الدولية

اتجاه لتكليف الحريري والمفاجآت واردة

البلاد – مها العواودة

انتهت الجولة الأولى من مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، بمشاركة أمريكا والأمم المتحدة، بعد قرابة ساعة من انطلاقها، أمس (الأربعاء)، في منطقة الناقورة جنوب لبنان، بالاتفاق على جولة جديدة من المباحثات في 28 أكتوبر الحالي، فيما استبق الثنائي “حزب الله، وحركة أمل” الاجتماع بطلب تغيير الوفد اللبناني الذي يتكون من 4 أعضاء: عسكريين ومسؤول نفطي وخبير حدود، واقتصاره على العسكريين فقط، في تباين مع موقف رئيس الجمهورية ميشال عون الذي شكل الوفد.

وفي شأن تطورات تشكيل الحكومة اللبنانية، قال سياسيون لـ”البلاد” إن لم تحدث مفاجأة في اللحظات الأخيرة في بلد معروف بتقلبات مواقف السياسيين، فإن الأمور تسير باتجاه تكليف رئيس الوزراء الأسبق سعد الحريري، مؤكدين أن موافقته على قبول هذه المهمة الصعبة والخوض في غمارها مرهون بنتائج مشاورات وفد كتلة المستقبل المكثفة مع الكتل النيابية، مشيرين إلى أن مطبات كثيرة ستعترض ولادة حكومة الحريري سواء على جبهة التأليف أو صيغة البيان الوزاري، وأن حزب الله وحلفاءه هم المستفيدون من وجود العقبات أو حتى نجاح التشكيل.

وقال المحامي والناشط السياسي جوي لحود، إن كل ما يحصل على الساحة السياسية وفي المسألة الحكومة هو مضيعة للوقت ومناورات لشراء الوقت إلى حين صدور نتائج الانتخابات الأمريكية، إلى أن تتضح الصورة الإقليمية بعد هذه النتائج، خاصة وأن حزب الله لا يمانع أن تستمر حكومة تصريف الأعمال، وفي كل الاتجاهات لأنه المستفيد وحلفاؤه.
وأضاف لدينا خشية من أن يكون حزب الله يرى في الحريري فرصة له لتعويم نفسه إقليميا ودوليا من خلال تعاون الحريري مع صندوق النقد ومحاولة إنقاذ ما تبقى لمرحلة قصيرة فينفس عن الشارع قليلاً حتى تتبلور المشاهد السياسية في المنطقة”.

ولفت لحود إلى أنه في حال تم تكليف الحريري ونجح في تشكيل حكومة من اختصاصيين سيجد صعوبة في البيان الوزاري الذي سيواجه إصرار الثنائي “حزب الله، وحركة أمل”، على شرعنة سلاح الحزب.
من جانبه، أكد رئيس المركز الإسلامي للدراسات والإعلام الدكتور خلدون عريمط، أن كل المؤشرات تشير إلى إمكانية تكليف سعد الحريري لمهمة تشكيل الحكومة الجديدة، ويرى أن الحريري يسير باتجاه الحفاظ على عروبة لبنان في هذه المرحلة الخطرة والدقيقة. وتساءل “هل سيستطيع الحريري بدعم فرنسي أن ينقذ لبنان، أم أن لبنان سيبقى يسير نحو الانزلاق والتفتت وهو مايسعى إليه المشروع الإيراني”.

في السياق ذاته، اعتبر المحلل السياسي أحمد عياش، أن الاستشارات النيابية لن تسير في الاتجاه الذي يشتهيه اللبنانيون الذين يتطلعون لتشكيل حكومة في أسرع وقت لإنقاذ لبنان بعيدا عن الأحزاب. وقال :”القرار الذي اتخذه رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الرافض لتشكيل حكومة من المستقلين برئاسة الحريري، يؤكد بشكل واضح أن فريق رئيس الجمهورية يرفض حكومة مستقلين وسيعرقل تشكيلها، رغم أنها وفق المبادرة الفرنسية ورغبة المجتمع المحلي والدولي، وهي رسالة عاجلة تشير إلى عدم إمكانية تشكيل حكومة برئاسة الحريري”.

وأشار النائب هادي حبيش، إلى أن جولات كتلة تيار المستقبل هدفها معرفة مدى التزام الكتل السياسية بالمبادرة الفرنسية، وأن الأهم من الأسماء المرشحة لرئاسة الحكومة هو برنامج الحكومة الإصلاحي والاقتصادي ومدى قبول والتزام الفرقاء السياسيين بالمبادرة الفرنسية وهو شرط الحريري للقبول بالتكليف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *