الدولية

تعطيل تشكيل الحكومة يدفع للفوضى

البلاد – مها العواودة

حذر سياسيون من الآثار السلبية، التي تلوح في الأفق؛ جراء تعطل مسار تشكيل الحكومة اللبنانية المنتظرة، في ظل التكتم المطبق حول المباحثات والمشاورات التي يجريها الرئيس المكلف سعد الحريري مع رئيس الجمهورية ميشال عون، وحرص الأطراف السياسية على نهش حصصها من حكومة طلبت محليًا وخارجيًا، أن تكون حكومة إنقاذ وتنفيذ إصلاحات.


ونوه عضو المكتب السياسي في تيار ‘”المستقبل” والنائب السابق مصطفى علوش، من الآثار السلبية المترتبة على تعطيل مسار تشكيل الحكومة غير المسبوق على مدار تاريخ لبنان، حيث بدأت هذه الآثار بالظهور، مشيرا إلى أن عدم الذهاب لمفاوضة صندوق النقد الدولي والتأخر يهدد الاحتياطي النقدي بالعملة الصعبة في مصرف لبنان، الذي أصبح على حافة النفاد، ما يعني توقف دعم المواد الأساسية من دواء وأغذية، ما ينذر بتفكك أركان الدولة والذهاب إلى فوضى عارمة ستؤدى إلى مزيد من العنف وأعمال الشغب وأكثر من ذلك، مؤكدًا أن تعطيل مسار تشكيل الحكومة يعد خيانة وجريمة كبرى بحق لبنان.

ويرى عضو اللقاء الديمقراطي النائب بلال عبدالله، أن التأخير في تشكيل الحكومة في ظل الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والصحية المتهالكة هو دمار جديد للشعب اللبناني وإمعان في ربط أوضاع لبنان في مشاكل وأزمات المنطقة، في ظل تعنت بعض الأطراف اللبنانية الحريصة على بقاء لبنان رهينة بانتظار وضوح السياسة الأمريكية الجديدة، مؤكدا أن المبادرة الفرنسية باتت في مهب الريح، منوها إلى أن التناوش السياسي تحت حجة توازن السلطات أعاد لبنان إلى المربع الأول الخطير فضلا عن العقوبات الأمريكية على رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، داعيا الأطراف السياسية الفاعلة لتخفيض سقف مطالبها للإسراع في تشكيل حكومة إنقاذ، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. وأضاف: ” لست متفائلاً بهذه الحكومة، وإن شكلت؛ لأنها تشكل على قاعدة تقليدية غير ملاءمة للمهام المطلوبة منها، وهذا ينذر بعواقب وخيمة جدا على لبنان”.

في السياق ذاته، أكد الخبير الاقتصادي البروفسور بيار الخوري، أن تعطل مشاورات التأليف والغرق في المحاصصة سيؤدي دورا سلبيا ولكن فقط على صعيد الثقة، لأن العناصر الأخرى انفصلت بشكل تام عن التأثير السياسي وهي تتخذ مسارها الانحداري بشكل كامل، فلا يمكن لهذه العناصر الاقتصادية أن تعود فتتأثر بالعوامل السياسية بدون مقاربة جديدة ورجالات جدد لديهم الموثوقية والعلوم والخبرة الضروريان؛ لإدارة بلد غارق في الأزمات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *