الدولية

لبنان يتجه لحكومة “تكنو سياسية”

البلاد – مها العواودة

في الوقت الذي لا يزال البحث جارياً خلف الكواليس عن رئيس للحكومة الجديدة، بات من المهم أن تكون الحكومة “تكنو سياسية”، ليكون بمقدورها مواكبة المفاوضات المرتقبة منتصف الشهر الجاري بشكل غير مباشر بين لبنان وإسرائيل من أجل ترسيم الحدود البحرية والبرية برعاية أممية.

وأكد مسؤولون وسياسيون لـ”البلاد”، أن مبادرة “ميقاتي” التي أطلقها رئيس الوزراء السابق نجيب ميقاتي في مقابلة متلفزة، وتضم ٦ وزراء من السياسيين، و١٤ وزيراً اختصاصياً تتناغم من مطلب أغلب الكتل التي نادت بضرورة وجود سياسيين في الحكومة المنتظرة، وأن من شأنها أن تخرج لبنان من عنق الزجاجة بدلاً من الغرق في الرمال المتحركة، خاصة بعد موت المبادرة الفرنسية في مهدها، مشيرين إلى أن الخيارات أمام لبنان بات أحلاها مرا، وسط توقعات برفض شعبي ودولي لهذه المبادرة التي ستحتضن وزراء سياسيين، والمستفيد الأكبر منها هو “حزب الله” الإرهابي.

وقال الوزير اللبناني السابق إيلي ماروني، إن أركان السلطة اللبنانية يرفضون بشكل مطلق حكومة من الأخصائيين بعيدة كل البعد عن الأحزاب والمصالح، وأن الاتجاه يميل مع قرب انطلاق المفاوضات لترسيم الحدود البرية والبحرية إلى تشكيل حكومة “تكنو سياسية” ترضي جشع أهل السلطة، إلا أن ذلك سيصطدم برفض اللبنانيين الغاضبين على فساد الطبقة الحاكمة الأمر الذي ينذر بعودة الغضب إلى شوارع لبنان.

ويرى الباحث السياسي مكرم رباح، أن مفاوضات ترسيم الحدود ستدفع الطبقة الحاكمة باتجاه تشكيل حكومة سيستفيد منها “حزب الله” بشكل كبير، عبر مشاركة وزير من الثنائي “حزب الله، وحركة أمل” في التشكيلة الحكومية القادمة وإحكام سيطرته في الدولة لتكون له اليد الطولى في القرارات.

في السياق ذاته، قال الإعلامي نبيل الرفاعي، إنّ ملف تأليف الحكومة في لبنان، بغض النظر عن شكل الحكومة، متعثر حتى اللحظة، خصوصاً بعد فشل المبادرة الفرنسية، مشيراً إلى أن الحديث عن الملف الحكومي ربّما تراجع في العلن، لكنّه ناشط في كواليس اللقاءات والاجتماعات الجارية حالياً، لكن الصورة لن تتضح قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

وأضاف “في بلد مثل لبنان بتركيبته الطائفية والسياسية، من الصعب أن تكون هناك حكومة تكنوقراط، ولو كان الأمر سهلا، لعجّل انفجار بيروت بولادة حكومة مماثلة”، ويرى أن لبنان سيشهد حكومة تكنو سياسية، تسمح لوجوه جديدة من أصحاب الخبرات (تكنوقراط)، أن تضع قدراتها وطاقاتها في إنقاذ لبنان، بالإضافة إلى بعض الوجوه السياسية غير “النافرة”، تساعد على تأمين غطاء سياسي واسع لعمل الحكومة، لإنقاذ لبنان من التداعي الحاصل والافلاس والانهيار الكبير.
كما أكد أن الشعب الثائر سيعطي فرصة لهذه الحكومة في حال أبصرت النور لأنه لم يعد لديه أي حل سوى إعطاء فرصة لها، وفي حال فشلت أعتقد أن الشارع سينتفض من جديد بشكل كبير وسنرى هجرة جماعية بعدما ارتفعت بشكل كبير نسبة المهاجرين من لبنان.

إلى ذلك، أكد المحلل السياسي يوسف دياب، أن حكومة “تكنو سياسية” مرفوضة من قبل الشارع والمجتمع الدولي الذي اشترط غياب السياسيين من أي تشكيلة حكومية قادمة لضمان وصول الدعم والمساعدات للبنان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *