جدة- البلاد
عندما طلب رئيس الكاميرون، ضم اللاعب الذي كان يقترب من إتمام عامه 38 إلى المنتخب الوطني في نهائيات كأس العالم لكرة القدم اعتبرت هذه الخطوة في غير صالح كرة القدم الأفريقية.
فقد ابتليت اللعبة الشعبية في القارة السمراء دومًا بتدخلات مسيئة من جانب السياسيين، لكن التدخل في تشكيلة المنتخب في أهم بطولة عالمية فاق كل التخيلات. فقد شاهد رئيس الكاميرون بول بيا، اللاعب روجيه ميلا خلال مشاركته في مباراة خيرية، قبل ذلك ببضعة أسابيع وأصر على ضمه لتشكيلة منتخب بلاده في نهائيات مونديال 1990 بإيطاليا. وكان ميلا، المولود في 1952، وقتها على بعد أيام فقط من بلوغ 38 عامًا، وكان يجني بعض الأموال من خلال اللعب في جزيرة ريونيون الفرنسية، بعد أن تجاوز فترة تألقه تمامًا التي شهدت مشاركته في نهائيات مونديال 1982 بإسبانيا وفي كأس أمم أفريقيا ثلاث مرات، وأحرز أكثر من 100 هدف في الدوري الفرنسي مع فرق باستيا، وسانت إيتيان، ومونبلييه. يقول ميلا: “تلقيت اتصالًا من الرئيس الذي قال: “إنه يرى ضرورة مشاركتي مع منتخب الكاميرون، ولم أكن في وضع يسمح لي بالجدال”.
وجاء قرار الرئيس، بمثابة ضربة معلم رغم أن ميلا نفسه لم يكن يثق في قدرته على تحقيق التوقعات المرجوة من انضمامه للفريق الوطني.
ويضيف ميلا عن ذلك: “كنت أعرف أنه لو تمكنت من استعادة سابق لياقتي وتألقي فهناك فرصة لأن أكون على مستوى التوقعات”. وواصل: “لدى عودتي للمنتخب تلقيت استقبالًا حارًا من اللاعبين الأصغر سنًا، لكن الأكبر سنًا تكتلوا ضدي، ولم يكونوا سعداء برؤيتي”. وبعد أسابيع فقط تغير كل شيء، عندما اجتذب المهاجم المخضرم اهتمامًا عالميًا واسع النطاق بعد قيادته المنتخب للوصول للدور ربع النهائي لكأس العالم بعكس التوقعات، وبسبب رقصته الشهيرة احتفالًا بالهدف في شباك كولومبيا؛ لتكون بذلك الكاميرون صاحبة أفضل سجل أفريقي في البطولة العالمية إلى ذلك الوقت، قبل أن تخسر أمام إنجلترا في الوقت الإضافي للدور ربع النهائي. وقد أحرز ميلا 4 أهداف في مونديال إيطاليا 1990 وعزز رقمه القياسي بصفته أكبر لاعب سنًا يهز الشباك في البطولة، عندما أحرز هدفا آخر في مونديال 1994 بأمريكا. وأصبح ميلا رمزًا لقارة بأكملها بسبب مهاراته وقدراته الفنية، التي أظهرها بعد أن كان على أبواب الاعتزال، ومن ثم اعتبر أفضل لاعب أفريقي في القرن العشرين.