علينا ان نتعلم ماهية المحافظة على علاقتنا مع الاخرين بطريقة صحية لا تسبب لنا الاضرار النفسية والمعنوية ، ولنعلم أن العلاقات الاجتماعية أيضاً تخضع لقوانين لضمان استمراريتها وأساس القوانين فيها الاحترام المتبادل وحُسن التصرف مع المجتمع المحيط بنا.
ولكن اهم القوانين فيها هو قانون مساحة الامان ومساحة الامان هي التي تحمينا من الاصطدام بالاشياء التـي هي حولنا والتي لا غنى لنا عنها ومع ذلك نضع مسافة بيننا وذلك لـنحافظ على أنفسنا من الاذى، كذلك في العلاقات الانسانية مساحة الامان مهمة وهي ترك مسافة بيننا وبين الاخرين حتى لا نتصادم معهم او نصطدم بهم لذا علينا الحرص في ضبط مسافاتنا مع الاخرين فلا نكون قريبين كُل القُرب فيمِلُونا او نكون بعيدين كُل البُعد فينسُونا.
ان قُربنا الشديد واهتمامنا بمن حولنا بطريقة مُبالغة فيها يختنق منه من حولنا ويُنفرهم مِنا بل قد يتحول نفورهم الى كراهية وبُغض وذلك لاننا لم نعطهم حقهم في مساحتهم الخاصة بهم بل اقتحمناها.
فخسرناهم وربما دون قصد حشرنا انفسنا في خصوصياتهم مهما كانت صلة قرابتنا بهم فذلك لا يعطينا الحق ان نفعل هذا، وتختلف تحديد المساحات ولذلك علينا ان نحددها وفقاً لنوع العلاقة التي تربطنا بالاخرين ولا يمكننا تحديد مساحة واحدة وتطبيقها على الجميع فالعلاقة بين الازواج تختلف عن علاقة الاصدقاء وعلاقة الاصدقاء تختلف عن علاقتنا داخل مقر العمل وكذلك الاقارب والمجتمع.
ان نجاح العلاقات يكمن في قدرتنا على الاطلاع على احوال الاخرين من حولنا ومحاولتنا في التخفيف عنهم وذلك بالمشاركة الايجابية او الابتعاد قليلاً عنهم من اجل اعطائهم مساحة للتفكير بهدوء.
علينا بمراجعة المسافات من حولنا لنقدر ان كل شخص مساحة خاصة به لا يجب اختراقها ظناً منا بأن هذه محبة .. ترك المساحات يعني تقوية علاقاتك بالاخرين.
حدد لنفسك مساحتك الامنة واترك للاخرين مساحتهم التي تخصهم ولا تقترب منهم ما لم يأذنوا لك بذلك لضمان استمرار علاقاتك.