الدولية

“الخلايا النائمة” تهدد لبنان بمخططات دموية

البلاد – مها العواودة

بعد إفشال المبادرة الفرنسية الرامية لإنقاذ لبنان من قبل الطبقة السياسية الحاكمة بسبب تعنت “حزب الله” و”حركة أمل”، باتت تلوح في الأفق بوادر تعمق الأزمات فضلاً عن تحرك الخلايا الإرهابية النائمة لتنفيذ مخططات دموية، الأمر الذي يتوقع أن يعقد المشهد اللبناني بشكل أكبر.

وعلى الرغم من أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمهل الطبقة السياسية اللبنانية من أربعة إلى ستة أسابيع أخرى لتنفيذ خارطة الطريق الفرنسية وتشكيل الحكومة، مستبعدا فرض عقوبات على مسؤولين لبنانيين في المرحلة الحالية، بعد ما أسماه بـ”الخيانة الكبرى”، التي أفسدت خطته للإصلاح، أكد مسؤولون وسياسيون لـ”البلاد”، أن لبنان أصبح في جحيم حقيقي يكتوي بناره الشعب، في ظل انسداد الأفق واستمرار استهتار الطبقة الحاكمة بمصلحة البلد، وأن إجهاض تشكيل الحكومة الذي عرى “حزب الله” أمام الداخل والخارج، وأسقط عنه كل الأقنعة، ينذر بمزيد من التدهور على كافة القطاعات، مشيرين إلى أن المهلة الجديدة التي أعطاها ماكرون للمبادرة الفرنسية لن يتمخض عنها أي جديد إيجابي لمصلحة لبنان، وسط دعوات بعضهم إلى التيار الوطني الحر لإعادة تقييم موقفه وتحالفاته وضرورة التحرك باتجاه إفقاد حزب الله للأكثرية النيابية.

وحذر النائب السابق والقيادي في تيار المستقبل الدكتور مصطفى علوش، من خطورة ماستشهده لبنان في ظل غياب الحكومة وحالة الفراغ التي تنذر بكوارث سيكون المتضرر الأول منها هو المواطن. وقال “نحن تحت احتلال إيراني منذ سنوات، و”حزب الله” غير مهتم بأوضاع الوطن والمواطن فهو يتلقى تعليماته من الملالي، والتضحية بمصالح لبنان على الدوام حاضرة، والشعب لن يحتمل ذلك”.

من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي براء هرموش: “حديث ماكرون واضح وصريح، بأن الطبقة السياسية الحاكمة في لبنان لم تلتزم بوعودها، محملاً الثنائي حزب الله وحركة أمل مسؤولية عدم تشكيل حكومة، ومن هنا نقول إن لبنان اقتصادياً وشعبياً لم يعد يحتمل ربطه بلعبة المحاور”، لافتاً إلى أن شبح الإرهاب والخلايا النائمة تطلان من النافذة في حالة الفراغ لكسب مزيد من الوقت لصالح حزب الله، لذلك لابد من الإسراع في حل جذري لأزمات لبنان لقطع الطريق على الإرهاب، داعيا إلى ضرورة تدخل عربي ودولي لإنقاذ الشعب اللبناني عبر مبادرات تشرف عليها الأمم المتحدة تحول دون الغرق المحتمل.

ويوافقه في الرأي الكاتب والمحلل السياسي يوسف دياب الذي أكد أن الأوضاع في لبنان تتجه نحو مزيد من التأزيم، خاصة وأن فترة تصريف الأعمال لحكومة حسان دياب قد تطول إلى ما بعد الانتخابات الأمريكية وحتى نهاية العام الجاري وهذا يصب في صالح حزب الله، منوهاً إلى أن مسألة تشكيل الحكومة باتت خارج سيطرة القوى اللبنانية وهي بيد إيران.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *