عندما تقابله لأول مرة، تألفه وتثق به، وكأنه الصديق الحميم الذي رافقك رحلة الحياة الطويلة، فسبحان من جعل له القبول والمحبة في قلوب الناس؛ وذلك مصداقاً للحديث الذي روته أمّنا عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ” الأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اخْتَلَفَ”.
الدكتور حسن شوقي الحازمي، هذا الرجل العصامي، الذي غادر قريته العشة التابعة لمحافظة صبيا بمنطقة جازان الغالية، إلى الظهران لدراسة بكالوريوس الهندسة المدنية بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وحصل على درجتي الماجستير والدكتوراه من أستراليا. أصبح اليوم من أهم القيادات الإدارية والفنية في وزارتي الإسكان والشؤون البلدية والقروية، وواجهة مشرفة، فعندما يتكلم عن المسؤولية والإنجاز والتطوير، تجد فيه حس المسؤول اليقظ الحريص على تنمية وطنه، وتنفيذ توجهات قيادته الرشيدة، المدرك لأهمية مواكبة التطور من خلال خطط مستقبلية تؤدي لجودة وتميّز الخدمات التي تُقدم ، وهذا يعود لكم الخبرات العملية والعلمية التي يمتلكها مما جعل منه مكسباً للجهة التي يعمل بها، ومحل فخر واعتزاز، بأنه من أبناء وطننا الغالي، وعندما تتطلع على سيرته الذاتية تجد سجلا مشرفا ورائعا من الإنجازات والنجاحات المختلفة، التي حققها في المسؤوليات واللجان التي عمل بها.
مثل هذه الشخصيات، لابد أن يستفاد منها في البرامج التحفيزية، وجعلها قدوة حسنة، يقتدى بها في دجى الليل المتلاطمة أمواجه، خاصة، أنه يمتلك رؤية تربوية رائعة، يقول فيها: “أعتقد أن مساعدة الطالب في اكتشاف قدراته منذ مرحلة مبكرة، وتحفيزه للانطلاق من خلال قدراته “هُوَ” في منافسة مع الذات، وليست مع الآخرين والسعي الدائم للتطور المستمر بغض النظر عن الآخرين، إلا إذا كان من قبيل التعلم من تجاربهم ، فليس المهم أن أكون أفضل من فلان، أو أفضل الموجود، بل المهم أن أكون أفضل من نفسي ، ومثل هذه المفاهيم سيكون لها دور كبير في خلق أجيال واعية، تمتلك رؤية مستقبلية، وكلنا في خدمة الوطن.