جدة – رانيا الوجيه
قصص نجاح ملهمة، شباب يملك الوعي والفكر اللازم للتطور في شتى المجالات التي تحتاجها المملكة، فهم يعملون بأنامل وعقول مبدعة لابتكار كل ما هو جميل، ليضاف لسجل أبناء الشعب السعودي الناصع في المعمار، والحرف اليدوية، والفنون المتنوعة.
شباب كافحوا من أجل الوصول إلى أهدافهم، سخروا إمكاناتهم المادية الفكرية لاعتلاء سلم المجد درجة تلو الأخرى، إلى أن وصلوا إلى ما يريدون ولا يزالون يعملون بجد واجتهاد لتحقيق المزيد من النجاحات، موضحين لـ”البلاد” كيفية وصولهم إلى مبتغاهم، ومنافسة بعضهم في مسابقات عالمية حاملين المملكة في حدقات العيون.
بدأت رحلة نجاح عبدالله الحضيف، عندما وضع ترميم ثلاث بيوت في المنطقة التاريخية بجدة هدفاً له، على أن يتم ذلك بشكل متفرد ومختلف، مبيناً أنه بعد عودته من رحلة الابتعاث في أستراليا، بدأ بترميم بيت الحضيف التاريخي الذي يبلغ عمره أكثر من 200 عام، وبه 16 غرفة كل منها يحتوي على شكل من الطراز القديم، أعاد ترميمها وتأهيلها بالكامل بجهود شخصية، بعد أن كان المبنى آيلاً للسقوط. وأضاف “البيت الثاني هو بيت زرياب وعمره 150 عاماً، أعدت ترميمه وجعلته معهداً موسيقياً وأصدرت التراخيص اللازمة لذلك. أما البيت الثالث هو متحف الحضيف، الذي يعتبر أطول عمارة في منطقة البلد التاريخية، فهو مكوّن من خمسة أدوار وعمره يقارب الـ140 عاماً، وبُني بشكل تقليدي ومعتمد من اليونسكو كتراث إنساني عالمي ضمن منطقة البلد التاريخية”.
ولفت الحضيف إلى أنه أعاد ترميم البيوت الثلاثة بالكامل قبل أن توضع خطة لإعادة بناء وتطوير منطقة البلد التاريخية، بعدها أطلق في 2016 مشروع “أرباب الحرف” ليكون حاضنة للفنانين والحرفيين في جدة ويستفيد منهم في ترميم المباني التاريخية، إذ يعتبر المشروع أول منصة غير ربحية في هذا المجال، وباتت له فروع من خلال البيوت الأثرية في منطقة البلد التاريخية.
وقال عبدالله الحضيف، إن قصة نجاحه بدأت منذ دراسته في أستراليا، حيث اهتم بالثقافة والأنشطة الفنية، وكان نائبا للرئيس والمشرف الثقافي في النادي الثقافي السعودي باستراليا لمدة 5 سنوات. وتابع “بعد عودتي إلى السعودية و بالرغم من أنني من الرياض أردت الانتقال إلى مدينة جدة وقررت إكمال مسيرتي في الاهتمام بالمجالس الثقافية والفنية، من خلال بيت حضيف الذي أطلقت عليه اسم (البيت البوهيمي) لاستضافة جميع المواهب الفنية في التصوير أو الرسم وغيرها من الفنون، وأتمنى استقبال نجوم من العالم العربي من الفنانين والمثقفين مثل غالية بن علي ومرسيل خليفة ونصير شمة لزيارة بيوتنا الثقافية والفنية في بيت زرياب وأرباب الحرف”.
واستطرد قائلاً: “حصلت على تكريم من أمريكا دعماً لمشاريعي الثقافية من خلال استضافتي في نادي المؤثرين في العالم والقيادات الشابة، كما حصلت على عضويتها، وقابلت قيادات عالمية شابة من جميع دول العالم. والآن أعمل على تحويل جدة التاريخية إلى رواية مصورة من خلال (الديجيتال آرت) موجهة إلى الأطفال، وتجهز بيت الحضيف ليستقبل أفراد المجتمع الموسيقي. وأتوجه بكلمات وفاء لوطني الذي دعمني في دراستي فوطننا بلد معطاء وكريم ورحيم وأفتخر كوني سعوديا، فقد عشت خارج المملكة وسافرت عدة دول ولم أجد مثيلا لوطني”.
سرحان ينال لقب أصغر مخرج عالمي
صنع عبدالعزيز سرحان، اسمه الفني وهو في سن الـ24 عاماً، ليكون أصغر مخرج عالمي، بسبب إصراره على تحقيق حلمه في أن يكون لديه بصمة في عالم صناعة الأفلام والإخراج السينمائي، حيث استغل فرصا للعمل على مشاريع إنتاج الأفلام والتصوير الفوتوغرافي مالفت أنظار الكثير من كبار المشاهير والفنانين له، وتمت دعوته لحضور أكبر مهرجان في أمريكا كمدير أعمال ومصور لأحد مشاهير التواصل الاجتماعي في أمريكا، وتحقق حلمه بأن يمشي على السجادة الحمراء في مهرجان MTV VMAs، كما قابل أشهر المغنين في أمريكا ودول العالم على تلك السجادة تحت بريق أضواء الإعلام الأمريكي.
وما ساعد سرحان، الذي ولد ونشأ في مكة المكرمة على التميز هو تفوقه الأكاديمي، وتحقيقه لدرجات عالية أثناء دراسته مبتعثا بجامعة لونق ايلاند، حيث تم إدراجه ضمن قائمة المتميزين لدى عميد الجامعة لخمس مرات على التوالي، وبدأ بعدها صناعة الأفلام في مدينة بروكلين بنيويورك، وأنتج 4 أفلام قصيرة، إثنان منها ترشحت لجوائز عدة في مهرجانات أفلام أمريكية، بينما وصل فيلم “الدائرة الحمراء” إلى النهائيات في مهرجان جوائز نيويورك للأفلام (New York Movie Award)، وفاز في مهرجان أفلام السعودية 2020 بأفضل تصويت للجمهور، ودخل قائمة الـ20 للأفلام الناجحة في مهرجان أفلام هوليوود، ما يعتبراً إنجازا بحد ذاته كونه لا يزال يدرس وأنتج الفيلم في ظروف استثنائية. وفاز فلم “الدائرة الحمراء” في مهرجان أفلام السعودية 2020 بأفضل تصويت للجمهور.
وقال سرحان ان معظم أفكار الأفلام تداهمه خلال تنقلاته في قطارات مدينة نيويورك، ويستغل الوقت الذي يقضيه فيها لترجمة تلك الأفكار وكتابتها. وأضاف “شاركت في بعض الأعمال مع أحد منتجي الأفلام في هوليود، وعملت معه في إنتاج فيلم مورنينق سموك (Morning Smoke) الذي تم عرضه في مهرجان مانهاتن للأفلام بنيويورك”.
وفيما يخص تخطيطه للمستقبل، قال: “أخطط لأكون صانع أفلام طويلة ولدي شركة إنتاج فنية، وأسعى لأكون مثالاً للأجيال القادمة. وعلى الرغم من العروض التي قدمت لي من كبار شركات الإنتاج والمخرجين في أمريكا إلا أنني أريد بعد التخرج من الجامعة العودة للوطن لمشاركة ذوي الاهتمام في هذا المجال لتعزيز وتطوير صناعة السينما السعودية”.
“جاها” ترتقي سلم “المجد” بالرسم والتصميم
سكلت مجد شاكر جاها، طريق النجاح منذ وقت مبكر، مؤسسة لنفسها عملا مستقبليا عبر موهبتها في الرسم والتدريب والتصميم، وذلك قبل تخرجها من الجامعة في تخصص إدارة عامة. وركزت على على نقاط موهبتها واستثمرتها بجانب دراستها، ما أهلها لتكون أصغر مدربة ومعلمة في منصات تعليمية عدة داخل المملكة وخارجها.
وأكدت الفنانة مجد جاها، أن مواهبها تتنوع بين الفن التشكيلي والتصميم، ودمجت بين الموهبتين لتصبح منتجاتها مميزة. وتابعت “كما أنني مدربة معتمدة أقوم بالتدريب في دبي والسعودية عبر منصة شرفة الإلكترونية وأكاديمية مجد، وأسست mjdstudio، الذي أقدم من خلاله خدمات متنوعة في المجالات الفنية، بالإضافة إلى إثراء المحتوى الفني والمنتجات الإبداعية. وأنا شغوفة جدا بفن وتصميم الألوان المائية، ومدربة في هذا المجال، وكاتبة محتوى. وحكمتي التي أؤمن بها (تذكر دائما أنك خلقت لتكون مبدعًا). ومن وجهة نظري أن عمل الطالب في سن صغيرة يساعده على بناء مستقبله بشكل سليم وأسرع، ويحسن في ذات الوقت دخله ويؤسس له علاقات اجتماعية كبيرة”.
دمية لولوة
لم تتوقف قصص النجاح عند الرجال، بدليل أن الشيف لولوة العزة، خريجة الأدب الإنجليزي بجامعة الملك عبدالعزيز، أصبحت “دمية عالمية” بعد تحقيقها لنجاحات كبيرة جعلت شركة ماتيل العالمية المصنعة لدمية “باربي” الشهيرة تختارها لإطلاق دمية تشبه ملامحها وزيها وذلك بإصدار حصري، وذلك ضمن احتفال الشركة بمرور 60 عامًا على إنتاج دمى الباربي.
وقالت العزة: “الشركة اتصلت بي واستأذنتني أن تكون شخصيتي هي (الباربي السعودية)، بعد أن تم اختياري ضمن قائمة فيها أسماء 3 سيدات سعوديات مرشحات. حينها لم أدرك أهمية الموضوع، وما معنى أن أكون الباربي السعودية”.
وأضافت: “بعدها ذهبت إلى دبي ورأيت الباربي التي تشبهني، حينها شعرت بسعادة غامرة لهذه الجملة التي تعبر عن كوني قد أكون مثلًا أعلى للكثير من الفتيات، فالهدف من هذا التكريم هو تسليط الضوء على الملهمات للجيل الأصغر وهذا التكريم بمثابة نقلة في حياتي، واستضافتني بعدها قناة فتافيت للطبخ وهي إحدى القنوات الرائدة في عالم الطبخ، كما استضافتني برامج تلفزيونية شهيرة ما دعمني بشكل كبير”.
وأشارت لولوة إلى أنها تعمل في مجال الطبخ منذ 20 عامًا، وجاء اختيارها لتكون “باربي السعودية”؛ لأنها أول أكاديمية سعودية تعمل من المنزل لتعليم فنون الطهي، باعتبار مهنة الشيف من المهن التي كانت سابقا غير متداولة بالمملكة. وتابعت “هناك العديد من الطالبات يحضرن لتعلم الطهي على يدي، ويحببن الطاقة الإيجابية التي أنقلها لهن، وبالتالي تم اختياري كأول شيف سعودية تلقب بباربي شيف”.