خذ نفسًا عميقًا، واقرأ هذا المقال، من أخبار علماء الفضاء .. أن هناك 36 حضارة لكائنات فضائية عاقلة تعيش على كواكب مجرة درب التبانة، التي تتكون من مئات البلايين من النجوم. وهذه الكائنات قادرة علي التواصل معنا نحن سكان الأرض .. إلا أنها تعيش بعيدة عنا بـ 17000 سنة ضوئية .. مما يجعل تواصلنا معهم صعبا للغاية .. إلي أن يأتي اليوم الذي نتقدم فيه علميا فيمكننا التحدث إليهم ..
والسؤال المحير الذي يطرح نفسه بقوة .. هل نحن مستعدون لهذا اللقاء ؟!.. وماذا سنقول لهم؟ ..وماذا سيقولون لنا ؟ .. وبأي لغة سنتحدث إليهم ؟ .. وأي المواضيع سنتطرق إليها ؟
هل سنخبرهم عن خلافاتنا وحروبنا .. وعجزنا عن مكافحة الأوبئة .. وانتشار الجهل والفقر والمرض على كوكب الأرض .. وأن العنصرية لازالت تعشعش في عقولنا وسلوكنا .. وكيف أوقعنا أضرارا جسيمة بالمناخ والبيئة، وأن الفساد بكل أنواعه يستشري في عروق الكثيرين من بني البشر ؟
أم سنحكي لهم بفخر واعتزاز عن قدراتنا التكنولوجية التي تطورت خلال الخمسين عاما الماضية ؟
وحيث إن كل المؤشرات تقول إننا في حاجة ملحة إلى الاستعداد لذلك اليوم الذي ستصلنا فيه رسائل كائنات عاقلة من أعماق الفضاء .. فبماذا سنرد عليهم .. وما هي اللغة التي سنتعامل بها معهم حتى نفهم بعضنا البعض .. لأنهم قطعا لا يتقنون فهم لغاتنا نحن سكان الأرض .. ونفس الشيء.. نحن لا نفهم لغتهم .. ولذلك يقول العلماء يجب علينا أن نتعامل معهم بلغة علمية رقمية .. على افتراض أنهم متقدمون علميا .. وإلا لما وصلوا إلينا .. لذلك يسهل عليهم فهم لغة العلوم الرقمية .. مثل الأصوات والإشكال والمعادلات والتحايا .. بالإضافة إلى ترجمة ذلك إلى عشرات اللغات الخاصة بشعوبنا لعل أحدهم يتقنها .. ولو أن احتمالات ذلك ضعيفة جدًا.
هذا وتجدر الإشارة إلى أن” ناسا” قامت بهذه الخطوة فعليًا؛ حيث تم تسجيل هذه الإشارات والأصوات والأشكال، وتم إرسالها إلى أعماق الفضاء؛ كي يسهل فك رموزها وفهمها.
إلا أن بعض علماء الفضاء يحذرون من المبادرة والتواصل مع تلك الكائنات الفضائية؛ مثل ستيفن هوكينغ عالم الفيزياء البريطاني الفذ حيث يقول: لربما يكون في ذلك غزوًا واحتلالًا لنا ولكوكب الأرض من قبلهم .. كما نفعل نحن عبر التاريخ من صراعات وسفك للدماء .. وبالتالي ستكون نهاية عالمنا .. وهناك علماء آخرون يرون أن نكون مستعدين لهذا الغزو؛ شئنا أم أبينا .. فإنهم قادمون لا محالة .. فيجب أن نفرش لهم الحرير على الأرض لاستقبالهم والتعامل معهم.. الند للند.
لذلك أرى أن هذا الاستعداد لن يتأتى إلا عن طريق إعداد جيل من الفضائيين، عبر برنامج طموح يستقطب الأطفال المغرمين بالتأمل في الفضاء ودراسة علومه، وسبر أغواره، وأسراره؛ وتدريسهم مناهج خاصة بعلوم الفيزياء، والفضاء، والمجرات؛ بحيث يكونوا قادرين ومستعدين لاستقبال هذه الكائنات الفضائية، والتعامل معها والتحدث إليها والاستفادة منها. بل المبادرة بالوصول إليهم، ونحن نحمل بشائر اكتشافاتنا وعلومنا .. ونوايانا الحسنة لحل مشاكل الكون وإعماره. وبهذا سنتعرف على تركيبتهم البيولوجية .. ولغاتهم .. والتكنولوجيات وإمكاناتها وإبعادها التي ساعدتهم على السفر عبر أعماق الفضاء والوصول إلينا، أو تقريب المسافة بيننا للقاء المحتوم.