القاهرة – عمر رأفت
ما إن تبدأ حرب أو اقتتال داخلي في إحدى الدول إلا ويسارع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لـ”دس أنفه” في خلاف لا يخصه في شيء، غير أن عشقه للدمار والخراب ونشر الإرهاب في مختلف دول العالم، أصبح سمة ملازمة له، فهو لا يسعى للحل السلمي بين الدول المتناحرة بقدر ما يزكي نار الخلاف كما فعل أخيراً عندما اندلعت الحرب بين أذربيجان وأرمينيا، فبدلاً من التهدئة ذهب للتصعيد، مسانداً دولة على حساب أخرى عبر تصريحات مستفزة قال فيها نيابة عن أذربيجان دون تفويض منها: “أرمينيا قوة احتلال للأراضي الأذربيجانية”، ما يؤكد أنه لا يريد الحل السلمي بل يعمل على إذكاء الصراع بين الطرفين دون مراعاة للأرواح التي ستزهق.
وأكدت الخارجية الأرمينية، مشاركة خبراء عسكريين أتراك في القتال مع أذربيجان، مبينة أن أنقرة تدعم أذربيجان بطائرات مسيرة ومقاتلات حربية، في تأكيد على أن أردوغان يسعى للحرب دوما ليس للسلام العالمي.
ويتبع النظام التركي، سياسات إرهابية لطالما تسببت في الخراب والدمار بعدد من الدول وعلى رأسها سوريا وليبيا والعراق، إذ تعمل أنقرة على تجنيد الميلشيات الإرهابية ودفع الأموال للمرتزقة لتنفيذ أهدافها الإرهابية.
وطبقاً لتقارير أممية وحقوقية، أرسل النظام التركي مرتزقة لأذربيجان، لإشعال الصدام الدائر بينها وأرمينيا، وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي بين أن هناك المزيد من المقاتلين ينتظرون الانتشار، بينما نشرت الصحفية ليندسي سنيل تسجيلات الأسبوع الماضي، قالت فيها إنه سيتم إرسال حوالي 1000 من المرتزقة السوريين إلى أذربيجان، مضيفة أن البعض قد يكون هناك بالفعل. وأكد سفير أرمينيا في روسيا، أمس، أن تركيا أرسلت نحو 4000 مقاتل، من شمال سوريا، إلى أذربيجان وأنهم يشاركون في القتال ما يشير إلى أن تركيا ماضية تجاه إشعال فتيل الحرب وليس إطفاءها.
وكشف المرصد السوري لحقوق الإنسان، في وقت سابق، أن أعداد المرتزقة المجندين الموالين لتركيا الذين ذهبوا إلى الأراضي الليبية حتى الآن 14,700 مرتزق سوري، عاد منهم نحو 2600 إلى سوريا، في حين أن عدد المجندين الذي وصلوا المعسكرات التركية لتلقي التدريب بلغ نحو 1800 مجند.
إلى ذلك، اتفقت الولايات المتحدة واليونان على التعاون في تعزيز أمن المنطقة بكل الوسائل المناسبة الممكنة ضد التدخلات التركية، إذ أصدرت حكومتا البلدين بيانا عقب محادثات بين وزيري الخارجية أمس، مؤكدتين الانحياز لحقوق اليونان ضدر تركيا في شرق البحر المتوسط.