فن وابداع ولوحات جميلة ، رسمت بريشة فنانين سعوديين وعرب ، وعرضت في صالة الجمعية السعودية للفنون التشكيلية بمدينة الرياض ، وذلك بمناسبة اليوم الوطني التسعين ، واحتفاء بإنجازات الوطن التي فاقت التصور والخيال . إنهم الفنانون المبدعون الذين رسموا بكل حرفية واتقان فجاءت لوحاتهم على عدة أشكال، فمنها المرصوصة بأحجار الفسيفساء ومنها المشغولة بطريقة الفيلوغرافيا بواسطة الأسلاك والمسامير ، ومنها المشكلة من الحروف العربية ، ومنها الجامعة لبعض اللقطات الأثرية على طريقة نوافذ فنية تحاكي الماضي وتلقي الضوء على الحاضر بطريقة الميكس ميديا mix media.
هذا هو الفن التشكيلي الذي يتجسد في الرسم والنحت والخزف والعمارة والموزاييك والحفر والتصوير الفوتوغرافي ، وهذا هو الجمال الذي ملأ الدنيا وأحبه الناس في كل زمان ومكان ، إنه الفن الذي ابتدعه الإنسان من رحم المعاناة ومنظور التأمل ، إنه الفن صاحب اللغة العالمية الذي ظهر للوجود منذ بدء الخليقة ، إنه الفن الذي ألهم الانسان الحجري وجعله يرسم على جدران الكهوف ما يعبر عن حياته وطرق استخدامه لخامات الطبيعة من نبات وحيوان كما في كهف ” مارغو ” بفرنسا ، إنه الفن الذي شكله الانسان الاغريقي والروماني والفرعوني والبيزنطي ثم أضاف إليه انسان عصر النهضة والحداثة بما يختزنه من علوم ومعارف وما يكنه من أحاسيس ومشاعر، فقد زين الفنان المعابد والقصور بزخارف ومنحوتات ورسم القديسين والمشاهير، وقد أبدع في رسم اللوحات الجدارية المشكلة من الجبس والألوان على طريقة الفريسكو كلوحة (العشاء الأخير) للفنان ليوناردو دا فنشي في ايطاليا ،
وقد أبدع في فن العمارة فبنى الأهرامات في مصر ، وقد أبدع في النحت حين صنع تمثال الحرية في أمريكا ، وقد أبدع في رسم أشهر لوحتين في العالم ” الموناليزا ” “والطفل الباكي ” ، وقد أبدع في فن الرسم على الخزف كما في الصين الذي كان بمثابة موروث ثقافي ووطني ، وقد أبدع في رسم لوحات من الفسيفساء كما في لوحة قصر الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك بمدينة أريحا الفلسطينية ، التي يزيد عمرها على 1400 عام وتتكون من 38 سجادة متصلة ببعضها على شكل هندسي غاية في الدقة والجمال.
يظل الفن التشكيلي وعلى مدى الدهور فنًّا جميلاً تلتقطه الأعين، ويحلله العقل، ويحركه الوجدان، وتختلف عليه الأذواق، وما علينا كمستمتعين بهذا الجمال البصري إلا أن نشجع أصحاب المواهب ، وندعم احتياجاتهم ، ونملأ المتاحف بإنتاجاتهم ، ونزين الطرق والساحات بلوحاتهم.
bahirahalabi@hotmail.com