القاهرة – عمر رأفت
تحاول تركيا الهروب للأمام بالبحث عن دور في إقليم كاراباخ وليبيا، بدلًا من الإقرار ببدء تلاشي نفوذها في الملفين، إذ كرر وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، أمس (الخميس)، قوله: إن بلاده ستشارك في قوة حفظ السلام لمراقبة سير وتطبيق اتفاق “كاراباخ”، وهو ما تنفيه روسيا بشدة، مؤكدة أن قوات حفظ السلام في الإقليم لن تشمل أي تواجد تركي، ما يعري مزاعم أردوغان، الذي بات يفقد أراضيه في ليبيا بعد مضي الحوار السياسي والعسكري في تونس وسرت نحو التسوية وتوحيد المؤسسات والتخلص من المرتزقة والميليشيات، التي تعتمد عليهما أنقرة للتدخل ومد النفوذ.
وجاءت الضربة الموجعة الثالثة لأدروغان من خلال المباحثات الثنائية بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء اليوناني كيرياكاكوس ميتسوتاكيس، في أثينا، حينما أعربت مصر واليونان عن تعاونهما لوقف التدخلات التركية في شرق المتوسط، ما يشير إلى أن تركيا أصبحت محاصرة من كل الجهات.
وتشير مخرجات ملتقى الحوار السياسي الليبي في تونس، والجولة السادسة من اجتماعات اللجنة العسكرية الليبية 5+5 في مدينة سرت، إلى إحراز تقدم في الملفين الأمني والسياسي، بما يمهد لإخراج تركيا من المعادلة الليبية. وقال مراقبون: إن مباحثات اللجنة العسكرية المشتركة ركزت على وقف إطلاق النار بالكامل، بحسب ما ينص اتفاق جنيف وغدامس، وسحب وتفكيك المجموعات المسلحة من خطوط التماس قرب مدينتي سرت ومصراتة إلى ما بعد منطقة بوقرين.
وفي سياق متصل، أشارت البعثة الأممية إلى نقطة تفاؤل من داخل أروقة مقر ملتقى الحوار الليبي، معلنة أن نقاشات اليوم الرابع تسير بوتيرة عالية وفي ظلّ روح إيجابية ووطنية، ما يمهد الطريق للتسوية ويسحب البساط من تحت أقدام تركيا، المعولة على إفشال المفاوضات وعودة الطرفين الليبيين للقتال، مما يحفظ لها دورها عبر المرتزقة والميليشيات التي تدعمهما.