الأخيره

محاولات “حزب الله” إفشال الحريري تُصعّب مهمة الإنقاذ

البلاد – مها العواودة

مع التحركات المكوكية لوفد كتلة المستقبل التي يترأسها سعد الحريري لعرض مقترحاته على الكتل النيابية تمهيدًا لتسمية الحريري لتولي مهمة تشكيل الحكومة الجديدة، أجمع سياسيون لبنانيون أن الوضع الاقتصادي الحرج في لبنان، دفع رئيس الوزراء اللبناني الأسبق الذي يمتلك شبكة علاقات إقليمية ودولية لجلب الدعم المالي للبلد، لتحريك المياه الراكدة وتقديم نفسه من جديد لرئاسة الحكومة اللبنانية المنتظرة بعد اعتذار أديب وعرقلة الثنائي “حزب الله، وحركة أمل” للمبادرة الفرنسية.

وأكدوا أن حكومة سعد الحريري في حال تم تكليفه بالمهمة لن تكون سهلة، بل تظل احتمالات إفشال تأليف الحكومة واعتذار الحريري كسلفه مصطفى أديب، أقوى وأعلى، بسبب العقبات التي يضعها “حزب الله” وحلفاؤه وتصلب موقفهم لتحقيق مصالح خارجية، وفي ذلك مضيعة للوقت وتعميق للأزمة.

وقال المحلل السياسي يوسف دياب، إن هناك رغبة دولية وإقليمية بأن يتولى سعد الحريري رئاسة حكومة انتقالية من الاختصاصيين والمستقلين لمدة ستة أشهر، إلا أن هذه الرغبة تصطدم بتعنت القوى السياسية وخاصة قوى الأكثرية النيابية المتمثلة في “حزب الله” و”حركة أمل” والتيار الوطني الحر ومعهم رئيس الجمهورية ميشال عون، التي بدأت تضع العراقيل أمام الحريري الذي حاول أن يقدم مبادرة جديدة تنقذ المبادرة الفرنسية.
ويرى دياب، أن مهمة سعد محكومة ومهددة بالفشل، كون القوى السياسية تسعى لتشكيل حكومة سياسية يتم تسمية وزرائها من قبلهم، وأن هذه الحكومة ستعمق الأزمة وستقود الحريري إلى الاعتذار في نهاية المطاف، لأنه سيفشل في تشكيل الحكومة نظرا للعقبات القائمة.

من جانبه، قال الاستشاري والمحاضر في كلية باريس للأعمال والدراسات العليا الدكتور محيي الدين الشحيمي، إن الحريري هو الشخص الأول الذي يستحق أن يكون رئيس الحكومة، بحكم علاقاته الخارجية الواسعة والتوازنات المرعية في إدارة الحياة السياسية في لبنان، معتبراً أن هذه المرحلة فيها بصيص أمل لهدنة مرحلية بفعل التوصل لاتفاق إطار لترسيم الحدود مع إسرائيل، والذي تبدأ المفاوضات حوله اليوم الأربعاء، ما انعكس بحالة من الهدوء دولياً، والذي قد يرافقه حلحلة تصلب “حزب الله” وحلفائه. ويرى أن هذا الأمر لا بد من الاستفادة منه على المستوى المحلي كبداية لمشوار الحل وولادة الحكومة المنتظرة، مستدركا بالقول “مشوار التأليف صعب وشاق جدا، والمفروض تأليف حكومة لاسترجاع الثقة التي فقدت بعناصر جديدة غير مستفزة محليا ودوليا”.

وتساءل الشحيمي عما إذا كان الرئيس الحريري سيقبل بما رفضه الرئيس المكلف السابق مصطفى أديب، وما إذا كان سيستطيع إدارة الزوايا المحلية مع الأفرقاء اللبنانيين، وكيف سيواجه إصرار الثنائي؟.
في السياق، اعتبر الكاتب منير ربيع، أن احتمالية ترشيح الحريري لتشكيل الحكومة الجديدة مضيعة للوقت، خاصة وأن أمامه خيارين أحلاها مر، فإما تشكيل حكومة تضم وزراء من الثنائي وهو في ذلك يكون أتى بما رفضه أديب ونسف المبادرة الفرنسية، وفي حال عدم تنازله لحزب الله وحلفائه سيكون مصيره الاعتذار، وفي الحالتين فشل للحريري، بينما وصف المحلل السياسي أسعد بشارة خطوة الحريري بأنها ركوب للمغامرة غير محسوبة النتائج.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *