اجتماعية مقالات الكتاب

علاج “كورونا” المزعوم

تابعت مثل الآخرين خبر توصل طبيب سعودي لعلاج فيروس “كورونا” وهو ما أحدث وآثار ضجة إعلامية في مواقع التواصل الاجتماعي ، إذ أعلن الطبيب عبر مقطع فيديو، عن اكتشافه دواءً فعالاً وصفه بـ”العجيب”، لمكافحة فيروس كورونا المستجد ، وقال، إنه “تقدم قبل عدة أشهر لوزارة الصحة بالدواء الذي اكتشفه، وهو عبارة عن مجموعة من الأعشاب الطبية”، مؤكدا حصوله على ترخيص لتطبيق علاجه إكلينيكيا.
وأضاف أنه “تم تطبيق علاجه بالفعل على 100 مريض بالفيروس، من ذوي الحالات الخطرة، وتحسنت صحتهم بشكل كبير، وتمكنوا من الخروج من المستشفى قبل الموعد المحدد لهم، كما لم تظهر عليهم أي آثار جانبية سلبية، مقارنة بـ100 مريض آخر لم يتم منحهم العلاج “.

إلى هنا والكلام جميل، فيما يقول المتحدث الرسمي لوزارة الصحة السعودية الدكتور “محمد العبدالعالي” رداً على العلاج المزعوم إن ما تم تداوله عبر مواقع التواصل حول وجود علاج لفيروس كورونا “غير صحيح”.
وأضاف “إشارة إلى الفيديو المتداول حول ادعاء أحد الأطباء وجود علاج لمرض (كوفيد-19)، نود التوضيح بأن المملكة لديها هيئات مختصة وضوابط للأبحاث”.
وأشار إلى أنه في حال وجود نتائج علمية سليمة فإن البحث يمر باعتمادات مهنية ونشر علمي بعد التحكيم، وأي ادعاء مخالف نحذر منه ويتعرض من يقوم به للمساءلة وفق الأنظمة”.

بدوري .. لا أقلل من شأن الطبيب فهو يحمل درجة الدكتوراه وأمانة الرسالة الإنسانية ومؤتمن على علاج المرضى ، ولكن ألا يتفق معي هذا الطبيب أننا أمام جائحة كبيرة ومختلفة في صفاتها وخصائصها إذ أصابت إلى الآن أكثر من ٣٠ مليون فرد وأودت بحياة المليون شخص ومازال الفيروس المسبب مستمراً في الانتشار واصطياد الأشخاص ، فهل الأعشاب ستقوم بمهمة الأدوية القائمة على طب البراهين.
ومنذ انتشار جائحة كورونا وجميع الجهات الصحية حذرت وتحذر من تناول أي أعشاب من أجل الوقاية أو العلاج لكونها تدرك خطورتها على صحة الإنسان وما تسببه له من مضاعفات قد – لا يحمد عقباها-.

واستشهد هنا بتحذير منظمة الصحة العالمية حينما أكدت أن جميع العقاقير التي تم التوصل اليها ما زالت تحت التجارب السريرية، الأمر الذى يجعل من وصفات أصحاب الأعشاب الذين يزعمون أنها تعالج كورونا، وهمًا للشفاء من فيروس يجتاح العالم.
كلنا – نتفق ولا نختلف – أننا نمر في مرحلة عصيبة وصعبة بسبب الجائحة ، وليس أمامنا سوي أمرين لا ثالث لهما وهما التضرع والدعاء إلى الله بأن يرفع هذه الغمة عن الأمة ويعم الاستقرار الصحي وتنتعش الحياة، والأمر الآخر هو التقيد بالكمامة والتباعد الجسدي وتعقيم أو غسل اليدين باستمرار ، فسبحانه هو رحيم بعباده وهو القادر على حماية البشرية من ويلات وتداعيات ” كوفيد-١٩.
وسلامة صحتكم،،

‏shahm303@hotmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *