الدولية

أمريكا تحذر أردوغان من الاستفزاز.. وأوروبا تلوح بالعقوبات

البلاد – رضا سلامة

أغلقت اليونان باب التفاوض مع تركيا بعد التصعيد الأخير لأنقرة بإرسال سفينة تنقيب إلى مياه الجرف القاري لليونان، وفقا لما بينه للمتحدث باسم الحكومة اليونانية ستيليوس بيتساس، أمس (الثلاثاء)، مؤكداً أن بلاده لن تشارك في محادثات استكشافية مع تركيا، طالما بقيت سفينة التنقيب التركية “أوروتش ريس” في مياه الجرف القاري لليونان.
وقال إن خطوة أنقرة تشكل تهديدًا مباشرًا للأمن والسلم الإقليمي، وأضاف “لن نجري اتصالات استكشافية مع تركيا طالما بقيت أوروتش ريس في المنطقة”، فيما شدد وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، بأنه على تركيا الكف عن الاستفزاز في النزاع على الغاز في شرق البحر المتوسط، مضيفًا أن ألمانيا تتضامن مع قبرص واليونان كشريكين في الاتحاد الأوروبي.

وحث ماس الذي يزور اليونان وقبرص لبحث التصعيد بينهما وتركيا، أنقرة على أن تظل منفتحة على المحادثات وعلى عدم استئناف التنقيب عن الغاز في المناطق البحرية محل النزاع، مشددًا على أنه “إذا جرت فعلًا عمليات استكشاف تركية جديدة للغاز في المناطق البحرية المتنازع عليها في شرق البحر المتوسط، فتكون هذه انتكاسة كبرى لجهود خفض التصعيد”.
وأضاف ماس الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي “يجب على أنقرة أن تنهي دورة التهدئة والاستفزاز إذا كانت الحكومة مهتمة بإجراء محادثات”.

وطالبت الولايات المتحدة، أمس، تركيا بوقف “استفزازاتها المتعمدة” في المتوسط بعد إرسال أنقرة مجددا سفينة لاستكشاف الغاز ما قد يؤجج الأزمة مع اليونان. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية مورغان أورتاغوس في بيان “نطالب تركيا بوقف هذا الاستفزاز المتعمد والبدء فورا بمباحثات تمهيدية مع اليونان”.
وفي السياق ذاته، أعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه البالغ إزاء قرار فتح جزء من منطقة فاروشا في قبرص بعد الإعلان عن ذلك في أنقرة، مؤكدًا على أهمية الاحترام الكامل لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة واعتبرها أمرًا بالغ الأهمية، ودعا إلى التراجع الفوري عن الإجراءات الأخيرة.

وفي شأن التدخل التركي في ناجورنو كاراباخ، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 119 على الأقل من مرتزقة الفصائل السورية الموالية لتركيا في معارك كاراباخ، منذ أن زجت بهم أنقرة في المعارك الدائرة بين أرمينيا وأذربيجان. وقال المرصد إن تركيا تحضّر أكثر من 400 مرتزق سوري من الموالين لها لنقلهم إلى أذربيجان خلال الأيام القادمة للمشاركة في القتال.
وأوضح المرصد أن السعي التركي لتجنيد المقاتلين وإرسالهم إلى أذربيجان متواصل، حيث تسعى المخابرات التركية إلى اللعب على الإغراء المالي، إلا أن محاولاتها تلقى صعوبة بالغة في استقطاب المرتزقة وإرسالهم إلى أذربيجان، على عكس ما كان عليه الأمر في ليبيا، بسبب إقحام أنقرة للمرتزقة بشكل كبير في معارك ناجورنو كاراباخ، بعد أن قالت لهم إن دورهم سيقتصر على حماية حقول النفط والحدود في أذربيجان.

إلى ذلك، قدمت ممثلة “حزب الشعوب الديمقراطي” الكردي المعارض في البرلمان التركي، ساربيل كمالباي، طلب إحاطة لوزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو حول صحة المعلومات عن إرسال مرتزقة وطائرات حربية إلى أذربيجان.
وأكدت كمالباي على ضرورة الكشف عن حقيقة نقل تركيا لـ4000 مقاتل من المرتزقة السوريين من مدينة عفرين في شمال سوريا إلى إقليم كاراباخ، مقابل 1800 دولار شهرياً، حيث تستمر مهامهم لثلاثة أشهر كاملة. وشددت على ضرورة معرفة صحة الادعاءات حول استخدام طائرات “اف 16” ومسيّرات تركية في الحرب ضد أرمينيا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *