جدة – عبد الهادي المالكي
تزايدت أعداد المظلات امام المنازل والتي يتم وضعها من قبل أصحاب البيوت لوقاية سياراتهم من حرارة الشمس في مختلف المدن، فمن جدة إلى الرياض إلى الطائف ومدن المنطقة الشرقية وغيرها من المناطق تجد المظلات خارج البنايات تعلن عن نفسها، مشوّهة المشهد البصري ، وليس هذا فحسب بل أن البعض يعمدون إلى التعدي على الحدائق العامة والأراضي البيضاء المجاورة لمنازلهم باستغلالها بوضع مظلات للسيارات عليها، وتتنوع المظلات بين الأنواع القماشية التي يتم تركيبها عن طريق شركات متخصصة أو قيام أصحاب تلك المظلات ببنائها من مخلفات العمائر من اخشاب وهناجر.
(البلاد) تجولت في عدد من احياء جدة والطائف ورصدت العديد من المظلات والتقت بعدد من المواطنين والذين اكدوا أن المظلات بمثابة تشويه للمشهد البصري كما أن بعضها تتعدى على الحدائق والأراضي البيضاء وتسبب مشكلات ساخنة بين الجيران ، مطالبين أمانات المدن والبلديات الفرعية بضرورة ازالة المظلات كونها تتسبب أيضا في عدم توفر مواقف لسياراتهم نتيجة حجز أصحاب تلك المظلات مواقف عديدة دون أي وجه حق، خصوصا وأن هناك زيادة في أعداد السكان ولن تتوافر لمركباتهم مواقف معينة بسبب أن صاحب المظلة قد يحجز أكثر من موقف وقد يترتب على ذلك مشاكل ومتاعب كثيرة تواجه سكان العمارة الواحدة، بالإضافة الى التعدي على الشارع واخذ جزء منه لإقامة المظلة والتي تعرقل حركة المرور وخاصة الشاحنات الضخمة التي ترتاد الاحياء باستمرار مثل صهاريج المياه وسيارات النظافة والاهم من ذلك آليات الدفاع المدني والتي تعرقل أعمالها تلك المظلات خصوصا في الشوارع التي لا يزيد عرضها عن 10 امتار.
في البداية قال عوض بن سعيد بن سلمان : هناك عدد كبير من المواطنين والمقيمين يتضررون من وجود مثل هذه المظلات والهناجر حيث لا توجد مواقف كافية للسيارات ولاحتجازها أكثر من موقف وعدم اكتراث أصحابها ببقية السكان وذلك نوع من الأنانية داعيا الجهات المختصة باتخاذ الإجراءات اللازمة تجاه هذه المظلات التي باتت تسبب الكثير من المشاكل بين سكان الأحياء ولاسيما أن وجود المظلات تتسبب في ضيق الشارع بحيث اصبح الصهريج او التريلات الخدمية لا تستطيع الدخول للحي، كذلك بعضهم يعمدون إلى عمل مظلات من الحديد والهناجر التي تسببت في حفر الشارع واصبحت ملكا لأصاحب العمارة.
إعاقة المرور
وقال ماجد الحربي تنتشر المظلات في الكثير من المدن ، واللافت أن بعض المواطنين عملوا على تركيبها أمام منازلهم بشكل عشوائي لم يتم فيه مراعاة تأثير هذه المظلات على المنظر العام للحي، أو التأثير في سلامة المشاة من عابري الطريق، إلى جانب أن هذه المظلات تسبب أيضاً حدوث بعض الخلافات الشخصية بين الجيران، أتمنى ان يكون هناك تنظيم لها بحيث يسمح بها بمواصفات لا تؤثر سلبياً في المنظر العام للحي، إلى جانب ضمان عدم إعاقة مرور المشاة أو التأثير في سلامتهم، وإزالة المظلات العشوائية منها، مع تشديد العقوبات بحق المخالفين.
آلية واضحة
وقال فيصل سالم المالكي ليس من حق أي شخص أن يسيطر على نصف الشارع من اجل مظلة لسيارته فهو حق للجميع بالإضافة الى انها تضايق السيارات والمارة.
لذا انا أؤيد أن تقوم أمانات المدن والبلديات بإزالة مثل هذه الاعتداءات، وانا لا أنكر أن عدداً من سكان المناطق التي ترتفع فيها درجات الحرارة أصحاب السيارات يتعرضون لتلف مقتنياتهم الثمينة التي ينسونها داخل سياراتهم بسبب لهيب الشمس، بالإضافة الى الحرارة المرتفعة داخل السيارة وما تسببه من تشققات لديكور السيارة، ولكن كل هذا لا يبرر إنشاء المظلات أمام المنازل أو بجوار اسوار الحدائق العامة لأنها تشوه المشهد الحضري. ولكن في حالة السماح أتمنى من الجهات المعنية بوضع آلية واضحة فيما يتعلق بتركيب مظلات مواقف السيارات أمام المنازل، بحيث لا يكون هناك تشويه للمنظر العام داخل الأحياء السكنية بحيث يسمح بتركيبها حسب مواصفات تتناسب مع جماليات الأحياء، إلى جانب ضمان عدم إعاقة مرور المشاة أو التأثير في سلامتهم.
أنواع متحركة
بينما طالب متعب المالكي ان تكون هناك مظلات متحركة مثل المظلات التي يتم عملها للبقالات وخاصة في الحارات الضيقة لأن المظلات الجديدة تأخذ مساحة أكبر وهذا يضايقنا كثيرا. وخاصة نحن اصحاب الشاحنات ووايتات الماء ويسبب عرقلة لسير الآليات. وقال سعد السلمي لا ننكر ان هناك مظلات تشوه المشهد البصري للشوارع ولكن هناك من هم بحاجة إليها خصوصا كبار السن ومن يعانون من امراض خاصة في فصل الصيف مع ارتفاع الحرارة حيث تكون درجة حرارة السيارة من الداخل مرتفعة وهذه المظلات تخفف منها وانا ارى ان يتم زراعة الاشجار فهي تفيد من ناحيتين بحيث تكون سببا لوجود ظل وتخفف من التلوث البيئي للمدن، ولكن لست مع إنشاء مظلات خارج البنايات مهما كانت الأسباب.
سوء التخطيط
من جهته أوضح المهندس فيصل محمد المالكي ان سوء التخطيط في المخططات أدى الى هذه المشكلة: موضحا أن الشوارع في المخططات لا تقل عن 15 متراً مما يعطي مجالاً لإنشاء مظلات ويكون هناك متسع في الشارع. كذلك يجب ان يكون هناك إعادة ترتيب للشوارع داخل الأحياء مقارنة بالدول الأخرى بحيث يكون هناك اتجاه واحد للشارع ويكون الشارع الذي يليه باتجاه آخر بحيث لا تتسبب في الزحام مع وجود المظلات.
ويتوجب على أمانات المدن حل هذه المشكلة الرئيسية والمتمثلة في عدم السماح ببناء وحدات اكثر من عدد المواقف مما يجعل عدد السيارات اكثر من عدد المواقف ويجبر أصحاب تلك العمائر الى عمل مظلات في جوانب العمائر وجعلها مواقف للسيارات ومن المتعارف عليه في النظام العالمي منع الوقوف في الشارع بأية حال من الأحوال لان الشارع يعتبر ملكاً الجميع. لذلك هناك اقتراحات أتمنى ان تؤخذ بعين الاعتبار وهي: أولا تحديد الوقوف في الشارع حيث هناك ثلاثة أنواع للوقوف: النوع الأول بزاوية 45 درجة والثانية بزاوية 90 درجة والثالث موازٍ للرصيف بالإضافة الى مثل ما ذكرت سابقا جعل الشارع اتجاهاً واحداً.
الآن اغلب الاحياء اكتمل بناؤها بنسبة 95 % فمن الصعب ان تجبر المواطنين على هدم اسوارهم او جزء من عمائرهم ومطالبتهم بتأمين مواقف لسياراتهم.
كذلك أرى ان تكون هناك آلية للمظلات بحيث تكون موحدة بشكل جذاب مما يعطي سيناريوهات جمالية للحي والشارع الموجودة به. كما أتمنى ان يتم عمل حي صغير نموذجي وتطبق فيه معايير الشوارع الواسعة، وعمل المظلات ومن خلاله، يمكن التعرف على هذه المزايا والاستمرار عليها ومعرفة العيوب والعمل على تلافيها.