الرياضة

أعشق الهلال وأتفاءل بالأزرق

البلاد – مها العواودة

الروائية د. مريم محيي الدين ملا. عشقت القراءة والكتابة منذ نعومة أظفارها، فلم تسلم منها جدران المنزل، ولحاء الشجر. اتجهت في سن مبكرة إلى قراءة الرواية الغربية قبل العربية، فتركت أثرًا في حياتها، وقلمها؛ حيث أطلقت على اسم ابنتها الوحيدة “أوديل” وهي إحدى الشخصيات التي تأثرت بها في رواية فرنسية، وفي سن الرشد استطاعت أن تسطر بحروف من نور أكثر من 10 روايات مترجمة بالإنجليزية ولغة بريل، فضلاً عن دواوين الشعر وقصص الأطفال.

وقعت مطلع شهر أكتوبر الجاري عقدًا مع شركة سعودية؛ لإنتاج أول عمل درامي سعودي لها، يناقش الكثير من القضايا الاجتماعية الخاصة بالمجتمع السعودي. الدكتورة مريم رحبت كثيرًا باستضافتها في “البلاد” عبر “فرفشة ” مؤكدة أن ثمة حاجة لبعض الفرفشة من حين لآخر؛ لكسر جمود الواقع وغلظته. فإلى الحوار…

• ماهو لون شعار ناديك؟
– نادي الهلال ولونه الأزرق. هذا النادي العريق الذي عشقته وعشقت ألوانه، أنجب الكثير من أساطير الكرة السعودية، وهو من أبرز وأكبر الأندية الآسيوية، لم يغب عن سماء شمسه النجاحات المتلاحقة. أكثر الفرق تتويجًا محليًا، وفي قارة آسيا، وهو حامل لقب بطولة الأندية الآسيوية 2019، ودائما يستقطب أبرز اللاعبين في المنطقة، كما حصل على أفضل ناد في العالم للمسؤولية الاجتماعية عام 2015 بجنيف، لكل النجاحات والبطولات أقول: الأزرق، وأتفاءل كثيرًا باللون الأزرق.


• يقول الشاعر:
ألا ليت الشباب يعود يومًا… فأخبره بما فعل المشيب بماذا ستخبرينه ؟
– سأخبره أن امضِ ولا تقلق، ولا تلتفت للخلف، فأنا من النساء اللواتي عانين وأبدعن، تغربت طويلاً وترحلت وسافرت وتنقلت وأسست وعملت، والحمد لله، نجاحاتي أكثر من الإخفاقات، كما علمني الزمن أن هناك سلسلة مفاتيح للحياة تشبه التي نحملها في يدنا تماماً؛ فهناك مرادفات لهذه المفاتيح، هي مفتاح الحب والعطاء والعمل والتضحية والإخلاص والصحة وحب الطبيعة والناس، ومن خلال هذه المفاتيح، عرفت شعوباً وثقافات أخرى، ولو عاد بي الزمن للوراء لن أختار إلا سلسلة المفاتيح تلك ولا بديل عنها أبدًا.
• لو لم تكن مريم الملا روائية. ماذا كنت تتمنين أن تكوني؟
– كنت أتمنى شيئين؛ الأول أن أدرس الحقوق لأصبح قاضية أدافع عن المظلومين، وأحكم بالعدل، وأقول هذا من طبيعة تفكيري وسلوكي و مفاهيمي ونهج حياتي الذي عشته وأعيشه حتى اللحظة وأظهرته في كتاباتي كلها. لكن للأسف لم أحصل على المجموع الذي كان مطلوبًا للحقوق في ذلك الوقت، فكان خياري الثاني للآداب والعلوم الإنسانية؛ لكي أؤسس مركزًا لرعاية الأطفال الأيتام، الذين انقطعت بهم سبل الحياة، وسأسعى لتحقيق هذا العمل الإنساني لاحقاً.

• لورزقت بمولود بعد طول انتظار. هل سيؤثر ذلك على اسمه ؟
– يوجد مثلُ في الشام يقول: الطفل يخلق ومعه رزقه واسمه، وهذا صحيح، وأعتقد لن يؤثر ذلك على اسمه، إن جاء مبكراً أو متاخراً. ولابد من ذكر تجربتي الشخصية هنا في تسمية ابنتي، فقد اخترت لها اسماً، لا أعرف معناه، إلا أنه اسم فرنسي لبطلة في رواية “أجواء” كنت أقرأها للكاتب الفرنسي “أندره موروا” فأعجبت ببطلة الرواية وبشخصيتها، وحينها كنت ببداية الحمل ولا أعرف نوع الجنين، قمت بكتابة الاسم على ورق ملون، وقصصته وزخرفته بلون ذهبي بشكل كبير، وعلقته على الحائط، وفي مكتبي أراه كل يوم بعد أن صنعت له بروازًا، وبعد الشهر الثالث أخبرني الطبيب أن الجنين ذكر، فاشتريت كل شيء لونه أزرق ابتداءً من الثياب ونهاية بالسرير، وتراجعت عن الاسم وتركته لزوجي، ونسينا الاسم تماماً، وعند الولادة تفاجأنا بأنها أنثى، وبقينا نبحث عن اسم لها 4 أيام، الاسم الذي يعجب زوجي لا يعجبني والعكس، وفجأة ونحن في حيرة تذكر زوجي الاسم الذي اخترته أنا قبل 9 أشهر وبقي أمام أعيننا، لأكتشف فيما بعد أن معنى اسمها الثروة بالألمانية، وأن هناك معبدًا قديمًا في اليونان بهذا الاسم، وأيضا اكتشفت أن أصل الاسم يعود لمنطقة جميلة تقع بين فرنسا وألمانيا اسمها “أوديل” وهو اسم ابنتي الذي خلق لها ومعها.

• أخبرينا عن أعمالك بشكل عام، والخليجية بشكل خاص، وماهو جديدك؟
– أعمالي متنوعة في عناوينها، وفي مواضيعها و طريقة نهجها وطرحها وسردها، وأنا أكتب كل أنواع الأدب؛ رواية ومسرحًا وشعرًا وقصة قصيرة و قصص أطفال ونصوصًا درامية اجتماعية إنسانية، والبدوية منها، كما أكتب الرواية التاريخية والدينية والتراث بشكل عام، والتراث الخليجي بشكل خاص، المطعّم بالتاريخ وبالخيال والحقيقة، وأكتب السيرة الذاتية هذا بالنسبة للأدب، وأبرز أعمالي “أمومة وغربة ” صدر عام 2001، و”الليل الأبيض “صدر عام 2002 و”شجرة التين ” و”زمن الصبر” و”شظايا نافذة ، هو أول ديوان شعر صدر عام 2008 ثم جاء بعده رواية “حدائق النار” عام 2010 صدرت في مصر، وفي عام 2017 أصدرت الجزء الأول من سلسلة أطفال تراث خليجي “عوشة والجد مطر ” و” رسائل بحار فلسطيني ” ، وفي عام 2018 أصدرت رواية “الثلج الحزين ” و2020 أصدرت “هذه حياتي” وهو سيرة ذاتية للفنان الإماراتي عبد الله الأستاذ، وكل أعمالي مترجمة إلى اللغة الانجليزية وبلغة برايل للمكفوفين، وجديدي هو “قصص قصيرة مهاجرة ” وهو عبارة عن مجموعة قصص حقيقية من الحياة، وديوان شعر اسمه “أوديل هي القصيدة “. كما أخص صحيفة “البلاد” بخبر لم أتحدث عنه سابقاً، وهو إنتاج درامي سعودي لصالح شركة إنتاج سعودية ضخمة، ووقعت العقد بتاريخ 1أكتوبر والمنتج معروف ومشهور جدًا، وله الكثير من الأعمال الدرامية الناجحة، واسم العمل “رفة عين ” وهو عبارة عن مسلسل درامي اجتماعي يناقش الكثير من القضايا الاجتماعية الخاصة بالمجتمع السعودي.


• يقولون الكرة فوز وخسارة. لم لايقولون: تعادل أيضا ؟
– هذه مقولة رافقت الملاعب والكرة الساحرة خاطفة عقول الرجال؛ حيث لا أحد يقبل التعادل، وإذا جئنا للواقع وللحياة فسنجد أن هناك؛ إما ربح أو خسارة، لا ثالث لهما، وربما يعنون بالتعادل هنا” الهدنة” أو استراحة المحارب، ولا أظن أن أحداً يقبل بالتعادل خاصة في الكرة؛ لأن الفريقين يريدان الفوز.
• هناك مثل يقول “فلان ماهو من ثوبنا” هل سبق أن قلتيه ؟
– لا… لم يسبق لي أن رددت هذا المثل ولا تعاملت به لأنه باعتقادي كل الناس خير وبركة، لكن سمعت به كثيراً.
• كنت تاجرة وخسرتِ، وقدم لك صديق سلفة نصف مليون ريال كيف ستستثمرينه ؟
• أستثمره في نفس العمل الذي خسرت به، أو ربما استثمره في العقار.

• فزت في إحدى المسابقات بسيارة فارهة. هل تستخدمينها أم تبيعينها وتشترين سيارة عادية وتستفيدين من بقية المبلغ ؟
– أستخدمها إن كنت بحاجة لها، وإن لم أكن بحاجة لها ممكن أبيعها.
• الغالي ثمنه فيه. إلى أي مدى تقنعك هذه العبارة ؟
– تقنعني بدرجة كبيرة، لأن الصناعات الجيدة لابديل عنها أبداً، وأنا من النوع الذي لا أحبذ التبديل والتغيير، فأشتري الشيء الغالي لأحتفظ به، لا لكي أرميه بعد أيام.
• يقولون: إن الاسماء تحاكي مسمياتها. هل ترين أن اسمك يحاكيك؟
– نعم وبشكل كبير، لأن اسم مريم مذكور في القرآن الكريم وفي الكتب السماوية، وأعتز به كثيراً، وهو اسم عالمي، وربما كنت سأحزن إذا لم يكن قد سميت به، وأنا أشعر به شعورًا مختلفًا يحاكيني بشفافية واسعة كشعوري بأنني قريبة من الله، عز وجل، وهو قريب مني.

• دعيت لمناسبة بها شخصيات بارزة، وأنت لاتمتلكين سيارة. هل تذهبين بسيارة أجرة أم تعتذرين؟
– أذهب بسيارة أجرة ولا أعتذر، ولا أجد هناك مبررًا للاعتذار.
• في جيبك مبلغ 40 ريالًا وأنت جائعة وابنك يريد الذهاب لمشاهدة مباراة كرة القدم، ويحتاج المبلغ لشراء تذكرة الدخول للملعب. ماهوموقفك؟
– أعطيه 40 ريالاً كاملة دون أي تفكير.
• والدك يريد الذهاب للسوق ووالدتك تريد زيارة صديقتها في الوقت نفسه. لمن ستنحازين ؟
– آخذهما في سيارتي معًا وأوصلهما تباعًا، حسب المكان .


• عند اقتنائك لحاجياتك الخاصة هل تحرصين على الجودة أو الشكل ؟
– الجودة؛ لأنها هي الباقية.
• رشحت لمهمة خارجية تمثلين فيها وطنك. هل تتمنين أن تكون سياسية أم اقتصادية؟
– ثقافية، وإن تعذر وجودها، اختار الفنية.
• هل ترضين أن ترتبطي بشريك حياة يخالف ميولك ؟
– لا… لا أستطيع ذلك لأنها حياة كاملة بفصولها وليست مجرد ساعات.

• ذهبت لزيارة مريض قبل نهاية الزيارة بدقائق ولم تجدي أمامك إلا مواقف مخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة. هل تقفين فيها؟
– لا أقف فيها، وإن تعذر ذلك، أتركها في مكان بعيد مخصص لنا.
• لو لم يكن اسمك مريم. ما الاسم الذي تختارينه ويناسب شخصيتك؟
– مريم… لا أختار أي اسم آخر بديلًا عن اسمي.
• تهمين بالذهاب إلى الاستاد لمشاهدة مباراة هامة لفريقك المفضل. تلقيتِ اتصالاً من شخص عزيز يريد زيارتك. بماذا تردين عليه؟
– أدعوه للذهاب معي، وإذا اعتذر، أعتذر بدوري منه، وأذهب للمباراة.

• في حسابك في تويتر. لو طلب منك بائع متابعين مبلغا ما لزيادة متابعيك بمتابعين حقيقيين، هل تدفعين له ؟
– لا أدفع له مطلقًا.
• لو طلب منك اختيار شخصية قيادية، ما الصفات التي تحرصين عليها ؟
– الصدق والهدوء والحكمة والعقل.
• ابنك يلعب لفريق منافس لفريقك، والتقى الفريقان. فلمن سيميل قلبك؟
– إلى فريق ابني.

• متى بدأت الكتابة؟
– بدأت القراءة أولاً بسن الطفولة، وكنت أكتب على مقاعد المدرسة، وعلى جدران المنزل وعلى لحاء الشجر، أشياء لا أذكرها إنما اكتب وأعبر، ازدادت قراءاتي في سن الصبا وقرأت الأدب الغربي أولاً، ثم العربي، كتبت أشياء بسيطة في تلك السن. إنما الكتابة بشكل فعلي فكانت في سن 39 .
• ماهي هواياتك ؟
السباحة وركوب الخيل والسفر والترحال والسير في الغابات والتصوير، وشغل الكنفا بالإبرة، وعندي 30 لوحة اشتغلتها على مدى 30 عاما تقريبا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *