متابعات

الجوفية تؤرق سكان الحرازات .. الأهالي : لـ”البلاد “: تآكلت جدران منازلنا ونخشى انهيارها

جدة ــ عبد الهادي المالكي

تتبادل أمانة محافظة جدة وفرع شركة المياه بالمحافظة منذ فترة الاتهامات حول مسؤولية كل جهة عن المياه الجوفية المنبعثة من الأرض، والمكونة لتجمعات مائية تصبح مع مرور الأيام بيئة خصبة لتوالد الحشرات الضارة من ذباب وبعوض في حي الحرازات، ولما قد ينشأ عنها من أمراض معدية؛ مثل حمى الضنك ونحوها من الحُمّيات والأمراض التي تسببها الحشرات، فالأمانة ترمي المسؤولية على الشركة، والأخيرة تقول: إن هذه المنطقة خارج اختصاصها، والنتيجة النهائية هي استمرار تضرر الأهالي من الروائح الكريهة و” الهبوط ” التي يحدث في الشوارع .

  
” البلاد ” أمسكت بخيط القضية؛ حيث شكا عدد من سكان حي الحرازات شرق جدة من طوفان المياه الجوفية، التي تسللت إلى الشقق والمصاعد والأرضيات والمساحات الجانبية للمنازل التي يقطنونها، لافتين إلى أنهم يقطنون منذ أكثر من 20 عامًا بهذا الحي، الذي يصل عدد سكانه إلى قرابة 100 ألف نسمة من تزايد منسوب المياه الجوفية، الأمر الذي ساهم في دخول تلك المياه على خزانات المياه وكذلك خزانات الصرف الصحي (البيارات) ، مسببة أضرارًا على البنايات، أبرزها تشققات، اعتبرها مهندسون “نذير انهيار للمباني”، كما يعاني السكان من شوارع غير ممهدة وبعضها يمتلئ بالحفر، إضافة إلى أنها مظلمة لفقدانها الإضاءة، وغير مؤهلة لمرور سياراتهم، ناهيك عن انتشار بعض الأمراض؛ نتيجة المياه الراكدة في تلك الشوارع ومنها حمى الضنك، وبما أننا نعيش هذه الأيام من تقلبات جوية ودخول على موسم الأمطار، فإن هذا سوف يزيد الطين بلة مع تجمعات مياه الأمطار والمياه الطافحة مما يشكل بحيرات من المياه الراكدة داخل الحي.


واستطردوا بقولهم: إننا نسمع عن قيام دراسات لحل مشاكلنا، ولكن هذه الدراسة تتكرر كل عام، ولا نرى لها أي نتائج بإيصال خدمة المياه والصرف الصحي لهذا الحي الذي يسكنه آلاف المواطنين ونرفع معاناتنا لأمين محافظة جدة، والمياه الوطنية للنظر لهذا الحي بعين العطف وإيصال الخدمات من مياه وصرف صحي وسفلتة وإنارة ورصف. أملنا في هاتين الجهتين كبير، ورجاؤنا أكبر.
من جهته، أوضح محمد المالكي، أن الأهالي يشتكون من نقص في خدمات السفلتة، وإضاءة الشوارع ونمو الحشائش حول تجمعات المياه التي حولت أغلب الأماكن إلى ما يشبه الأدغال، وإلى بؤر لتجمع الحشرات والزواحف الخطيرة على حياة أهالي الحي، لاسيما البعوض الذي يتكاثر في هذه البيئة.


وعبّر عدد من المواطنين عن شكواهم لأن هذا الحي، يفتقر للخدمات الأساسية؛ التي تنعم بها بقية الأحياء السكنية بمدينة جدة، ويخشون على منازلهم من الانهيار جراء تآكلها بسبب المياه الجوفية، التي بدت آثارها واضحة على الجدران وقواعد المنازل .


وفي السياق نفسه، أوضح سعيد الزهراني، أن المياه الجوفية أصبحت عنوانا لحي الحرازات؛ حيث تسببت في هبوط الشوارع وتآكل جدران المباني؛ لدرجة أن الكثيرين يخافون أن تنهار منازلهم، داعيا إلى ضرورة تجفيف المياه الجوفية من كامل الحي وجميع الأحياء المتأثرة في شرقي جدة.


” البلاد ” بدورها تواصلت مع المتحدث الرسمي لشركة المياه الوطنية خالد مقبول، الذي أوضح أن المياه الجوفية، وما يصاحبها من تداعيات تقع مسؤوليتها على أمانة محافظة جدة؛ حيث إن هذه المياه عبارة عن طفح لمياهٍ جوفية، وليست تسريب مياه.
وبالتواصل مع المتحدث الرسمي لأمانة محافظة جدة محمد البقمي، تم الرد من قبله بقصاصة لخبر نشر في إحدى الصحف المحلية يفيد بأن هذه المياه الجوفية الطافحة في حي الحرازات من اختصاص شركة المياه الوطنية، وفي الوقت الذي تتقاذف فيه أمانة جدة وشركة المياه مسؤولية تسربات المياه الجوفية في حي الحرازات؛ فإن طفح المياه يتواصل في هذا الحي، ويتسبب في هبوطات الشوارع، وتآكل أساسات المنازل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *