جدة – البلاد
يمثل التحول الرقمي قاطرة مهمة للتنمية السعودية المستدامة، وأحد الركائز الأساسية لتحقيق رؤية 2030، التي ترسو معالمها في شتى القطاعات، حيث قطعت المملكة مراحل متقدمة في استراتيجية التحول الرقمي، من خلال بنية أساسية متطورة أثبتت قوتها وفاعليتها في مواجهة تحديات أزمة جائحة كورونا، ونجحت خدماتها في تلبية متطلبات الإجراءات الاحترازية الصحية من الخدمات والمعاملات الاليكترونية بموثوقية عالية ووفق المعايير العالمية.
في هذا السياق أكدت المملكة التزامها بأهداف رؤية 2030 في التحول الرقمية والتنمية المستدامة. وبحسب “واس” قالت عضو الوفد الدائم لدى الأمم المتحدة ريم بنت فهد العمير خلال أعمال اللجنة الاقتصادية بالدورة ـ75 للجمعية العامة للأمم المتحدة حول بند “تسخير العلوم والتكنولوجيا لأغراض التنمية” إن برنامج التحول الرقمي في المملكة يهدف إلى بناء مجتمع رقمي، وإنشاء منصات رقمية لإثراء التفاعل والمشاركة المجتمعية الفعالة بما يسهم في تحسين تطوير الصناعة، وتحسين التنافسية والتأثير الإيجابي على الوضع الاقتصادي، وتوليد الوظائف، وتقديم خدمات أفضل للمستفيدين، وخلق وطن رقمي من خلال استقطاب الاستثمارات والشراكات المحلية والعالمية في مجالات التقنية والابتكار.
مبادرات رقمية
وقالت العمير إن المملكة تولي اهتماماً كبيراً لمجال الاتصالات وتقنية المعلومات، حيث يمر العالم بتحولات نوعية في مجالات الثورة الرقمية، لذا أسهمت الجهات المعنية في المملكة ومنها وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات بالعمل على مشاريع مختلفة لنشر المعرفة الرقمية، وتعزيز المحتوى التقني، وتنشيط دور المجتمعات التقنية المتخصصة في كل ما يستجد في مجال التقنية لتحقيق التنمية المستدامة، مشيرة إلى المبادرات والمشاريع التي أطلقتها الوزارة لبناء مجتمع حيوي رقمي فعال.
الأمن السيبراني
أيضا أنشأت المملكة، الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي إيماناً منها بأهمية المجال الرقمي، فيما اعتمدت الهيئة مؤخراً خمس سياسات لحوكمة البيانات الوطنية ومنها، سياسة تصنيف البيانات التي تهدف إلى حماية البيانات الوطنية وسريتها، وسياسة حماية البيانات الشخصية ، وتدعيم حوكمة متكاملة للأمن السيبراني، وإدارة فعالة للمخاطر على المستوى الوطني، وتعزيز الشراكات والتعاون في الأمن وتطوير بناء صناعة الأمن السيبراني.
مكافحة التطرف
ومن خلال إنشاء المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف (اعتدال)، استطاعت المملكة أن تحقق تضافر الجهود لمكافحة التطرف والفكر الإرهابي في العالم الافتراضي، ليأتي ذلك استكمالاً للتدابير الصارمة التي تتخذها المملكة لمكافحة الإرهاب في العالم الحقيقي والافتراضي، حيث يقوم المركز برصد الأنشطة الرقمية للجماعات الإرهابية لمحاربتها فكريًا وإعلاميًا ورقميًا وحماية الإنسان والمكتسبات التنموية.
ومن أجل تعزيز هذه الأهداف وما حققته المملكة في مجالات التحول الرقمي ، جاءت دعوتها الواضحة عبر المنبر الأممي بضرورة أخذ التدابير والإجراءات اللازمة في سبيل التعاون الرقمي من خلال تسخير تكنولوجيا المعلومات والتقنية لدعم وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، والتعاون في محاربة المخاطر الناتجة من الممارسات الرقمية الخاطئة، وتعزيز التعاون الدولي، وبذل الجهود التوعوية والتثقيف حول الاستخدام الآمن للتقنية.
المستقبل الرقمي
تعد المملكة ثاني أكبر دولة نموا في الاقتصاد الرقمي بمجموعة العشرين بعد اليابان، وتحتل المرتبة الثالثة عالميا في نمو الاقتصاد الرقمي، وستكون في الفترة المقبلة من أقوى الدول في الاقتصاد الرقمي ، وذلك بحسب المهندس عبدالله السواحة وزير الاتصالات خلال “مبادرة مستقبل الاستثمار.
ويتوقع الخبراء أن يساهم الاقتصاد الرقمي العربي بنحو 3 تريليونات دولار، في حال تم الاستفادة من توظيف التكنولوجيا الحديثة.