متابعات

سيدة سعودية تتحدى انقراض سوق الكتاب

مكة المكرمة – أحمد الأحمدي

رغم اندثار سوق الكتب، وقيام عدد من أصحاب المكتبات الخاصة ببيع مخزونهم من الإصدارات، وإغلاق محالهم، بعد تكبدهم خسائر فادحة؛ لعدم وجود إقبالٍ على هذه المكتبات، وشراء ما تحتويه من مختلف أنواع الكتب والمعارف؛ بسبب ظهور التكنولوجيا الحديثة ووسائل التواصل بأنواعها، فيما يعرف بالسوشيال ميديا؛ حيث استغنى الناس عن شراء الكتب بالاطلاع عليها عبر هذه الوسائل. رغم كل ذلك أصرت السعودية “عفة علي” على تدشين مشروعها؛ المتمثل في إنشاء مكتبة لمحبي ومحبات القراءة.


” البلاد ” التقت عاشقة الكتاب الورقي، فأوضحت أن مشروعها، حقق نجاحًا غير متوقع في الإقبال عليه من محبي الكتب، والاطلاع عليها بصورة مباشرة، لافتة إلى أن ذلك يعني أن سوق الكتاب مازال يقاوم تصاريف التقنيات الحديثة، وأن القراءة هواية لا تصدأ بمرور الزمن .
وعن فكرة هذا المشروع الثقافي، قالت:

منذ صغري وفي مراحل دراستي الابتدائية، وأنا من عاشقات ومحبات القراءة والاطلاع على مختلف الكتب، وما تحمله من علوم ومعارف؛ حيث كنت أخصص جزءا من مصروفي المدرسي لشراء كل جديد من إصدارات الكتب بأنواعها، وكبرت، ونمت معي هذه الهواية، بل هذا العشق للكتاب.


وتضيف عفة: إنها كانت من رواد معارض الكتب التي تقام داخل المملكة وخارجها؛ حيث لا يفوتها معرض من هذه المعارض إلا وزارته لشراء ما يستجد من كتب، موضحة بالقول: إنها قبل حوالي ٦ أعوام، في معرض الكتاب بجدة، وأثناء تجولي بين أجنحة المعرض، انبثقت لدي فكرة.. لماذا لا أنشيء مكتبة عامة تجارية، لمحبي ومحبات القراءة والاطلاع والبيع بأسعار رمزية؛ لتشجيع عشاق الكتب، ومدمني القراءة، والاطلاع، وبعد وصولي إلى مكة المكرمة، بدأت في دراسة هذه الفكرة ووضع خطواتها الأولى؛ لأن هدفي الأول، والأخير من هذا المشروع الثقافي، ليس جمع المال أو الربح، بل هو دعم وتشجيع محبي القراءة والاطلاع بتوفير الكتب لهم بأسعار تكون في متناول أياديهم، وكذلك تأمين المكان المناسب للجلوس أثناء القراءة والاطلاع٠

وبفضل الله وتوفيقه، ثم بدعم معهد ريادة الأعمال، وبنك التنمية الاجتماعي، ثم بجهودي الذاتية، استطعت تحويل هذه الدراسة وهذا الحلم إلى حقيقة؛ حيث تمكنت من شراء العديد من الكتب في مختلف أنواع المعارف، واستئجار محل على الشارع العام في حي العوالي بمكة المكرمة، وهو من الأحياء الحديثة الراقية والنموذجية، واتخذته مقرا للمكتبة التي اطلقت عليها “عالم القراءة “٠
واستطردت: نجحت المكتبة، ولله الحمد والشكر، نجاحا كبيرا، وشهدت إقبالا مميزا، من محبي ومحبات القراءة والاطلاع؛ الأمر الذي ينفي أن سوق الكتاب اندثر؛ بسبب السوشيال ميديا.


وعن أكثر الكتب إقبالا في الشراء من قبل رواد المكتبة، قالت:
كتب تطوير الذات، والروايات العالمية، هي أكثر ما يبحث عنها، رواد المكتبة ويحرصون على شرائها، ما يعني أن القراء متابعون لكل ما يحدث في العالم من معارف جديدة.
وحول رأيها في من يقول: إن محبي القراءة عبر الكتب مباشرة، قد انقرضوا بسبب الاكتفاء بالاطلاع عليها من خلال وسائل التقنية، قالت:

لقد اكتشفت بعد تدشين المكتبة إقبال الناس عليها، فالإطلاع على الكتب الورقية ما زال يشهد تصاعدًا رغم التقنية الحديثة، حيث إن الكثيرين يرون أن الكتب الإلكترونية لا تروي عطشهم على الإطلاق وهم يطربون حينما يلامسون أوراق الكتب والإصدارات.
حوارات ومناقشات
وبينت عفة أنها وضعت برنامجا ثقافيا لرواد المكتبة من خلال تنظيم مناقشات وحوارات ثقافية وأدبية وشعرية، وتخصيص طاولات للقراءة والاطلاع، ومنصات للكتب؛ حيث تضم المكتبة حاليا أكثر من ٢٥٠٠ عنوان، في مختلف المعارف٠

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *