مشهد رائع كل عام أن تتوشح الشوارع والنوادي الرياضية والمباني العامة في مختلف مناطق وطننا الغالي باللون الأخضر لون علم المملكة العربية السعودية، وكأن الأفُقَ والكون كله قد اتَّشَحَ بِهذا الوِشَاحِ الأَخضر الجميل وازدان به ليشارك مملكتنا وشعبها الأبي الوفي الاحتفال باليوم الوطني، وعلى هامش هذه المناسبة الغالية ينبغي لنا تذكر ما بذله الملك المؤسس المغفور له بإذن ربه عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله من جهود مباركة في سبيل توحيد هذه البلاد وتأسيس هذه الدولة أدام الله عزها ومجدها، وتذكر ما قام به أبناؤه البررة الملوك المخلصون من بعده لبناء نهضتها وحفظ أمنها واستقرارها، حتى وصلنا إلى هذا العهد الزاهر بقيادة مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أيده الله، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حفظه الله.
فمن الواجب الوطني الشعور العميق بالولاء والانتماء لهذا الوطن الغالي، والوفاء لقادته والعرفان لهم على ما يبذلونه من جهود مخلصة جبَّارة، وما يقومون به من عمل دؤوب لتحقيق الرخاء والرفاهية لأبناء هذا الشعب الوفي، واستشعار واجبنا في حماية هذا الكيان العظيم، والحفاظ على أمنه واستقراره، والذود عنه بالغالي والنفيس.
ورغم أهمية مظاهر الاحتفالات وإقامة الفعاليات المختلفة وغير ذلك من المظاهر إلا أن الأهم هو أن يستشعر كلٌّ منا -وبخاصة الشباب- دوره الحقيقي في رفع راية هذا الوطن الغالي عالية خفاقة في جميع المجالات ومختلف المحافل المحلية والدولية، وذلك بالعمل الجاد والمثابرة في ميدان العلم والمعرفة وتوطين التقنية وبناء قاعدة صناعية قوية، فالطالب لابد أن يجتهد في دراسته، والباحث يجتهد في بحثه، والعامل يجتهد في عمله وحرفته، وكل صاحب مهنة يطور من مهاراته وإمكاناته للنهوض بهذا الوطن المعطاء.
إن الأوطان تُبنى بالعلم والمعرفة، والسعي الدائب للتطوير والتحديث، والعمل الجاد، والحفاظ على الوقت، واستثماره فيما يعود بالنفع على الفرد والمجتمع، وعدم التراخي والركون إلى الدعة والراحة، وهذا بالطبع لا يعني الانهماك في العمل ليل نهار، لكن ينبغي أن نقضي الشطر الأكبر من وقتنا في الجد والإنجاز، لكن بصراحة من يتأمل واقعنا يجد غير ذلك، بل سيجزم بأن إهدار الوقت الحاصل في بعض مؤسساتنا حاليًّا، وخاصة في القطاع الحكومي لا يمكن أن يصدر من أشخاص يدركون المعنى الحقيقي للمشاعر الوطنية؛ فحب الوطن ينبغي أن يدفعنا للجدية والإنجاز، وعدم إهدار أوقات العمل في الثرثرة في مكاتبنا ومؤسساتنا المختلفة، والكف عن التظاهر بالانشغال الذي لا ثمرة له ولا طائل من ورائه.
وقد كان لافتًا في احتفالات يومنا الوطني التسعين تخلي أعداد كبيرة عن الإجراءات الاحترازية التي فرضتها جائحة كورونا، ومن المؤسف أن قدَّم بعض شبابنا وفتياتنا صورة سلبية تنم عن تدني درجة الوعي العام بيننا.
وأود أن لفت الانتباه هنا إلى أننا بإذن الله تعالى في اليوم الوطني المئة أي بعد عشر سنوات سنكون قد وصلنا إلى عام 2030 فهل نُعِدُّ العدة جيدًا من الآن لتؤتي رؤية المملكة أكلها آنذاك؟!!
Osailanim@yahoo.com