شباب متابعات

«بصمة مريم» تحمي «العروس» من الغرق

جدة – مهند قحطان

مهن احتكرها الشباب ردحاً من الزمان، ولم يكن للفتيات نصيب منها، غير أن رؤية 2030 قلبت الموازين، وفتحت الباب على مصراعيه للشابات ليتصدرن المشهد في عدد من المهن المهمة، التي من بينها الإشراف على محطات رفع وتصريف الأمطار، إذ تتولى مهمتها الآن مهندسة اجتهدت وثابرت إلى أن وصلت إلى هذه المكانة، مؤكدة أن العنصر النسائي قادر على التميز في كل مجال. المهندسة مريم ناصر الناصر، قادها شغفها وطموحها لتحقيق حلمها الذي طالما انتظرته طويلاً بعد أن حملت أوراقها لدراسة الهندسة المعمارية، وتخرجت من إحدى جامعات المملكة لتضع قدماً في طريق الإبداع المهني كأول مشرفة على محطة رفع وتصريف الأمطار التابعة لأمانة محافظة جدة.

أكدت المهندسة مريم الناصر لـ”البلاد”، أن رحلتها بدأت بعد تخرجها حتى أصبحت تتولى مهام ضبط الجودة والإشراف على المباني في محطة رفع وتصريف الأمطار، موضحة أنها تخرجت من الجامعة في تخصص هندسة معمارية، بسبب شغفها وحبها للعمارة والمباني لتأثيرها على الحياة بشكل عام. وأشارت الناصر إلى أن ضبط الجودة عمل دقيق يحتاج للتركيز بداية من الموردين والمواد المورّدة للمشروع والأعمال القائمة فيه، لذلك لا بد من العمل بإتقان ليخرج المشروع بالمواصفات المطلوبة. وأضافت “أعمالنا في محطة تصريف مياه الأمطار بجدة نموذجية مصحوبة بكافة الاحتياطات الاحترازية، والآن نحن على استعداد تام في حالة هطول الأمطار”.

إشراف ميداني
لا تكتفي الناصر بمراقبة الأعمال من على البعد – حسب قولها – مبينة أنها تفضل الإشراف الميداني اللصيق للأعمال التي تديرها للوقوف على كل صغيرة وكبيرة. وأضافت
“في تخصصي هذا أستطيع أن أقوم بمهامي من خلال المكتب والتصاميم التي أضعها، لكنني قررت النزول للموقع للتعمق في التفاصيل، ويزيد إصراري على التعلم من خلال متابعة المشروع على أرض الواقع لاكتساب المزيد من الخبرات ومشاهدة سير العمل والإشراف عليه بنفسي”. واستطردت: “عندما أعمل ميدانياً أرى كل خطوة تنجز، وأعرف كيفية إنجازها، وماهي المشاكل حال حدوثها، وطرق حلها، كون ما ذكرته مهم جداً ويزيد من خبرتي ويطور أدواتي العملية، وليس هناك شعور أجمل من دراسة ومراجعة المخططات والمباني ثم رؤيتها منفذة على الطبيعة خطوة بخطوة، وهذا يضيف الكثير لما تعلمته ودرسته”.

دعم كبير
وعن من دعمها وشجعها على مواصلة السير في طريق الهندسة المعمارية، قالت مريم الناصر إن أكبر داعم لها ولكل نساء المملكة هي رؤية 2030 التي حفزت المرأة بشكل عام، وفتحت لها المجال في شتى مجالات سوق العمل، خاصة التي لم تكن متوفرة سابقا للمرأة. وأضافت “أهلي كذلك هم سبب فيما أنا عليه الآن، خصوصا والدتي التي تعتبر قدوتي فهي مثال للمرأة المتعلمة والعاملة القوية، أضف إلى ذلك دعمي من قبل أمانة جدة ومدير المشروع الذي شجعني على مراقبة المشروع عن كثب لأتعلم بشكل أكبر وأفضل، وأدرس كل تفاصيله”.

مشاريع مستقبلية
فيما يخص مشاريعها المستقبلية، أكدت مريم أنها الآن تركز في العمل العام لكنها في وقت لاحق وبعد اكتساب خبرة أطول في مجال الإشراف والتطوير، تنوي افتتاح مكتب هندسي خاص ومن خلاله سيكون لديها بصمتها الخاصة في العمارة المحلية، وتطويرها برؤيتها المختلفة لتحقق حلمها بأن تكون لها بصمتها المعمارية الخاصة في المملكة. وقالت الناصر: “لا اعتبر المشاريع مجرد عمل أؤديه فحسب، بل أشعر بأن المشروع طفلي الذي يكبر أمامي، وشعرت بذلك تحديداً عندما مارست المهنة على أرض الواقع، لأن العمل يختلف كثيراً عن ما هو مكتوب أو مرسوم على الورق، وليس هناك شعور أجمل من رؤية المشاريع منفذة بأجمل ما يمكن”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *