تُعتبر الأمثال والحكم من مصادر الاقتباس لدى معظم الناس؛ فمن الطبيعي جداً أن تقرأ أو تسمع أحدهم يقول: كما يقول المثل، ثم يأتي بأحد الأمثال القديمة والتي غالباً ما يتداولها أبناء بيئته ؛ فلكل بيئة أمثالها الخاصة أو بالأحرى لهجتها المُختلفة في سرد المثل.
وعادة ما تكون تلك الأمثال الدارجة تختصر خلاصة تجربة عاشها شخص تجاه موقف معين ليصل بعد ذلك إلى هذه المقولة التي قد يشعر بها من يمرون بذات الحالة التي قد مر بها ؛ أو بحالة مشابهة لتلك التجربة، وهذا مما يساعد في انتشار المثل على ألسنة العامة.
ومما لا شك فيه أن هناك أمثالا تحمل أفكارا جميلة وقيما نبيلة من الجيد أن يتم تداولها على أوسع نطاق؛ ولكن المشكلة الحقيقية هي في نوعية الأمثال التي تحمل رسائل سلبية؛ ويتم تداولها لدى البعض بل ويتعاملون معها على أنها من ضمن المُسلمات.
إن ضرر تلك الأمثال المتداولة يكُمن في كيفية تقديمها للمجتمع؛ فنراها تقدم بأجمل الكلمات والجُمل، علاوة على تضمينها في ثنايا القصص المُشوقة، لتلامس عواطف المُتلقي ويطرب لها ويتقبلها دون أن يقف ولو للحظة ليتأمل فيما تحمله من معاني.
جميل أن نستفيد من تجارب من سبقونا؛ ولكن علينا أن نتذكر أيضاً أن التجارب تختلف وإن تشابهت في إطارها العام ؛ فهناك تفاصيل خاصة بكل تجربة لها أثر كبير على الأفعال التي قد حدثت إضافة إلى أن هناك فروقات فكرية وأخلاقية بين البشر.
لنتأمل دائماً في ما نسمعه ونقرأه حتى لا نتعرض للتأثير السلبي؛ وكذلك علينا التأمل فيما نقوله ونكتبه حتى لا نؤثر على الآخرين بشكل سلبي ؛ ولنكن مُستلهمين ومُلهمين للإيجابية، غير خاضعين للأفكار الجاهزة دون أن نراجعها ونرى مدى صحتها وملاءمتها لنا.
البريد الإلكتروني :
szs.ksa73@gmail.com