جدة- البلاد
تعقد وزارة الثقافة اليوم الاجتماع المشترك لوزراء الثقافة بدول مجموعة العشرين تحت شعار “نهوض الاقتصاد الثقافي: نموذجٌ جديد”، برئاسة الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة، بمشاركة قادة المنظمات الثقافية الدولية؛ من أجل تبادل الأفكار والخبرات للإسهام في نمو الاقتصاد الثقافي العالمي.
وتعد هذه المرة الأولى التي يجتمع فيها وزراء الثقافة في قمة على هامش اجتماعات مجموعة العشرين بمبادرة من المملكة في عام رئاستها للمجموعة انطلاقاً من إيمانها بأهمية الثقافة ودورها المؤثر في التنمية الاجتماعية والاقتصادية.
الثقافة في رؤية المملكة
أكدت رؤية المملكة 2030 أن الثقافة والترفيه من مقومات جودة الحياة، وأن الفرص الثقافية والترفيهية المتوافرة حالياً لا ترتقي إلى تطلعات المواطنين والمقيمين، ولا تتواءم مع الوضع الاقتصادي المزدهر الذي نعيشه؛ لذلك سيتم دعم جهود المناطق والمحافظات والقطاعين غير الربحي والخاص في إقامة المهرجانات والفعاليات بالإضافة إلى دور الصناديق الحكومية في المساهمة في تأسيس وتطوير المراكز الترفيهية؛ ليتمكن المواطنون والمقيمون من استثمار ما لديهم من طاقات ومواهب. وتشجيع المستثمرين من الداخل والخارج، وعقد الشراكات مع شركات الترفيه العالمية، وتخصيص الأراضي المناسبة لإقامة المشروعات الثقافية والترفيهية من مكتبات ومتاحف وفنون وغيرها، ودعم الموهوبين من الكتّاب والمؤلفين والمخرجين، والعمل على دعم إيجاد خيارات ثقافية وترفيهية متنوّعة تتناسب مع الأذواق والفئات كافّة، ولن يقتصر دور هذه المشروعات على الجانب الثقافي والترفيهي، بل ستلعب دوراً اقتصادياً مهمّاً من خلال توفير العديد من فرص العمل.
وجاء تأسيس وزارة الثقافة في يونيو 2018م، ليؤكد حرص خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان ، حفظهما الله، على نمو القطاع الثقافي في المملكة والوصول به إلى المشهد العالمي، كما وافق مجلس الوزراء في مارس 2019 على الاستراتيجية الوطنية للثقافة.
ويرى وزير الثقافة الأمير بدر بن عبد الله بن محمد بن فرحان آل سعود أن الثقافة تعد جزءاً أساسياً من التحول الوطني الطموح الذي تسير عليه بلادنا، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود “حفظهما الله”. وتنص رؤية المملكة 2030 على أن الثقافة “من مقوّمات جودة الحياة”، كما تشدد على أن المملكة بحاجة إلى زيادة نشاطها الثقافي.
رؤية وتوجهات الوزارة
ترتكز الرؤية والتوجهات على أربعة مبادئ رئيسية هي: القيادة: أن تكون الوزارة بمثابة المحرك الفاعل الذي يدفع عجلة التحول الثقافي في المملكة.
التطوير:ستعمل الوزارة على تطوير القطاع الثقافي من خلال إطار عمل ومنظومة متكاملة لتطوير المواهب وتسهيل المبادرات، بالإضافة إلى إيجاد السبل المناسبة لتسليط الضوء على الإنجازات المحققة في القطاع وإيفاءها حقها من التقدير.
الرعاية: تولي الوزارة التقدير والعناية اللازمة لكافة الجوانب الثقافية السعودية، وذلك في جميع أنشطتها وأعمالها.
الدعم: ستعمل الوزارة على عرض الجوانب الثرية للثقافة السعودية الموجودة، وتوفير الدعم لها، وتحديد الكنوز التراثية المادية واللامادية التي تزخر بها المملكة ومن ثم رعايتها..
وحددت رؤية وتوجهات الوزارة ثلاثة أهداف رئيسية هي: الثقافة كنمط حياة -الثقافة من أجل النمو الاقتصادي- الثقافة من أجل تعزيز مكانة المملكة الدولية.
وستركز وزارة الثقافة، ضمن رؤيتها وتوجهاتها على 16 قطاعاً فرعياً وهي: التراث- المتاحف- المواقع الثقافية والأثرية-المسرح والفنون الأدائية- المهرجانات والفعاليات الثقافية- الكتب والنشر- فنون العمارة والتصميم- التراث الطبيعي- الأفلام- الأزياء- اللغة و الترجمة- فنون الطهي- الأدب- المكتبات- الفنون البصرية، والموسيقى.
استراتيجية الثقافة
تهدف رؤية وزارة الثقافة إلى إرساء الأطر الإستراتيجية اللازمة لعملها ، بهدف تطوير القطاع الثقافي السعودي ، وبناء وتعزيز الشراكات الثقافية والأنشطة المشتركة مع الدول الأخرى ، إضافة إلى تشجيع الشركاء كافة على بذل ما في وسعهم لإتاحة منتجاتهم الثقافية باللغة العربية الفصحى، وتمكين أكبر عدد من الأفراد للاستفادة من البرامج المقدمة ، فضلاً عن تكريس حضور المملكة في المحافل الثقافية العالمية.
وتتمحور رؤية الوزارة وتوجهاتها إلى جعل الثقافة نمط حياة رئيس، ومساهماً في نمو الاقتصاد الوطني، ويعزز مكانة المملكة الدولية وتضمنت ستة محاور عمل رئيسي من خلال قيادة القطاع الثقافي لضمان وجود الأطر التنظيمية والتشريعية المناسبة والفعالة، وكذلك تطوير البيئة الثقافية ودعم الجهات لتكون أكثر قدرة على المشاركة الفعالة في تنمية القطاع الثقافي، إضافة إلى الأطر التنظيمية الممكنة، والتبادل الثقافي العالمي، وتقدير المواهب ورعايتها، فضلاً عن حفظ التراث والثقافة السعودية، بمنهجية وآليات تثمن النجاحات والإنجازات المحققة داخل القطاع الثقافي.
وتهدف الرؤية إلى تمكين وتشجيع المشهد الثقافي، بما يعكس حقيقة الماضي العريق، والمساهمة في بناء مستقبل يعتز بالتراث ويفتح للعالم منافذ جديدة ومختلفة للإبداع والتعبير الثقافي، حيث تتطلع الوزارة إلى الإسهام في ازدهار القطاع الثقافي، ما ينعكس إيجاباً في تعزيز الهوية الوطنية، ودفع عجلة النمو الاقتصادي وتحسين جودة الحياة، إضافة إلى زيادة فرص العمل وتقوية النسيج الاجتماعي، ورفع مستوى السعادة.
وتعمل الوزارة على استحداث كيانات قطاعية جديدة مختصة ، مهمتها الإشراف المباشر على تنمية القطاعات الثقافية الفرعية ، ولضمان أقصى مستويات الكفاءة والفعالية في تنفيذ الرؤية والتوجهات ، حيث تبلغ عدد الكيانات التي ستستحدثها الوزارة أحد عشر كياناً تضاف إلى الكيانات الثلاثة القائمة في المملكة لإدارة قطاعات ثقافية فرعية.
كما تعمل الوزارة على تحديد أولويات التمويل، وتنظيم القطاع الثقافي، وتكوين شراكات محلية ودولية جديدة، كما أعلنت عن أول حزمة من المبادرات.