البلاد – وكالات
يغذي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الحرب في إقليم كاراباخ بدعمه لأذربيجان بالمرتزقة الذين وصلت أعدادهم إلى 2000 مرتزق بعد إرسال دفعة مؤلفة من 400 مقاتل، أمس (الأحد)، وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، غير أنه يتهرب من إحاطة البرلمان بما يفعله حيال تأجيج الصراع الأذري الأرمني.
وكشفت النائبة عن حزب “الشعوب الديمقراطي” التركي، سربيل كمالباي، أنها لم تتلق بعد أي ردّ أو إجابة من وزير الخارجية التركي بعد أن أحالت إليه الثلاثاء الماضي، إحاطة برلمانية شددت فيها على ضرورة تقديمه لبياناتٍ واضحة حول قيام أنقرة بإرسال مرتزقة إلى أذربيجان لمساندة باكو في القتال ضد المقاتلين الأرمن في إقليم ناجورنو كاراباخ المتنازع عليه بين أذربيجان وأرمينيا منذ عقود.
وقالت كمالباي في مقابلة إعلامية”: “لم أتلق ردًا من تشاووش أوغلو إلى الآن، وأخشى من أنني قد لا أحصل على إجابة منه أبداً، فالبرلمان التركي يمرّ بأسوأ مرحلة في تاريخه، وعادةً ليس لدى الحكومة الحالية الاستجابة السريعة لمقترحاتنا، وفي معظم الحالات لا تقدّم أي ردود بخصوصها”.
وأضافت “حزبنا يرفض السياسة الخارجية للحكومة الحالية ولا يقبل سلوكها المغذّي للحروب، لذلك كان الوحيد الذي رفض جميع المقترحات الحربية التي تمّ تقدّيمها إلى البرلمان من بين كلّ أحزاب المعارضة في البلاد. ونحن في البرلمان نقول دومًا إن شعوب تركيا هي التي تدفع ثمن السياسات العدائية للحكومة، ونتيجة ذلك لا يمكننا بناء سلامٍ داخلي ونعاني من أزماتٍ متعددة بما في ذلك الأزمة الاقتصادية، وهذا الأمر ينطبق اليوم على الحرب التي يشهدها إقليم ناجورنو كاراباخ، فالمسلّحون الذين لا تقدّم أنقرة أي معلوماتٍ بخصوص نقلهم إلى أذربيجان، سيكلفون شعوبنا عبئاً إضافيًا من الجانبين المادي والإنساني، ولهذا السبب على السلطات أن تقدّم إجاباتٍ شفّافة حول استفساراتنا المرسلة إليها”.
ولفتت كمالباي إلى أنهم رأوا المسلحين في تقاريرٍ مصوّرة مشاركون في الحروب التي تشارك فيها أنقرة. واستطردت “حين ننظر إلى الصورة الكاملة لهذه الحروب بعد الاطلاع على البيانات التي تقدّمها الأمم المتحدة ومنظمات أخرى دولية، نرى حالة ميؤوسا منها للغاية، وهذه جريمة تشارك فيها تركيا ما حول حياة الشعوب المضطهدة إلى جحيم”.
وشددت النائبة البرلمانية على “أننا بحاجة ماسّة لضغوطٍ ترغم الجهات الدولية والإقليمية على الالتزام بحماية حقوق الإنسان والمبادئ الديمقراطية، خاصة الذين يطالبون بالسلام وحق تقرير المصير في تركيا وبلدانٍ أخرى، فقد تعرّضت حقوق الذين يعبّرون عن آرائهم المؤيدة للسلام لانتهاكات كبيرة وباتوا معزولين، كما أنهم يواجهون أيضاً الكراهية والقمع والترهيب كما يحصل في تركيا وأذربيجان منذ اندلاع النزاع الحالي بين باكو ويريفان أواخر الشهر الماضي”.
إلى ذلك، قالت مصادر، وفقاً للمرصد السوري، إن هناك عدداً من المرتزقة تنازلوا عن كل شيء من مستحقات مادية وغيرها وفضلوا العودة إلى سوريا على البقاء في أذربيجان، نظراً للمعارك الضارية هناك.
ووثق المرصد مزيداً من الخسائر البشرية في صفوف المرتزقة المشاركين بعمليات ناغورنو كاراباخ العسكرية، حيث ارتفعت حصيلة قتلى الفصائل منذ زجهم في الصفوف الأولى للمعارك من قبل الحكومة التركية إلى ما لا يقل عن 134 قتيلا، بينهم 92 قتيلا جرى جلب جثثهم إلى سوريا فيما لا تزال جثث البقية في أذربيجان.