البلاد – مها العواودة
في إطار قيادة المملكة العربية السعودية القدوة لمجموعة العشرين واستعداداتها للقمة الخامسة عشرة للمجموعة يومي 21-22 نوفمبر الحالي افتراضيا برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز – حفظه الله – ، تحرص المملكة جاهدةً على التركيز على سياسات التعاون الدولي لتلبية متطلبات النهوض الاقتصادي وتكريس الاستقرار المجتمعي وتنسيق الطاقات الدولية والمحلية لمواجهة الأزمات.
حول ذلك أكد عدد من الخبراء أهمية إنجازات المملكة تجاه معالجة الأزمة العالمية الأصعب ، وما ستضعه القمة القادمة من خارطة طريق للحماية الصحية والنمو الاقتصادي مابعد الجائحة نحو مستقبل مزدهر.
بداية يؤكد الخبير في القوانين الاقتصادية وحوكمة القطاع العام د.بلال صنديد أن السياسات والاستراتيجيات الحكيمة تنبه ما بعد جائحة كورونا إلى ضرورات التنمية الداخلية والاكتفاء الذاتي، وتفعيل التعاون الدولي لمكافحة التهديدات المشتركة الصحية والاقتصادية والبيئية والاجتماعية وغيرها، وفي هذا السياق تحرص المملكة على هذه الثوابت الدولية، حيث دعت لتعزيز قيم التعددية والتعاون الدولي التي ينص عليها ميثاق الأمم المتحدة، من أجل تحقيق خطط وأهداف التنمية والوصول إلى عالم أكثر شمولية وعدالة ولتعزيز الرخاء والرفاهية للشعوب. وأضاف: منذ تسلم المملكة لرئاسة القمة نهاية العام الماضي أكدت على تعزيز التوافق العالمي، والتعاون مع شركاء المجموعة للتصدي لتحديات المستقبل، وقد ترجم ذلك في الحرص الذي أبدته قيادة المملكة ومؤسساتها في مجال الحث والمشاركة بكافة الجهود للتصدي للتحدي الصحي العالمي المستجد والمتمثل بانتشار جائحة كوفيد-19 الذي كشف عن مدى هشاشة النظام الدولي في مكافحة الفيروس ، حيث عملت السعودية على عدة ملفات ركزت فيها على أهمية التعاون الدولي المشترك من خلال آليات فاعلة متمثلة في مجموعات العمل: الشباب ، والعمال ، والفكر ، والمجتمع المدني، والمرأة ، والعلوم، والمجتمع الحضري.
وداخليا اختارت المملكة طريقاً للمستقبل عبر رؤيتها 2030 وتطبيق العديد مـن الإصلاحات اللازمة لتعزيز النمو الاقتصادي وتنويع مصادره، وتمكين المرأة والشباب، والاستفادة من مقوماتها الجغرافية والحضارية والاجتماعية والاقتصادية ، فكان من حصيلة ذلك رفع معدل النمو الاقتصادي، وتحقيقها المركز الأول على مستوى العالم بالمشاركة مع دول أخرى في مؤشر استقرار الاقتصاد الكلي.
نجاحات غير مسبوقة
من جانبه قال مدير مركز معلومات ودراسات الطاقة في لندن د. مصطفى البزركان إن رئاسة المملكة العربية السعودية لمجموعة العشرين تعتبر متميزة في العام ٢٠٢٠ حيث استطاعت بحكمتها وتحت مظلة العمل المشترك تجنيب دول العالم الكثير من أخطار أصعب الأزمات ، ونجحت في عقد أكثر من100 اجتماع وبصورة استثنائية لمجموعات ولجان وهيئات من كافة الميادين، واتخذت قرارات مهمة عبر التعاون الدولي المشترك لدعم دول العالم في مواجهة الجائحة وتخفيف تأثير التراجع الاقتصادي والتأثيرات الاجتماعية التي فرضتها وغيرها من تحديا كورونا على العالم.
كما يؤكد الخبير في الاقتصاد السياسي البروفيسور بيار خوري أن المملكة تواصل العمل الدؤوب والتعاون الدولي في ظل مناخ إقليمي شديد التوتر يشوبه نزاع تجاري عميق بين الولايات المتحدة والصين، بالإضافة للعقوبات على روسيا، والتهديد بالعقوبات على الاتحاد الأوروبي، فضلا عن وباء كوفيد 19 المستجد الذي أرخى بظلاله على الاقتصاد العالمي، حرصاً منها على استقرار العالم .
وأوضح أن المملكة نجحت وبجدارة في قيادتها للمجموعة هذا العام في خلق مناخ أكثر إيجابية بين الدول الأعضاء كونها تتمتع بعلاقات ممتازة مع الغالبية الساحقة منهم، وأثبتت ضرورة وأهمية التعاون بين الدول كمخرج للأزمات.
آفاق جديدة
من جهته، قال الخبير الاقتصادي أبو بكر الديب:” مثلت استضافة المملكة لمجموعة العشرين هذه الدورة فرصة عظيمة على مستوى العالم العربي والشرق الأوسط والعالم بشكل عام، حيث عملت المملكة على توجيه دفة الكيان الاقتصادي الأكبر على مستوى العالم لمواجهة الأزمات والعمل على حلها، عبر التعاون المشترك” مؤكداً أن المملكة ركزت خلال قيادتها لمجموعة العشرين على مبدأ التعاون الدولي في مواجهة الأزمات على طريقة مواجهة جائحة كورونا عبر الشراكات الدولية ، مشيدا بالمحاور الأساسية التي ترتكز عليها المملكة خلال قيادتها للمجموعة لتمكين الإنسان لا سيّما المرأة والشباب، والعمل والازدهار والحفاظ على كوكب الأرض، وتشكيل آفاق جديدة من خلال تبني استراتيجيات جريئة وطويلة المدى لمشاركة منافع الابتكار والتقدم التقني.