اسفرت جائحة (كوفيد-19) عن تجربة سعودية اشرقت وسطعت كمثال يحتذى يحق للملكة أن تفخر به وأن يدرس أنموذجها في التصدي للفيروس والتقليل من آثاره وتداعياته على المستويين المحلي والدولي، للعالم بأسره ففي وقت عجزت فيه كبريات الدول عن التعامل مع الأزمة اثبتت الحكومة السعودية كفاءتها في إدارتها وتقليل مخاطرها.
وارجع عدد من الخبراء والمختصين نجاح تجربة المملكة إلى التخطيط الاستراتيجي المتميز والدعم المتعاظم من القيادة الرشيدة وتعاون جميع الجهات ذات العلاقة وتكثيف التوعية وإيلاء أهمية قصوى لسلامة وصحة المواطن والمقيم وتطبيق الإجراءات الاحترازية والوقائية بحزم وحسم.
التخطيط
البروفيسور أسامة طيب أستاذ علم الأدوية ومدير جامعة المؤسس السابق استهل حديثه لـ(البلاد) مرجعاً أولى عوامل النجاح إلى التخطيط الاستراتيجي المتميز الذي اعتمدته القيادة الرشيدة في مواجهة المرض وتنفيذ الخطط بكل الحزم والقوة على أسس علمية متميزة وبتعاون جميع الجهات ذات العلاقة فلم يترك الامر على عاتق وزارة الصحة فقط بل تعاونت المستشفيات الجامعية والعسكرية والخاصة والمراكز الصحية والمستشفيات التابعة لوزارة الصحة مع مراكز الأبحاث الطبية المنتشرة في ربوع المملكة وهيئة الغذاء والدواء وقبل كل ذلك وبعده الجهات الأمنية والبلدية والدعم الكبير الذي اعتمدته الدولة من قبل وزارة المالية لتوفير كل المستلزمات الطبية مهما كان سعرها إضافة الى تكاليف عمل الكوادر الطبية لساعات إضافية ومما لا شك فيه أن هذه الاجراءات التي اتخذتها المملكة كبحت جماح المرض وقائيا وعلاجيا.
التوعية الإعلامية والتضحية
وشدد البروفيسور طيب علىأهمية الجانب الاعلامي وما أولته الدولة من اهتمام كبير وتركيزها على التوعية المكثفة لعموم شرائح المجتمع وأضاف أن الهدف المنشود هو القرب من الناس والإتصال بهم على إختلاف اعمارهم لإيصال كل ما يتعلق بالجائحة من معلومات حتى بات الجميع يعلم بها وكيفية الوقاية والتعامل معها.
قيادة حكيمة
ويرى البرفيسور عادل سقا أستاذ فلسفة الإجراءات القانونية المحامي والمستشار القانونى أن التجربة السعودية كتب لها النجاح بسبب قيادة عظيمة وحكيمة تستطيع ان تدير أية أزمة وفعلا اثبتت المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الامين ، حفظهما الله ، للعالم بأسره بما لديها من امكانات بشرية وتنموية ان تدير أزمة (كوفيد -19) باحترافية عالية وكان هدفهم الأول الحفاظ على صحة وسلامة المواطن والمقيم وفعلا استبقت المملكة الاحداث وايضا الدول باتخاذ جميع التدابير الاحترازية واغلاق الجهات الحكومية وجميع المناسبات والمصالح وذلك للحفاظ على امن المواطن وفي ذات الوقت حافظت على استمرار الحياة الاقتصادية من خلال قيام الموظفين بالعمل عن بعد وبكفاءة عالية اضافة الى التعميد الصادر من وزير العدل باغلاق المحاكم والعمل عن بعد.
إدارة الأزمات
وأوضح البروفيسور سقا انه لا يتم التأكد من قدرة اية دولة على إدارة الازمات إلا حينما تواجه أزمة بالفعل وازمة كورونا تعد من أشد الأزمات على مر التاريخ وتأثر السعودية بها وإدارتها بهذا الشكل المتميز دليل على نجاحها.
المملكة طبقت حقوق الإنسان عمليا
وأضاف البروفيسور سقا أن الشريعة الإسلامية المطبقة فى المملكة سبقت دول العالم وحتى منظمات حقوق الإنسان بما يزيد على 1300 عام في احترام حقوق البشر ولذا لم تفرق بين مواطن ومقيم أو حتى مجهول الهوية في مجانية العلاج بل اصدر خادم الحرمين الشريفين أمره الكريم بفتح المستشفيات كافة لعلاج جميع من يقطن على هذه الارض كما قدمت المملكة للعالم أنموذجآ يحتذى به في تعاملها الإنساني والنبيل بإقران القول بالفعل.
