جدة – البلاد
كارثة إنسانية على وشك الوقوع.. العالم يتحرك ويحذر من خطرها، والمليشيا الحوثية الإنقلابية تضرب بالتحذيرات “عرض البحر”، فلا يهمها تلوث الخليج بـ1.100 مليون برميل نفط خام، أو تدمير سبل كسب الرزق للمجتمعات الساحلية المحلية في اليمن، والقضاء على التنوع البيولوجي في المنطقة، والتأثير على طرق الشحن في البحر الأحمر، وإنما تستخدم ناقلة النفط “صافر” كقنبلة موقوتة تساوم بها سياسيًا، رافضة صيانتها ومحرمة الاقتراب منها.
استمرار تعنّت ميليشيا الحوثي بعدم السماح لفريق الأمم المتحدة لصيانة خزان “صافر” قُبالة ميناء رأس عيسى في مدينة الحُديدة على البحر الأحمر، الذي لم يخضع للصيانة منذ خمس سنوات، ينذر بخطر تسريب النفط الخام للخليج، ما يهدد بكارثة بيئية واقتصادية وإنسانية تتخطى آثارها الجمهورية اليمنية، وتشكل تهديداً خطيراً للأمن والسلامة البيئية في الدول المُطلة على البحر الأحمر، وفقًا لرئيس البرلمان العربي عادل بن عبد الرحمن العسومي، مؤكدًا في بيان له أمس (الجمعة)، على ضرورة التحرك الدولي الفوري والعاجل لتمكين فريق الأمم المتحدة الفني من القيام بعملية صيانة الخزان أو تفريغه، الأمر الذي أصبح لا يتحمل التأجيل لتفادي هذه الكارثة الإنسانية الكبرى.
وطالب العسومي، مجلس الأمن الدولي والمجتمع الدولي بتحمل مسؤولياتهم الأمنية والإنسانية والأخلاقية والعمل الجاد لإنقاذ الموقف المتأزم الذي ينذر بكارثة، واتخاذ إجراءات سريعة وعاجلة لإلزام ميليشيا الحوثي، بالسماح فوراً بوصول الفريق الفني الأممي لإجراء عملية التقييم والصيانة للخزان قبل وقوع الكارثة.
وخلال الأسبوع الماضي توالت التحذيرات الدولية من خطورة الوضع بالنسبة لخزان صافر، بينما شدد خبيران حقوقيان على ضرورة السماح لفريق الأمم المتحدة التقني المستقل بالوصول الفوري للناقلة في ظل تزايد المخاوف من إمكانية تسرب النفط منها أو انفجارها؛ إذ قال المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالمواد السامة وحقوق الإنسان ماركوس أوريلانا أمس: “إنه من المهم السماح لفريق الأمم المتحدة التقني بالصعود على متن الناقلة، إذا أردنا أي بارقة أمل في منع تهديد تسرب كميات من النفط تفوق بمقدار 4 مرات تسرب (أكسون فالديز) في ألاسكا عام 1989”.
في السياق ذاته، قال المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بحقوق الإنسان والبيئة ديفيد بويد: إن تسرب النفط من الخزان سيضر بالحق في الحياة والصحة وسلامة البيئة لنحو 1.6 مليون يمني، مبيناً أن المخاطر الكارثية لتسرب النفط يعزز إلحاح الانتقال بسرعة من الوقود الأحفوري، مثل النفط والغاز، باتجاه الطاقة المتجددة.
ومنذ مارس 2018، طلبت الحكومة اليمنية رسميا، مساعدة الأمم المتحدة بشأن خزان صافر، غير أن الفريق لم يتمكن من الوصول إلى الخزان، بعد أكثر من عامين منذ هذا الطلب، بسبب تعنت المليشيا الحوثية، ما ينبئ بمأساة إنسانية، يسعى العالم لمنع حدوثها بكل السبل لحماية الشعب اليمني.