تتنوع الآراء وتختلف التوجهات حسب الأشخاص والموضوعات وكذلك الظروف المحيطة بالحدث ، ويظل لكل شخص حقه في حرية التعبير ضمن إطار الأدب والذوق العام تحت سلطة القانون الذي يُعرفه ويُحاسب متجاوزه.
وتكفل حرية الرأي للجميـع أن يعبروا عما يعتقدون من آراء – أيا – كانت ، وهذه الحرية تعطي الطرف الآخر خيار قبول ما يُقال من آراء أو رفضها أو الحياد فيها فالمجال مُتاح ، وكما يُعرف ذلك في الأوساط الإعلامية بالرأي والرأي الآخر.
ولكن ومع الأسف الشديد هناك فئة من الناس لا يكتفون برفض الرأي الآخر، وإنما تجدهم يذهبون إلى توصيف وشرح ما يقصده صاحب الرأي ، علماً بأن المقاصد لا يعلمها سوى الله – عز وجل – ثم أصحابها ، وإن كان البعض يبني ذلك التحليل على بعض المؤشرات لديه ، لكن ليست بالضرورة أن تكون صحيحة مئة في المئة ، وهذه إشكالية بحد ذاتها.
ناهيك عمن يتجاوزن التحليل إلى تصنيف صاحب الفكرة واعتبار أنه ينتمي إلى فئة معينة لمجرد أنه قال ذلك الرأي أو عارض تلك الفكرة التي يؤمنون بها، وهذا منطقياً غير صحيح ، فليس كل صاحب طرح محدد مُنتمٍ لفئة ما ، وإنما قد يكون رأيه مجرد رأي شخصي فقط.
أؤمن بأن الاختلاف أمر صحي ومفيد ، و به يكون الارتقاء والتطوير ، ولكن لا يمكن أن يكون كذلك إلا في ظل الرقي فيه ، ومناقشة الآراء بعيداً عن ربطها بالمُسميات ، فكم من مسمى قد يُبجل وهو ذو رأي هادم فاسد، وكم من آخر قد يُهمش وهو ذو رأي بناءٍ قيم.
علماً بأنه كلما استطعنا أن نُخلق بيئة جيدة لتقبُل الآخر ومناقشته والبحث عن الصواب في النقاش دون إصدار الأحكام المُسبقة، كلما كنا قادرين على إيجاد بيئة واعية تصنع الأفكار الراقية التي تنهض بها المجتمعات.
szs.ksa73@gmail.com