متابعات

حسن الزهراني .. الإعاقة تقهر أعماق البحر

جدة ـ هتاف السلمي

ألأمل والاجتهاد والكفاح وتحدي الظروف كلها مصطلحات استطاع أن يقدمها أحد متحدّي الإعاقة الشباب كما يجب أن تكون، فهناك آلاف النماذج حول العالم التى بإمكانك أن تتأملها وتتعلم من قصص انتصاراتها المعنى الحقيقى لتحدى المستحيل ومواجهته مهما كان، ومن هؤلاء الشاب حسن الزهراني، والذي تحدى شلل الأطراف السفلى بامتياز، وأصبح أحد أبطال الغوص وذلك بعد أن خضع لتدريبات ودورات مكثفة في الغوص، وتمكن من الحصول على شهادة تؤهله للغوص في أي مكان في العالم.

(البلاد) التقت الغواص الزهراني الذي قال إن جوف البحار عالم مدهش وبه كائنات غريبة وعجيبة وأن أفراد أسرته وقفوا بجانبه حتى تمكن من أن إتقان الغوص، لافتا إلى أنه في البداية استعان ببرامج الغوص في الانترنت والتي اكسبته الكثير من المهارات، ويضيف صراحة أنا لم أشعر يوماً بأنني معاق وواصلت دراستي بتفوق والحمد لله الذي أعطاني قدرة جعلتني أقهر ظروف إعاقتي واتميز في الغوص ، حيث أنه كان يشاهد سيناريوهات مدهشة لغواصين معاقين وأن تجاربهم ألهمته واكتسب منها الكثير من العبر والخبرات.

وتابع بقوله “مررت بعدة مراحل في التدريب ، وكنت أعاني للوصول إلى الساحل لانعدام الطرق الميسرة بالكرسي المتحرك، ثم تعلمت الاعتماد على نفسي في ارتداء ملابس الغوص وبقية المعدات من عبوة الأكسجين وحمالات والانطلاق في البحر رغم عدم استطاعتي تحريك رجلي”، موضحا أن الغواص حينما يغوص في جوف الماء يشعر أنه في عالم آخر اسكنه الفنتازيا والمخلوقات الملونة والشعاب المرجانية. ويضيف وهو يستعيد الذكريات من أقاصي ذاكرته أن الارادة ليست في الاطراف وانما في النفوس والعقول، لافتا إلى أنه إصيب بشلل في الأطراف السفلية اثر تعرضه لحادث مروري وذلك حينما كان في الرابعة عشرة من عمره ولكن استطاع بإرادته وقوة عزيمته تخطي الصعاب واكمال دراسته وحصوله على البكالوريوس ليكون في نهاية المطاف يشغل منصب في الخطوط السعودية.


واستطرد أنه الابن الوحيد بين 6 فتيات وأن الإعاقة لم تقف عقبة أمامه بالسفر حيث أنه طور نفسه في الكثير من خبرات الحياة، وسبق وأن أقام في كل من الصين وايطاليا وهناك اتقن عمليات الغوص كما ينبغي.

وأضاف أنه يسعى دائما لصنع التغيير ووضع بصمة إيجابية في الحياة من خلال ما يقدمه في حسابه عبر تويتر لمساندة ذوي الاحتياجات الخاصة ورفع هممهم سواء باللغة العربية أو الإنجليزية، لافتا إلى أن قاعدته في الحياة أن الإعاقة سلاح ذو حدين إما تجعلك ضعيفا وتستلم للحياة واما تجعلك قويا وتخوض التحديات بجميع اشكالها. واختتم حديثه بقوله : ولم أتوقف عن ممارسة هواياتي بالهمة العالية التي أمتلكها ومساعدة زملائي، فالكرسي المتحرك ليس عائقاً، والآن بعد حصولي على رخصة الغوص العالمية سأحرص على دعم من حولي من ذوي الاحتياجات الخاصة ليعيشوا هذه التجربة والتعرف على أسرار البحر”.

One Response

  1. موضوع رااائع يشجع الشباب على عدم الخوف من الاعاقه وقبول تحدي الحياة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *