البلاد – مها العواودة
بعد اعتذار رئيس الوزراء اللبناني المكلف مصطفى أديب عن مهمة تشكيل الحكومة المؤقتة التي اصطدمت بعدة عقبات أبرزها إصرار الثنائي (حزب الله وحركة أمل) على تسمية وزرائهم والتمسك بحقيبة المالية الأمر الذي حال دون نجاح عملية التأليف، يبدو أن لبنان يتجه إلى مزيد من التوتر والفوضى وتعمق الأزمات التي ستذهب بلبنان إلى جهنم وفق ماتوقعه رئيس الجمهورية ميشال عون الذي لم يبادر بإنقاذ المبادرة الفرنسية من خلال الضغط على كل الأطراف المعيقة للتأليف للخروج بتشكيلة مستقلة تنقذ لبنان.
بيد أن مسؤولين وسياسيين لبنانيين رحبوا باعتذار أديب لأنه لم يورط البلد بحكومة غير مقنعة، مؤكدين أن أية حكومة قادمة لابد أن تقوم انطلاقاً من الأسس التي اعتذر أديب بسببها.
ويؤكد الوزير اللبناني السابق معين المرعبي أن إفشال ممثلي النظام الإيراني الإرهابي للمبادرة الفرنسية، كان متوقعاً، وأن لبنان اليوم يتجه إلى كنف الدولة الإرهابية الأولى في العالم وهي إيران وذراعها في لبنان، الذي خطف البلد، وأصبح بشكل كلي عبارة عن ولاية إيرانية على المتوسط ، مضيفا بقوله” لن تنفع مع هذه الطبقة الفاسدة سوى العقوبات القاسية”.
من جانبه قال المحاضر في كلية باريس للأعمال والدراسات العليا د.محيي الدين الشحيمي إن “اعتذار أديب لا يعني موت مبادرة ماكرون الإصلاحية، وأن الحاجة ملحة لحكومة حقيقية من أصحاب الاختصاص والكفاءة، وهو المطلب الأساسي والممر الوحيد لأي حل”.
وأكد أن مرد هذا المسار الشائك والمفخخ يوكل إلى أسباب كانت وراء العرقلة وصولاً إلى إنهاء الحكومة قبل ولادتها، أولها عدم التوافق بين الأطراف الداخلية في لبنان، وافتقادها إلى الحد الأدنى من التضامن والتفاهم، وافتقارهم لمسودة نقاط مشتركة تتوازن مع طبيعة المرحلة، حيث انعكس هذا جليا على كيفية التعاطي مع آليات تأليف الحكومة بعد بالون التكليف المزيف، يضاف إلى ذلك وقوع لبنان في خضم مسرح المواجهات الدولية.
من جهته يرى عضو كتلة اللقاء الديمقراطي النائب بلال عبد الله أن لبنان يتجه نحو الكارثة الحقيقية إذا سحب الرئيس الفرنسي مبادرته الإنقاذية، لافتاً إلى أن القوى الخارجية المتضررة من الدور الفرنسي والتي تريد إبقاء لبنان ساحة صراع ورسائل، هي التي عرقلت تشكيل حكومة أديب الإصلاحية ، موضحا أن البلد ذاهب إلى مزيد من الانهيار والعزلة في ظل بقاء حكومة تصريف الأعمال لفترة أطول.
اما المحللة السياسية رولا ثلج فأشارت إلى أن فشل تأليف الحكومة وراءه أطماع إيران التي لا تقبل ان تخسر وجودها ونفوذها التوسعي في المنطقة ولبنان تحديدا، محذرة من أن هذا الاختطاف العلني للبنان الدولة والشعب من قبل حزب الله ، يعني أنه سيبدأ بإطلاق خلاياه للترهيب في ظل العقوبات الجديدة المتوقعة الأمر الذي سيفاقم من معاناة اللبنانيين.
في حين قال رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في تصريح له أن اعتذار الرئيس المكلف مصطفى أديب أكد المؤكد بأنه لا يمكن التفكير باي إنقاذ إلا بحكومة مستقلة فعلا، ولا يمكن التفكير من الآن فصاعدا بتشكيل أي حكومة إلا انطلاقا من الأسس التي اعتذر الرئيس أديب بسببها.
كما اعتبر الوزير اللبناني السابق أشرف ريفي أن أديب خرج في اعتذاره مرفوع الرأس ولم يشارك في خداع اللبنانيين تحت عنوان حكومة تجريب المجرّب، وقال في بيان له: “ألا سقفَ بعد اليوم في لبنان تحت السقف الذي تشبثّ به مصطفى أديب”.
بدوره، حذر الوزير اللبناني السابق ايلي ماروني من اندلاع فوضى أمنية في أعقاب اعتذار أديب وفشل تشكيل حكومة المهمة وفي ظل غياب مسؤولية الطبقة الحاكمة التي ورطت لبنان بحزب الله وارهابه.
وأكد أنه كان على ميشال عون أن يكون حازما في ممارسة حقه كرئيس للجمهورية ومع الرئيس المكلف مصطفى أديب بالتاليف بعيدا عن المحاصصة وضمن احترام المبادرة الفرنسية التي بسقوطها ستزداد عزلة لبنان.