لا يشعر بالهم إلا من يكابده، ولا بالإعاقة إلا من يعانيها، كما لا يعرف حاجة ذوي الإعاقة إلا من عايشهم بشكل يومي..
لا نتكلم عن ذوي الإعاقة الجسدية، بل عن الإعاقات الذهنية..
وسوف أنقل معاناة ذوي مرضى الفصام وهو نوع من الإعاقات الذهنية، وببساطة فهو ينتج عن خلل في كيميائية الدماغ..
يقول عبدالله (ولديه أخ مصاب): “نحن ذوي مرضى الفصام الذهني، نعاني من عدم قدرتنا على رعاية هؤلاء المرضى، ونكابد منذ سنوات من عدم وجود أماكن تؤويهم وتحتويهم وترعاهم، فهم لا يشعرون بأنفسهم، ولهذا يحتاجون لمركز إيواء وعلاج دائم، تقدم لهم فيه الرعاية الكاملة من تمريض وأخذ علاج، والمحافظة عليهم من التعرض للأذى”..
ويضيف: وكذا متابعة مواعيدهم الكثيرة في المستشفيات ونظافتهم الشخصية، وإعطائهم الطعام وتنظيم فعاليات يومية وترفيهية لهم..
ويشير عبدالله إلى أنه يصعب عليه توفير ذلك في المنزل حيث لا يوجد من يستطيع رعاية شقيقه، ولذلك يقول: “أعاني معاناة لا يعلمها إلا الله”..
إن معاناة مرضى الفصام لا يستطيع تقييمها سوى أهاليهم الذين يعيشون معهم ليل نهار.. ومعاناة أخرى لمرضى الفصام وهي غلاء أدوية هذا المرضى وعدم توفر بعضها أحياناً، وهنا لعل القطاعات الصحية المختلفة تتفق على السماح بفتح ملف طبي لمريض الفصام في أي مستشفى مدني أو عسكري، وضرورة أن يكون الملف متاحاً لكل العيادات ذلك أن بعض المستشفيات تقصره على العيادة النفسية فقط، بينما مريض الفصام قد يحتاج أيضاً مراجعة عيادة الغدد الصماء أو الأسنان أو القلب وغيرها..
إنها مناشدة للجهات المعنية لتوفير مثل هذه النزل وأماكن الإيواء لمرضى الفصام..
وهي أيضاً دعوة للشركات الكبرى بل كل الشركات المدرجة في سوق المال لأن يكون ضمن برامجها للمسؤولية الاجتماعية إنشاء مثل هذه الدور الإيوائية العلاجية لمرضى الفصام..
وقد تجتمع شركتان أو أكثر في مشروع واحد، إحداها تنشئ المجمع وأخرى تعمل عـلى تجهيزه وثالثة تتكفل بالتشغيل..
وقد تخصص الشركات لمثل هذا المشروع الإنساني ميزانيات سنوية ضمن برامج المسؤولية الاجتماعية ضمن قوائمها المالية السنوية.
@ogaily_wass