البلاد – رضا سلامة
اعترفت الحكومة الإيرانية بدعمها وتمويلها للميليشيات المسلحة في المنطقة بما يعزز نفوذ طهران على مستوى الشرق الأوسط، لافتة إلى أن هذا النفوذ يدعم التدخل الإيراني في الدول لتحقيق نظرية “هلال النفوذ” في المنطقة.
وأقرت دراسة إيرانية حكومية نشرت في مجلة “الدراسات الدفاعية الاستراتيجية” التابعة لجامعة الدفاع القومي العسكرية الإيرانية، صراحة بأسماء الميليشيات التي تتلقى دعما ماليًا وعسكريًا من قبل طهران؛ وأبرزها: حزب الله اللبناني، والحوثيون في اليمن، والحشد الشعبي العراقي، وحماس الفلسطينية، ولواء فاطميون الذي يضم مرتزقة أغلبهم من الأفغان ويشارك في المعارك المسلحة في سوريا بجانب قوات بشار الأسد.
وخصت الدراسة بالذكر ميليشيا حزب الله اللبنانية كأبرز وأهم الميليشيات التي تلعب دورًا في مد النفوذ والتغول الإيراني في المنطقة، مؤكدة أنها تمثل سواعد النظام الإيراني لتعزيز نفوذ طهران الإقليمي، وقد ساهمت بالفعل في خدمة مشروع الملالي وتنسيق عملياته وعدوانه في عدة دول في المنطقة، وفي أماكن أخرى حول العالم. وأظهرت الدراسة التي اعتمدت على آراء 57 خبيرًا عسكريا إيرانيًا أن الدعم الاقتصادي الذي تقدمه طهران للميليشيات في المنطقة أسفر عن نتائج لصالح أجندة النظام على المستوى الأمني والسياسي، بينما ساهم في زيادة الأزمة الاقتصادية في إيران، إذ بات الإيرانيون يهاجمون إنفاق الملالي على الميليشيات بدلًا من توجيه الأموال للداخل.
ورغم تذمر ومعاناة الإيرانيين، قدمت الدراسة اقتراحات لمسؤولي النظام بزيادة الدعم الاقتصادي والمالي لهذه الميليشيات، لرفع قدرات “محور المقاومة”، وهو المصطلح الذي يطلقه النظام الإيراني على ميليشياته الإجرامية في المنطقة.
ودعمت الدراسة الإيرانية مخططات طهران لتنفيذ نظرية “هلال النفوذ”، وهي نظرية يستخدمها محللون سياسيون لتسمية مشروع النظام الإيراني لمد نفوذه السياسي والعسكري عن طريق دعم الميليشيات في المنطقة، تشمل سوريا ولبنان والعراق واليمن وأجزاء أخرى من المنطقة العربية وأفريقيا.
يأتي ذلك في ظل اتهامات شعبية ودولية للنظام الإيراني بتبديد أموال وثروات المواطنين على دعم الميليشيات في المنطقة، إذ عبر الإيرانيون في احتجاجاتهم ضد النظام عن رفضهم لتمويل هذه الميليشيات، وذلك عبر إطلاقهم شعار: “لا غزة ولا لبنان، روحي فداء إيران”.
من جهة ثانية، نشر حساب على تطبيق “تليغرام” محادثة مسربة للمستشار السابق للحكومة العراقية والمحلل السياسي، هشام الهاشمي، قبل اغتياله تحدث فيها عن خلية إعلامية، تابعة للحرس الثوري الإيراني في بغداد. وتظهر المحادثة التي جاءت بتاريخ 31 مايو الماضي، أسماء العاملين في تلك الخلية المرتبطين بالحرس الثوري ومواقع مكاتبها في بغداد، كما تشير المحادثة المنسوبة للهاشمي إلى أن رئيس تلك الخلية يُدعى آغا شاهيني، وهو إيراني الجنسية ومساعده قاسم قصير لبناني الجنسية، وتداول ناشطون عراقيون المحادثة، مؤكدين أن هذه الخلية تلمّع صورة إيران وميليشياتها في العراق، وتحرض ضد المتظاهرين.