الدولية

مخرج لبنان مؤجل لما بعد الانتخابات الأمريكية

البلاد – مها العواودة

أكد مسؤولون وسياسيون لبنانيون أن الوضع اللبناني مازال يراوح مكانه في ظل عقبة وزارة المالية التي تعترض مسار تأليف حكومة أديب المنتظرة، رغم تريث الراعي الفرنسي والرئيس المكلف بتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة مصطفى أديب، وأن في تعنت الثنائي ( حزب الله وحركة أمل) فضلاً عن الأطماع الإيرانية دفع للبنان نحو المجهول ، لافتين إلى أن لبنان أمام خيارات أحلاها مر: إما ولادة حكومة عرجاء تكون فيها حقيبة المالية للثنائي أو اعتذار أديب عن تشكيل الحكومة رفضاً للرضوخ لأطماع الأحزاب التي تتنافى مع ماجاء في المبادرة الفرنسية.

في حين ذهب البعض للتأكيد على أن الحكومة لن تبصر النور قبل الانتخابات الأميركية في الرابع من تشرين الثاني المقبل لاعتبارات إيرانية، خاصة بعد تراجع دورها في سوريا والعراق، باحثةً عن تحقيق مكاسب سياسية عبر ورقة لبنان لجهة منع العقوبات ، في الوقت الذي أكد فيه رؤساء الحكومة السابقين خلال اجتماع عقد في بيت الوسط أن المبادرة الفرنسية تشكل فرصة مهمة يجب استثمارها بالإسراع في تشكيل الحكومة، لإبعاد البلاد عن الانهيار.


وبحسب الوزير اللبناني السابق ايلي ماروني، فإن الأحداث الجارية لاتدع مجالاً للشك بأن القرار اللبناني رهينة في يد حزب الله، فكل التعهدات أمام الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وأمام المجتمع الدولي بتسهيل ولادة حكومة أديب باتت في حكم الملغاة، وكأنها لم تكن بسبب الضغط الإيراني ، وقد أشار الوزير إيلي إلى أن مايعيق التأليف حتى الآن هو الشروط المضادة لحزب الله وحركة أمل وحلفائهم التي عادت لتتحكم في لعبة تأليف حكومة الإصلاحات، وأبرزها عقدة الثنائي ومطالبتهم بوزارة المالية لاعتبارات عديدة، حيث تبين سعيهم لتغيير النظام اللبناني وتعميم المثالثة بدل المناصفة.

كما لفت إلى أن تريث أديب والراعي الفرنسي، أمام شروط حزب الله وحلفائه يعتبر استنزافاً قاتلاً للبنان في وضعه الاقتصادي المتهرئ ، مؤكداً أن لبنان أمام خيارات أحلاها مر، وقال :”عادة مررنا بظروف مماثلة يعود فيها الجميع للخضوع إلى قرار حزب الله وحلفائه، وأمام أديب خياران إما الخضوع كسابقيه وولادة حكومة عرجاء، أو يعتذر وفي كليهما دخول لبنان الذي يحتضر في متاهات وانهيارات سياسية ومالية واقتصادية.
من جانبه أكد الوزير اللبناني السابق معين المرعبي أن لبنان لا يمكنه أن يرتاح، وأن يكون دولة مستقلة بدون الخلاص من سلاح حزب الله والاحتلال الإيراني، وأن سياسة العصا هي وحدها من تجدي نفعاً مع حزب الله وإيران ، لافتا أن المعايير الطائفية والحزبية ليست معايير تبني دولة ومؤسسات، وأن استمرار وجود حزب الله وبيئته الحاضنة بات يهدد لبنان بالزوال وهو ما يخشاه اللبنانيون.

ويرى المرعبي أن عملية الابتزاز الإيرانية ستستمر من أجل الحصول على تنازلات لصالح حزب الله، خاصة مع تراجع دورها في سوريا والعراق، وأنها لا يمكن أن تسلم بسهولة ورقة لبنان فهم بانتظار الانتخابات الأمريكية وما سيتمخض عنها من أجل تقدير ما يمكن التنازل عنه حينها.
في السياق أكد نائب رئيس حزب الكتائب اللبنانية والوزير السابق الدكتور سليم الصايغ أن إيران تحاول من خلال حزب الله الأمساك بورقة لبنان، وعدم السماح بتأليف الحكومة.

وأضاف” المداورة في الوزارات والحصص في عهدة رئيس الحكومة المكلف، ما يحصل محاولة واضحة لتجويف روح المبادرة الفرنسية التي أرادت أن تضع لبنان على السكة الصحيحة لكي يتم استعادة ثقة المجتمع الدولي وصندوق النقد الدولي من أجل استنهاض اقتصاد لبنان”.
ويرى أن لب الموضوع هو سعي إيران لتفريغ المبادرة الفرنسية فهي تريد أن تكون وزارة المالية حكرا على وزير يسميه الثنائي، وفي ذلك تثبيت لمبدأ المثالثة بين المكونات اللبنانية الثلاثة الرئيسية، وفيه تغيير للنظام اللبناني لا يقبله أحد في لبنان.

وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية أنييس فون دير مول قد قالت: “في الوقت الذي يواجه فيه لبنان أزمة غير مسبوقة، فإن فرنسا تأسف لعدم التزام الساسة اللبنانيين بتعهداتهم التي أعلنوها في الأول من أيلول الماضي، وفقا للإطار الزمني المعلن، وأضافت: نحض كل القوى اللبنانية على الاضطلاع بمسؤولياتها والموافقة من دون تأخير على التشكيلة التي رشحها مصطفى أديب لحكومة مهام تقدر على تنفيذ الإصلاحات اللازمة للوفاء بتطلعات الشعب اللبناني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *