متابعات

الأمل يقطع أنفاس الخبيث

جدة ــ ياسر بن يوسف ـ الدمام ـ البلاد

لحظة يتوقف فيها العالم حولك ذهولا وحالة من الانهيار التام، وكلماتك تهرب منك، ويداك ترتجفان، ودقات قلبك تتسارع وبقوة، هل أنا فعلاً مصاب بسرطان الثدي؟ هل ما يقوله الطبيب واقع لا مفر منه؟ هل سأموت وأبتعد عن عائلتي أم سأنجو وأعود لحياتي من جديد؟.

أسئلة كثيرة تدور بعقلك في وقت تعجز فيه عن استيعاب ما يحدث حولك. السرطان مرض مؤلم لكن يمكن الشفاء منه طالما تحليت بالإرادة والصبر والتحدي. الناجيات منه مررن بلحظات صعبة ولكنهن استطعن التغلب عليه فحولن الألم إلى ضحكة والهزيمة إلى انتصار واليأس إلى أمل.

(البلاد) التقت بعدد من الناجيات اللائي عشن تلك التجربة بكل ما تحمله من مفارقات وانتصرن على المرض الذي حولهن إلى نساء أكثر قوة، وتمسكاً بالحياة ليكتبن لأنفسهن شهادة ميلاد جديدة.


في البداية قالت الإعلامية نازك الإمام زوجة وأم لطفلين إنها في العام 2016 أثناء عملها في تغطية إعلامية لمؤتمر السرطان العالمي في جدة، أحسست بألم في الصدر وهو بفضل الله كان علامة وعندها توجهت مباشرة لعمل الفحوصات وتبين ان عندي ورما خبيثا في الصدر وكان من الدرجة الأولى. ورغم انه كان من الدرجة الأولى إلا أنني كنت في حاجة للمرور بمراحل العلاج الأربعة وتمكنت من تحدي المرض والتغلب عليه ولله الحمد وأنا حاليا في آخر مرحلة علاجية.

وتضيف المرض لم يقف حاجزا أمام ممارسة حياتي الطبيعية والذهاب إلى العمل، وحضور المناسبات الاجتماعية ولكن كنت آخذ كامل احتياطاتي وألبس الكمامة.
أشكر جميع أهلي وزملائي الذين كان لهم دور مهم في الوقوف بجانبي ودعمي للخروج من الحالة النفسية الصعبة، وأيضا أخص بالشكر جمعية زهرة لدورها الفعال ببرامجها التوعوية وكتيباتها المميزة.

مبادرة عالمية
وفي السياق نفسه أوضحت مها تميرك المتعافية من سرطان الثدي أن حملة التوعية بسرطان الثدي مبادرة عالمية يبدأ العمل بها على المستوى الدولي في شهر أكتوبر من كل عام وتشمل تنفيذ عدد من المبادرات لتوعية المجتمع، خاصة النساء عن عوامل الخطورة التي تزيد احتمال الإصابة بالمرض وطرق الوقاية منه، وأهمية الكشف المبكر، والفئة المستهدفة، ومكان توفر الخدمة، وتوفير خدمة متكاملة لمكافحة سرطان الثدي من الكشف إلى العلاج، داعية السيدات الى الفحص في حال الشعور بأي عارضٍ كان، خصوصاً لو كان هناك سابق إصابة عند أحد أفراد العائلة، حيث إن المرض لا يقتصر على عمر معين، وحثت المرضى على التمسك الصبر، وأن لا يستسلموا للمرض أبداً.

نشر التجارب
وأجمعت المتعافيات ريم نصار، عبلة حويت ورنا حجار على أهمية الدعم النفسي للمريضات وأشرن إلى تجربتهن مع المرض والعلاجات الجراحية وكيفية التغلب عليه والمساهمة في نشر التوعية لدى المصابات وأهمية إنشاء مجموعات تحفيزية بنشر التجارب الناجحة.

وأكد رئيس جمعية الأورام السعودية الدكتور متعب الفهيدي، استشاري أورام الثدي، أهمية طلب العلاج الصحيح بزيارة المستشفيات المتخصصة التي تتوفر فيها طرق التشخيص والعلاج المختلفة والمتوفرة بالمملكة بشكل واسع ولله الحمد. كما أكد على أهمية اتباع إرشادات الطبيب المختص الذي يتوفر لديه سجل كامل عن حالة المريض والطرق العلاجية المناسبة له مبيناً بأن الكثير من العلاجات التي يتم الترويج لها قد تتعارض مع الأدوية المناسبة للمريض.
وحذّر الدكتور الفهيدي من الانصياع وراء شائعات العلاج بالخلطات والمنتجات العشبية التي يروّج لها أشخاص مجهولون عبر الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي.

وتابع الدكتور الفهيدي بأن التوعية تتمثل بالكشف المبكر على الورم عن طريق اتباع النصائح والارشادات الطبية التي تحث على عمل الفحص الذاتي الشهري للثدي، الفحص السريري، وإجراء الماموجرام سنوياً للسيدات ذوات المعدل الطبيعي للإصابة بهذا المرض ابتداءً من سن الأربعين. وأيضاً شدّد على أهمية اتباع نمط وأسلوب حياة صحي يتمثل في المحافظة على الوزن المثالي والتغذية الصحية، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام.

إزالة الورم
في حين أكدت الدكتورة ريم عجيمي، استشارية العلاج الإشعاعي، على أن العلاج الأساسي هو إزالة الورم عن طريق الجراحة وبعدها يأتي دور العلاج الإشعاعي بحيث تعطى للكثير من الحالات 15 جلسة إشعاعية بدلاً من 25 جلسة كانت تعطى في السابق. وأوضحت أن التأثيرات للعلاج الإشعاعي تشمل الاحمرار والبثور في مكان العلاج وبعض التهيجات الجلدية التي قد تستمر لفترة وجيزة ثم تتلاشى تدريجياً.


التفكير الايجابي
فيما أكدت الدكتورة ريم الشيخ، استشارية جراحة الأورام، والدكتورة نسرين أبو ركبة، استشارية الأشعة، على أهمية التسلح بالتفكير الإيجابي خلال التعامل مع المرض والابتعاد عن الضغوط النفسية التي قد تؤثر على تقبل العلاج. كما أشارت لما سلطان، أخصائية التغذية، إلى أهمية الغذاء للوقاية من سرطان الثدي ولعلاج بعض الآثار الجانبية الناتجة من العلاج الكيماوي.

2.1 مليون امرأة
يعد سرطان الثدي، حسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية، من أكثر أنواع السرطان انتشاراً بين النساء، حيث يصيب 2.1 مليون امرأة سنوياً، ويتسبب بالعدد الأكبر من الوفيات المرتبطة بمرض السرطان.
ونوهت المنظمة لأهمية إجراء تصوير «ماموغرام» الشعاعي للثدي لخفض معدلات الوفيات الناجمة عن مرض سرطان الثدي بحوالي 20 %، كما توصي السيدات اللواتي تتراوح أعمارهن بين 40-49 عاماً أو 70-75 عاماً بإجراء تصوير «ماموغرام» على نحو منتظم والخضوع لفحوصات دقيقة ضمن بيئة متكاملة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *