البلاد – مها العواودة
أجمع خبراء اقتصاد وعلاقات دولية على نجاح المملكة العربية السعودية في قيادة أعمال مجموعة العشرين بامتياز لهذا العام والتي جاءت في ظروف استثنائية حققت خلالها إنجازات فريدة، وذلك بسبب حكمة وحنكة قيادتها الرشيدة التي تعاملت بحزم مع جائحة كورونا منذ بدايتها، مجنبةً الاقتصاد العالمي خطر الانهيار من خلال إعداد الخطط والمقترحات التي ساهمت في دفع عجلة الاقتصاد وانعاشها، فضلاً عن اهتمامها البارز في قضايا الإنسان والاستقرار.
يقول الخبير الاقتصادي د.أبو بكر الديب :”رغم انعقاد فعاليات دورة مجموعة العشرين الاستثنائية عبر “الفيديو كونفرانس” بقيادة المملكة العربية السعودية إلا أنها مثلت نقطة مضيئة في تاريخ المجموعة، فهي دورة مهمة وتأتي في توقيت مناسب بهدف دراسة التداعيات الاقتصادية السلبية لانتشار فيروس كورونا في إطار حرص المجتمع الدولي على احتواء الأزمة والتباحث بين الدول الكبرى لتبادل الخبرات ومساعدة الدول الاكثر تأثرًا وتضررًا من الفيروس”.
ولفت إلى أن السعودية قدمت كل ثقلها السياسي والاقتصادي لإنجاح اجتماعات قمة دول مجموعة العشرين العام 2020، التي تمثل 90 % من الناتج الإجمالي العالمي وثلثي سكان العالم، لتصبح أول دولة عربية تقود وتتولى أعمال رئاسة المجموعة من أجل التركيز على قضايا الانسان والاستقرار والتنمية المستدامة وتمكين المرأة وتعزيز رأس المال البشري وزيادة تدفق التجارة والاستثمارات، كما أوضح أن استضافة المملكة لمجموعة العشرين سنحت الفرصة لدول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لطرح رؤاها فيما يتعلق بتحقيق الاستقرار الاقتصادي والتنمية المستدامة.
ويرى وجود عدة عوامل تقف وراء نجاح قيادة السعودية لقمة العشرين الكبار أهمها قيادة المملكة الحكيمة التي تتمثل في خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز “حفظه الله” وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، حيث شهدت المملكة في عهدهما نهضة اقتصادية غير مسبوقة جعلتها تتربع على عرش العشرين الكبار عالميا، ومساهمتها بدور بارز في ضبط إيقاع الاقتصاد العالمي، ما جعل قيادتها لمجموعة العشرين، فرصة قوية لدعم الاقتصاد العالمي، خاصة في ظل الظروف التي يمر بها مع جائحة كورونا التي لم تنته بعد، حيث تعهد زعماء المجموعة، بقيادة السعودية بضخ 5 تريليونات دولار في الاقتصاد العالمي للحد من الآثار الاقتصادية لفيروس كورونا، فضلاً عن ماتمتلكه المملكة من مقومات وإمكانيات هائلة فلدى المملكة ثاني أكبر صندوق استثمارات سيادية في العالم، والأكبر في المنطقة العربية، ولديها واحد من أكبر الاحتياطات النقدية الأجنبية في العالم، وهي ثاني أكبر منتج للنفط الخام في ولديها فرص استثمارية بتريلونات الدولارات في مجالات الثروة التعدينية والسياحة والطاقة.
وأضاف ” الاقتصاد السعودي يحافظ على معدلات نمو كبيرة رغم تقلبات النفط والتجارة الدولية وتداعيات كورونا بفضل رؤية المملكة الاقتصادية 2030 والتي اعتمدت على التوسع في الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي من خلال بنية اقتصادية قوية في مجالي الاتصالات والمواصلات دوليا ومحليا وتحفيز الاستثمار.
في السياق قال الخبير الاقتصادي والمالي د.إياس البارود إن رئاسة المملكة لمجموعة العشرين، أثبتت للعالم أن المملكة قادرة على التعامل مع جميع التحديات، وأن تفاعل وفعاليات المجموعة على المستوى الافتراضي الذي فرضته الجائحة، لم يؤثّر على عطاء المملكة وقدرتها على قيادة دفّة المجموعة في هذه السنة الاستثنائية، حيث تواصل من خلال الفرق التي شكّلتها العمل بدأب ونشاط من أجل الخروج بالنتائج المرجوّة في اجتماع قادة العشرين في نوفمبر المقبل”.
وأشار إلى أن المملكة أثبتت جدارتها بهذه الرئاسة وقدرتها على إحداث الفرق عالمياً، ولفت إلى أن المجموعة قامت للمرة الأولى في تاريخها بإطلاق 3 فرق عمل، تحت أسماء: «مجموعة اقتصاد الكربون الدائري»، و«مجموعة المجتمعات المزدهرة لجميع السكان»، و«مجموعة الحلول الحضرية المستندة إلى الطبيعة، كما شكلت مجموعة عمل خاصة بالجائحة، لمناقشة تداعياتها على المدن وتقديم حلول للتحديات التي تواجهها في تحقيق التعافي الاقتصادي والحصول على التمويل والاستثمار اللازمين.
من جانبه أكد مدير منتدى شرق المتوسط للدراسات السياسية والاستراتيجية محمد حامد أن المملكة العربية السعودية استطاعت بقوتها وقيادتها الحكيمة أن تقود قمة مجموعة العشرين في ظروف استثنائية شلت دول عظمى، إلا أنها استطاعت رغم ذلك أن تقدم مجموعة من المقترحات للحفاظ على الاقتصاد العالمي وسوق النفط وتعزيز الشراكة بين الدول خاصة على المستوى الصحي.
وأشار إلى النجاح الباهر الذي حققته المملكة بقيادتها لمجموعة العشرين رغم مشقة المهمة التي رافقتها ظروف استثنائية ومشكلات كبيرة تصدت لها المملكة بحزم.
وأضاف “هذا ليس غريبا على المملكة التي تقود العمل الإنساني في العالم والحريصة بشكل دائم على سلامة الإنسان والمنطقة بأكملها، ونجاحها في قيادة مجموعة العشرين رغم الظروف الصعبة يؤكد دورها المتميز والاستثنائي بين الدول العظمى”.