القيادة، هي عبارة عن مصطلح يعني؛ أن هناك شخصا مؤثرا باستطاعته الإشراف، أو التأثير على سلوك مجموعة من الأشخاص الآخرين.. القيادة تشمل كافة جوانب الحياة، وفيما يتعلق بالجانب الاجتماعي بين الرجل والمرأة، نجد أن الرجل يرى نفسه دائماً الأجدر بقيادة السيارة علي سبيل المثال، فدائماً ما تواجه النساء تهمة اعتباطية “ذكورية” بأنهن غير جديرات بقيادة السيارات، قد تتقبل شريحة من النساء الأمر، وقد يعترض بعضهن من اللاتي يرين أن المرأة تستحق أولاً خلق ظروف مناسبة لقيادتها، ثم تقييم ما إذا كانت جديرة بالقيادة أم لا؟
بكل الأحوال، قيادة السيارة ليست مقياساً للريادة، فإذا خسر النساء معركتهن في قيادة السيارات، أمام الرجال، فلا يمكن أن يخسرن الريادة في قيادة المنزل.. بطبيعة الحال كيان المرأة النفسي والجسدي يخالف تماماً تكوين الرجل، لأنه ببساطة يتفوق عليه بمراحل! ..
المرأة، من دون شك، هي الأجدر بقيادة وتولي زمام أمور كل شؤون مملكتها الصغيرة قبل الكبيرة عن الرجل، وباستطاعتها أن تكون المسؤول الأول عن التربية والتأهيل والنشء الصالح وربط القيم والمبادئ بالسلوك ومتابعة شؤون أفراد الأسرة والعمل علي حلول المشكلات وتقديم الدعم وتحمل المسؤولية ومشاركة الرجل التفكير والتخطيط للارتقاء بمستوى الأسرة، وتغذيتهم معنوياً ونفسياً بالحب والاحتواء والحنان وتقديم الاهتمام والرعاية دون كلل أو ملل، خاصة في ظل غياب الرجل وانشغاله الدائم في ميدان العمل، وهذا لا يعني انتقاص قدر المرأة أو اختزال دورها الاجتماعي داخل المنزل فقط، فلا يمكن إنكار الدور النسائي في العديد من الجوانب الحياتية ..
ويشهد التاريخ على نساء حفرن أسماءهن في ذاكرة الزمن، ونساء تقلدن أعلى المناصب السياسية وأخريات وصلن لمكانات علمية وأدبية كبيرة، لا يتقبلها أصحاب الأيديولوجيا الذكورية، الذين يكونون معايير اجتماعية وفق أهوائهم، فما لا يعرفه الرجل أن المرأة تملك سلطة مضادة يمكن بواسطتها أن تجعله يعيش معاناتها من نقد المبادئ وتقنين سلطاته عليها، لكنها تحافظ على دورها الطبيعي، الذي يضمن الاستقرار والتقدم الحضاري للمجتمعات.
Nevenabbas88@gmail.com
@NevenAbbas