اجتماعية مقالات الكتاب

هل نستطع إيقاف موجة أخرى؟

منذ شهر مارس الماضي (٢٠٢٠)، كان حالي، هو حال الكثير من المتخصصين في مجال العدوى والمناعة، متابعة ألاحداث التي كان سببها الانتشار السريع لفيروس كورونا المستجد. محليا، كانت منصة وزارة الصحة، المصدر في أرقام الاصابات، التعافي، الوفيات، أعداد الفحوصات اليومية وغيرها من معلومات. فأصبح لدي تصور كامل لكل مجريات الأحداث محليا. في الجهة المقابلة، كانت متابعتي، للأحداث العالمية، من خلال قنوات الاخبار العالمية، التي تتابع وتنشر اخبار الجائحة الكونية في مختلف دول العالم مثل أميركا، الصين، روسيا، ألمانيا، السويد. بريطانيا (خاصة). هذه المتابعة، كانت من خلال موقع اليوتيوب، الي جانب الاخبار المكتوبة والمنشورة في الصحافة الدولية.

محليا، كانت لي سياستي الخاصة في تتبع ورسم الأرقام من خلال الرسم البياني الخاص بالعديد من النسب المئوية وغيرها من العوامل التي يمكن أن يكون لها تأثير سواء بالارتفاع او الانخفاض في أرقام الإصابات اليومية او أرقام التعافي والوفيات. يمكن القول بايجاز شديد، ان المنحنى العام للرسم البياني للاصابات اليومية في العديد من المناطق متناسب مع العديد من العوامل المؤثرة (سأذكرها لاحقا). عموما، يمكن القول، ان الخطوات الاحترازية، خلال الفترة الماضية، كان لها دور إيجابي في النتائج التي شاهدناها.
في المقابل، عالميا، كانت هناك عوامل عديدة لعبت دورا هاما في ارتفاع اعداد الإصابات مرة اخرى في الكثير من الدول، مثل السويد، فرنسا وبريطانيا، والتي كانت سببا، في إعادة تطبيق الخطوات الاحترازية مثل الإغلاق التام (احيانا) او الاغلاق الجزئي احيانا أخرى. ولكن يمكن القول، ان العديد من تلك الدول تنظر الان الى توفر لقاح ضد الإصابة بعدوى كورونا أمرا هاما جدا لعودة الحياة الطبيعية، وذلك لتفادي اي موجة أخرى للجائحة الكونية.

باختصار، عالميا، هناك هلع وحذر من عودة الفيروس الي نشاطة وذلك لقرب فصل الشتاء. والسؤال الذي يتم تداوله، كيف سيكون نشاط الفيروس؟ محليا، خلال الاشهر الثلاث الماضية، كان هناك انخفاض تدريجي في عدد الإصابات، مع ازدياد التعافي العام، وهو مؤشر جيد وخاصة إذا تم ربطه بالمناعة الجماعية وتطبيق معايير السلامة. لكن يبقى السؤال، الذي ننتظر اجابته، كيف سيكون نشاط الفيروس (محليا) خلال فصل الشتاء القادم؟ ونحن في انتظار لقاح آمن للجميع، لابد أن ندرك إن في تطبيق التباعد الاجتماعي مع استخدام الكمامات امرين ضروريين للتقليل من آثار موجة أخرى.
دكتوراه العدوى والمناعة
استشاري مكافحة عدوى
drimat2006@hotmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *