الجديد في هذا الشأن؟
•• هذا الملف، هو أحد الملفات التي عملت عليها إمارة المنطقة منذ سنوات، وقد تحقق من خلاله، ولله الحمد، العديد من المنجزات والتأثير الملموس؛ حيث أطلقت إمارة المنطقة حملة” معًا ضد الإرهاب والفكر الضال” قبل خمس سنوات مضت، وقدمت من خلالها (3700) منشط وفعالية، بالإضافة إلى أننا أطلقنا قبل 9 أشهر برنامج تعزيز الأمن الفكري وقدم عبره (75) منشطًا وورشة عمل بمشاركة مختلف القطاعات، وتبنينا جائزة لأفضل بحث عن مكافحة الإرهاب والفكر الضال، كما أن لدينا فرع تنمية الاعتدال، ونشر الوسطية في جائزة القصيم للتميز، وهي جزء من جهودنا في تكريس الأمن الفكري والتوعية بأهميته، وكما يعلم الجميع، فإن وعي المواطن السعودي وإدراكه لخطر استهداف بلاده، أصبح عاليًا جدًا، ولله الحمد، وجميع قطاعات الدولة المعنية مسؤولة بشكل مباشر بالمشاركة في البرامج الوقائية، ومحاربة كل ما يشكل خطرًا على أفكار الشباب وأمن الوطن. وإمارة القصيم، ومن خلال تلك البرامج تعمل على نشر الوسطية، ونبذ الأفكار المتطرفة والمعادية، وكذلك الحزبيات المصنفة على لائحة الإرهاب، أو من ينتمون لهذا الفكر، ولا مجاملة فيما يمس أمن الوطن، أوالتأثر بأفكار معادية لمنهج الدولة وتعليماتها.

 

بذرة خير في وطن العطاء

• سمو الأمير…
هاجس السكن الذي كان مؤرقًا للشباب والشابات، في ظل ارتفاع أسعار العقارات، بدأ يتقلص مؤخرًا، في ظل رعاية خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين، لهذا الجانب، الذي أثمر عن حركة دؤوبة حققت الكثير من الأحلام.
هل لنا في معرفة حجم رعايتكم لجوانب الإسكان بالمنطقة؟
– إن ما يلقاه قطاع الإسكان من دعم وعناية سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين، حفظهما الله، يعكس مدى الاهتمام بتوفير الوحدات السكنية لأبناء الوطن، عبر إيجاد العديد من الحلول لخدمتهم، خاصة للأسر الأشد احتياجًا للسكن، وما يقدمه الإسكان التنموي، ومنصة” جود” من دور فعال لتسهيل العديد من الأعمال المساهمة، يعكس خيرية هذا المجتمع؛ كون مثل تلك المؤسسات التي أنشأتها الدولة ـ أعزها الله ـ هي بذرة خير في وطن عطاء، ومنطقة القصيم استفادت بفضل الله ومنته، من ذلك الجانب التنموي بإسكان 415 مستفيدًا و83 أسرة، بمبلغ يزيد عن 24 مليون ريال، بالإضافة إلى أنه تم توفير إيجار لمسكن 895 مستفيدًا، و197 حالة، بمبلغ يزيد عن 2,5 مليون ريال، وعملنا ومنذ خمس سنوات على تأسيس جمعية الإسكان الأهلية، ووصلنا بفضل، من الله وتوفيقه، إلى توفير 441 مسكنًا للأسر الأشد احتياجًا بالمنطقة، يقطنها 3500 مستفيد، وساهمت في تأهيل 117 مستفيدًا، ووظفت 73 فردًا من أبناء تلك الأسر، وتأثيث 125 مسكنًا لهم عبر العديد من طرق الدعم المختلفة، ودعم المؤسسات ورجال الأعمال الأوفياء من أبناء المنطقة.

مستشارتان للإمارة

• سمو الأمير …
تمكين المرأة أحد أولويات رؤية المملكة 2030 .. ما هي الخطوات التي قدمتها إمارة المنطقة في هذا الجانب؟
•• الاهتمام الذي توليه القيادة ـ أعزها الله ـ في تعزيز وتمكين دور المرأة السعودية في كافة القطاعات، يعكس ما تمتلكه المرأة السعودية من قدرات فائقة في الإنجاز، وإحساس عالٍ بالمسؤولية، وقد سعينا بدورنا إلى تعزيز وتمكين دورها بمنطقة القصيم؛ وفق 14 خطوة، بدأت بتكليف مستشارتين لإمارة المنطقة لشؤون الأسرة، وإطلاق ملتقى “شقائق الرجال”، الذي يضم أكثر من 350 قيادية على مستوى المنطقة، وأسسنا اللجنة النسائية التنموية بعضوية 23 سيدة بهدف تعزيز الريادة في جودة تمكين المرأة، وأنشأنا مجلس فتيات القصيم الذي يضم 60 عضوة، واستفاد من برامجه أكثر من 270 ألف سيدة، وتم تكوين مجلس سيدات الأعمال، الذي يضم 700 سيدة أعمال، وإنشاء 23 فريقًا تطوعيًا نسائيًا، بالإضافة إلى إطلاق جائزة” شقائق الرجال”؛ تحفيزًا وتشجيعًا لقدرات المرأة، وسنواصل العمل على تمكينها، ومنحها مزيدًا من الفرص للمساهمة في التطوير والتنمية والبناء، إلى جانب أشقائهن الرجال.

مؤلفات لسموه في السياسة والإدارة والتنمية

1 – التطور السياسي في المملكة العربية السعودية” بتقديم من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ
2 – “الأمان الثاني” – تًرجم إلى عدة لغات
3 – “دوام النعم ”
4 – “المجالس المفتوحة والمفهوم الإسلامي للحكم” بتقديم سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ
5 – “الدبلوماسية والمراسم الإسلامية”.. تمت ترجمته لعدة لغات.
6 – “مختصر تاريخ الدولة السعودية”
7 – “الملك عبدالعزيز آل سعود ـ رحمه الله ـ وتوحيد إمامة المصلين في الحرمين الشريفين”
8 – “من رسائل الملك سعود بن عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ الدعوية” رسائل أئمة دعوة التوحيد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *