يعاني كثير من الطلاب الذين أكملوا المرحلة الثانوية من عدم وجود جهة فنية تقف إلى جانبهم كبوصلة ترشدهم لمسارات دراساتهم الجامعية المقبلة وتزودهم بالنصح والإرشاد لاختيار التخصص المناسب لقدراتهم في سبيل إكمال مسيرتهم التعليمية. وفي هذا الصدد، فإنني أقترح قيام مركز لتوجيه وإرشاد الطلاب لتكملة مشوارهم التعليمي بعد الثانوية، ومن شأن هذا المركز أن يقوم بالتخطيط والتنسيق للطلاب في كل ما يحتاجونه دون عناء لهم أو لذويهم، سواء عن الامتحانات التي يحتاجونها للدخول إلى الجامعة أو مساعدتهم على التسجيل في الجامعات وإعطائهم البدائل للقبول بجامعة أو تخصص معين، كما يقوم المركز بتوجيه الطلاب بعد إكمالهم المرحلة الثانوية إلى تلك الأعمال المسائية التي يمكن أن يزاولوها بغية كسب مزيد من الخبرات وإرشادهم إلى الأماكن التي يمكن أن يتطوعوا فيها للعمل الاجتماعي.
فالمركز يساعد الطلاب على اتخاذ القرار الصائب في اختيار تخصصاتهم ومن ثم المهنة الملائمة لإمكانياتهم وميولهم والأكثر قدرة على إشباع حاجاتهم وصولاً إلى تحقيق التوافق المهني والإبداع في العمل مستقبلاً، ذلك أن المدرسة التي تكرس دورها على التدريس والتحصيل والتربية قد لا يتسنى لها القيام بعملية التخطيط والتوجيه المستقبلي للطلاب.
كما يمكن للمركز المقترح أن يضطلع بكل الدورات بما فيها دورات القدرات والدورات التحصيلية اللازمة ومواعيدها وغيره، حيث يمكن أن تكون للمركز قائمة بكل الدورات التي تساعد خريجي الثانوية في التخصص الذي يختارونه، بجانب توضيح الفرص للطلاب في مؤسسات كثيرة منها المؤسسة العامة للتأهيل المهني وبعض الشركات التي لديها منح دراسية للطلاب وبعض الجامعات الأهلية التي يمكن أن يلتحقوا بها أو توفير عمل يساعدهم على سداد أقساط الدراسة وغير ذلك.
وتفعيلاً لدور المركز المقترح فلا بد أن يكون على تواصل مع وزارة التعليم وفي ذات الوقت يمثل المركز حلقة وصل بينه وبين كل الجامعات والكليات الأهلية والحكومية والشركات التي تقدم للطلاب بعثات دراسية وكذلك معاهد اللغة الإنجليزية التي تمنح دبلومات معتمدة والتي يمكن للطلاب الالتحاق بها. ويحبذ أن يتم فتح المركز المقترح في مركز الحي حتى نضمن أن هنالك مركزاً توجيهياً في كل حي، كذلك لا بد من وجود قنوات سالكة للتواصل مع وزارة الموارد البشرية بحيث يكون للمركز قائمة بالأماكن التي تسمح بالتطوع فيها.
ختاماً فإن المركز المقترح يساعد الطلاب على تحديد أهدافهم بدقة ومعرفة ذاتهم وميولهم وقدراتهم ومن ثم يحققون صناعة مستقبلهم بشكل يجعلهم قادرين وفاعلين على الابتكار والإضافة.
باحثة وكاتبة سعودية
بارك الله في الفكر والقلم ،نوافقك الرأي دكتورة وخطوة إيجابية ونتائج مثمرة ستكون بإذن الله في مصلحة الشباب والشابات ستختصر لهم الكثير وستكون معين متدفق لهم لمتابعة الطريق واكتشاف الذوات ونفع المجتمع بطريقة أفضل وأسرع وأدق وفقك الله ووفق كل من أعانها .د.حياة الهندي