متابعات

دماء على أسفلت الـ«يوتيرن»

جدة ـ مهند قحطان

في أوقات الذورة يتسابق الكثيرون في ماراثون محموم في تحويلات الشوارع الرئيسية والفرعية في مختلف المدن ما يتسبب في وقوع حوادث مرورية فاجعة يكون ضحاياها المتعجلين، ويكثر السباق المحموم في ساعات الصباح عند ذهاب الموظفين لأعمالهم أو في فترة الظهيرة عند العودة وعلى مدار الساعة . وعبر عدد من المواطنين عن معاناتهم من السباق المحموم في (التحويلات) معربين عن تخوفهم من استمرار هذا المسلسل في المدن، ولافتين في الوقت نفسه إلى أن مختلف المدن تشهد يوميا ماراثونات محمومة في التحويلات مما يؤدي إلى الارتباك والحوادث المروية و(الملاسنات) بين السائقين. (البلاد) رصدت هذه الهواجس وغيرها على لسان المواطنين محمد السعيد أحد سكان مدينة جدة والذي أوضح أن الأهالي يضعون أياديهم على قلوبهم خوفا من تعرض أبنائهم لحوادث مرورية مميتة، في تحويلات الشوارع بسبب تعجل بعضهم والسباقات المحمومة في الدورانات.

نتائج سلبية

ويرى محمد العولقي أنّه لا يوجد هناك اي التزام بأفضلية في السير عند الدوران للخلف وابرزها عندما تتجه احدى المركبات الى اليوتيرن وعندها تتقاطر عشرات السيارات نحو اليوتيرن وكل واحد يريد أن يسبق الآخر ما يتسبب في وقوع الحوادث، لافتاً إلى أنّ تحري السلامة بالقيادة الآمنة غير موجود لدى بعض السائقين، لا سيما أنّهم لا يلتزمون بالضوابط المحددة في أنظمة المرور. وأضاف العولقي أن عدم الالتزام بالمسار الخاص وخصوصا عند الدوران للخلف قد يسبب العديد من الحوادث المرورية ناهيك عن الازدحام ولعدم تقيد غالبية السائقين بالأنظمة المتعلقة بالقيادة، غير مباليين بكون أحقية السير لمن هم مصطفون بشكل نظامي مما يعطل حركة المركبات الأخرى وذلك المشهد يتكرر بشكل يومي في طريق الملك عبد العزيز في جدة.


دوران عكسي

من جهته يرى عبد العزيز الحسامي أن الدوران العكسي “يوتيرن ” هو من انسب الحلول لمعالجة الاختناقات المرورية على المحاور الرئيسية والثانوية والسريعة حيث اثبتت نجاحها وفعاليتها بعدة طرق بجدة منها طريق الملك عبد العزيز، لكن لابد من التوعية والانتباه بوضع لوحات ارشادية توضح ان هناك طريقا للدوران للخلف او اليوتيرن او (طريقا الالتفافية) حتى يلتزم السائقون بالنظام وعدم التجاوز، لكي لا يتسبب اي فوضى واختناقات مرورية مزعجة ومع مراعاة عدم تجاوز السيارات عن النظام. ويرى ايضا ان عدم التزام السائقين بالنظام هو سبب رئيسي لمعاناتهم، حيث أن المخالفات تعتبر مشاهد يومية لعدم احترام نظام المرور، وارتكاب المخالفات التي تعمل على تعطيل السير في الطرقات أو إحداث زحام وتكدس في الميادين العامة والتقاطعات، وما يصاحبها من عدم وعي قائدي المركبات بالنظام ومخالفتهم له وعدم التقيد به أو احترامه واحترام حق الطريق من جانب شرعي أوصى به الدين قبل أن تسنه أنظمة المرور الدولية العالمية.

رصد المخالفات

ويقول غالب حميد من الأفضل وضع كاميرات لرصد مثل هذه التجاوزات، وهذه التجربة مطبقة في العديد من الدول وهي طريقة ممتازة لتسهيل مسار اليوتيرن، ونأمل أن تتطبق هنا حتى لا يحصل على الطريق مساران ويحدث زحام كبير بين سائقي المركبات، لافتا إلى أن اليوتيرن يجب أن يكون واسعا قليلا كما يجب توعية السائقين بضرورة الالتزام بقواعد وأنظمة المرور مع استمرارية تطبيق جميع الأنظمة المرورية والاعتماد على المراقبة الآلية وتوسعة أنظمتها “نظام ساهر الحالي” .. ليشمل جميع المخالفات المرورية واولها مخالفة التسابق على اليوتيرن وبالرغم من أن الإدارة العامة للمرور قد حددت سابقا بعض الإرشادات لقائدي المركبات للتقيد بها تفادياً لوقوع الحوادث عند الالتفاف للخلف (يوتيرن)، وانه يجب على قائد المركبة استخدام الإشارة التنبيهية للمركبة قبل الانتقال لمسار الانتقال للخلف، ثم الانتقال للمسار بعد التأكد من خلو الطريق من المركبات، مع مراعاة الأفضلية للمركبات القادمة من الطريق المراد الانتقال إليه، الا ان بعض قائدي المركبات لا يراعون آلية الدخول إلى اليوتيرن ويعمدون إلى التسابق في الدوران العكسي ما يتسبب في الحوادث الفاجعة.

إشارة التقاطع

والتقت(البلاد) بمستشار التخطيط الاقتصادي الدكتور عبد الله الفايز الذي أوضح أن الدوران أو تغير السير بالاتجاه المعاكس، هو وسيلة لتغيير الحركة المرورية للاتجاه المعاكس بزاوية (180 درجة) إلا انها تستعمل في عدة انواع من الطرق العامة سواء السريعة او العادية الواسعة والضيقة وخاصة الطرق التي يوجد بها فاصل او جزيرة وسطية، ومسموح بها احيانا وممنوعة احيانا اخرى حسب الانظمة والقوانين التي تحكمها. وتكون عادة بعد اشارة التقاطع، الا انها في بعض الدول والمملكة أحدها، توجد احياناً قبل الاشارة الضوئية بمسافة قصيرة. مما يسبب ارباكا وتأخيرا للحركة عند التقاطعات. هناك انواع منها تكون في وسط الطريق او تكون ضمن خطي وسط الطريق او تحت الجسور او فوق الانفاق.

وفي مدن المملكة يتم وضع تلك الفتحات بدون دراسة وافية لحجم المرور او عدد الرحلات التي ستتجه للعكس، فتسبب ازدحامات وحوادث و”عراكا ” حول الفتحات وضوضاء وتلوث. فنجدها عادة عبارة عن مسار واحد في الوقت الي تكون فيه الازدحامات عالية للتوجه لنفس الاتجاه، وأحيانا تكون قريبا من التقاطع او الاشارة الضوئية بحيث يضطر العديد من المركبات للانتظار طويلا ويسببون ازدحاما ومضايقة للجميع لحين فتح الاشارة لكي يتسنى لهم الدوران.

ويضيف الدكتور الفائز لو كان مسار الاتجاه العكسي قبل الاشارة بمسافة لا تقل 150 مترا فإنه يتسنى للسائقين المرور بدون الاصطفاف عند الاشارة، كما وأنه لو وضعت الفتحة على بعد مسافة كافية من التقاطع لتم التصريف من دون الدوران وبذلك يتمكن المصطفون خلفهم من الوصول الى التقاطع بسهولة.كما ان تصميم تلك الفتحات وانحناءها قد يكون غير مدروس فنياَ مما يسبب الارتطام بالرصيف او تلف العجلات لذلك فإنه يجب على الجهات المختصة دراسة هذه الظاهرة وحجمها عند التقاطعات وخاصة في المناطق المزدحمة ووضع الحلول الخاصة لها.

إرشادات يوتيرن
وكانت الإدارة العامة للمرور حددت بعض الإرشادات لقائدي المركبات للتقيد بها تفادياً لوقوع الحوادث عند الدوران للخلف (يوتيرن).
وذكرت أنه يجب على قائد السيارة استخدام الإشارة التنبيهية للمركبة قبل الانتقال لمسار الانتقال للخلف، ثم الانتقال للمسار بعد التأكد من خلو الطريق من المركبات، مع مراعاة الأفضلية للمركبات القادمة من الطريق المراد الانتقال إليه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *