قرابة الـ 200 ناد، ومئات الإعلاميين، وعشرات أضعافهم، من اللاعبين السابقين، والمدربين ومثلهم أساتذة في علم الإدارة، وبعضهم متخصص في الإدارة الرياضية؛ كلهم لا وزن لهم ، إلا الهلال والنصر، ومن يرتدي شالاتهما، ويرقص أو يقرع الطبول في أفراحهما، ويكيل المدائح لهما إن نجحا، ويسوق الأعذار لإخفاقاتهما. فكل شيء لهما، ومن بعدهما الطوفان، فمنابر الإعلام حكر عليهما، بالتناوب مقتسمين الكعكة بالتساوي؛ اليوم لي وغدًا لك، وأمام الناس أنت العدو الذي لا بعده، دعنا نتشاجر، نرفع الأصوات، نتبادل الشتائم، ونضحك على المشاهدين الأبرياء، فالمهم نهاية كل شهر رسالة (تم إيداع الراتب) فمكانك محجوز؛ حتى لو كنت لا تفرق بين الاسم والفعل، فهذا لايهم.
المهم أن تحفظ إن كنت هلاليا كلمة” الزعيم الهلالي، ونادي القرن، وسامي هو الأسطورة” وتقول كلمات متقاطعة، وتحفظ قانون النوم، وتعرف الفرق بين ظهر الكرة، وبطن الكرة، ولاتنسى بعض الكلمات الجميلة، كبربسة وقراطيس. واحذر أن تصف ماجد بالأسطورة، وكرر أن النصر تأهل للعالمية بالترشيح، وأن الدوري بدأ عام 1977م، وأن الهلال أول الأبطال، وأن الدوري الذي حققه الأهلي عام 1969م كان دوري مدارس، واعملوا لكم” قروب” وضيفوا فيه الصحبة الطيبة، وتوزعوا على البرامج، ولامانع أن تكون في برنامج مسائي، وآخر صباحي، فالغرفة محجوزة. ماعليك إلا أن تحضر معك ثوبين وشماغا وغترة.
* أما إن كنت نصراويا، فعليك أولا أن تحفظ أن النصر هو العالمي، وأول ممثل لقارة آسيا، وارفع صوتك حتى يطق عرق رقبتك، إن قال أحد: إن ذلك بالترشيح، ولاتنسى أن تذكر أن الدعيع حارس عمارة، وليس حارس مرمى، وأن سامي الجابر نجم خدمه الإعلام، وأن بطولات الهلال بالتحكيم، وأن ماجد أسطورة والبقية تكملة عدد وأن النصر أكثر جماهيرية من الهلال، وابشر بسعدك.
أما المناصب الإدارية، وتحديدا الهامة منها، فلا يشارك الهلالي فيها إلا الهلالي، ينتقلون من لجنة لأخرى، فقد تجد رئيس لجنة الحكام ليس حكما، ورئيس لجنة الانضباط ليس قانونيا، وأمين عام الاتحاد لايتحدث الإنجليزية، ورئيس لجنة الاحتراف يبتكر ويكسر القوانين على هواه، ومع ذلك لا يستطيع أن يعارضه أحد، لأنه يتسلح بالبلو كارت، الذي لا تقوى كل شهادات الدنيا أن تقف أمامه.. والسؤال.. إلى متى سنظل هكذا ومتى ستنخفض قيمة البلو كارت أمام الجرين كارت؟