متابعات

التصلب اللويحي آفة الجهاز العصبي

جدة ـ ياسر بن يوسف

ثمة أسئلة تنطلق من فضاء الصحة عن ماهية وأسباب وأعراض التصلّب اللويحي والذي يؤثر بشكل رئيس في الجهاز العصبي المركزي مؤديًا إلى مجموعة متنوعة من الأعراض تتفاوت قوتها وحدتها من شخص إلى آخر، ولم تُعرف أسبابه حتى الآن، ويتكون من ثلاثة أنواع هي: التصلب العصبي المتعدد الانتكاسي، وهو الأكثر شيوعًا (80 – 90% من الحالات)، والتصلب العصبي المتعدد المتقدم الثانوي، ويصيب نسبة 30% من مرضى التصلب العصبي المتعدد، وعادة ما يحصل بعد سنوات طويلة من المرض، والتصلب العصبي المتعدد المتقدم الأولي، ويحدث بنسبة 5 إلى 15% من مرضى التصلب العصبي.

ويعد من أكثر الاضطرابات العصبية الأولية شيوعًا لدى الشباب، وتصاب به النساء بمعدل ثلاث مرات أكثر من الرجال، ويؤثر في الفئة العمرية ما بين سن 20 – 50 عامًا.
” البلاد ” التقت عددا من الأطباء والذين أكدوا أن المرض ليس له أي تأثير على الحمل سواءً في سير المرض أو تقدمه على المدى البعيد، حيث يمكن للنساء المصابات بالتصلب العصبي المتعدد اللاتي يرغبن في تكوين عائلة أن يقمن بذلك بإشراف ومتابعة طبيب الأعصاب وطبيب النساء والولادة، لافتين في الوقت نفسه إلى أن التصلب اللويحي المتعدد حالة مزمنة يمكن أن تسبب أحيانًا إعاقة خطيرة، على الرغم من أنها قد تكون خفيفة في بعض الأحيان، وهو مرض مناعي ينمّ عن خلل في جهاز مناعة الجسم، حيث يستهدف خلايا الجسم الصحية ويهاجمها.

ويؤثر هذا المرض في أجزاء مختلفة من الجهاز العصبي المركزي بما في ذلك الحبل الشوكي والأعصاب، مما قد يسبب مجموعة واسعة من الأعراض المحتملة، بما في ذلك مشكلات في الرؤية، أو حركة الذراع والساق، أو الإحساس والتوازن.


وفي هذا السياق أوضح استشاري طب الأسرة والمجتمع الدكتور خالد باواكد ،أن مرض التصلب اللويحي المتعدد هو التهاب مزمن يدوم طويلا ويصيب الجهاز العصبي المركزي المؤلف من المخ والمخيخ وجذع الدماغ والنخاع الشوكي، ويصيب غالباً محور العصب المسؤول عن توصيل النبضات العصبية من الجهاز المركزي لمختلف أعضاء الجسم والعكس ، والمحاور العصبية مثلها مثل أسلاك التلفاز محاطة بطبقة عازلة من مادة دهنية بيضاء اللون تسمى غشاء الميلين أو الغمد الشحمي، والفرق هنا أن التيار الكهربائي في العصب يمر عبر هذه الطبقة الرفيعة من الميلين، ويصاب غشاء الميلين تحديدا بالالتهاب وينتج عن ذلك تباطؤ أو انقطاع الإشارات الواردة إلى الجهاز العصبي، مما يؤثر على قدرة العصبيات على نقل الرسائل، ومن هنا يأتي القصور في عمل الجهاز العصبي، وتختلف أعراض هذا المرض باختلاف مكان الإصابة.

واشار إلى أن التصلب المتعدد ليس له سبب وحيد بل يرجح أن يكون هناك مجموعة من العوامل المسؤولة، فهناك احتمال أن يكون المصابون بالتصلب المتعدد عرضة إلى حد ما لاكتساب المرض وراثياً، وقد يعطي عاملا بيئيا مجهولا إشارة الانطلاق للجسم للشروع في مهاجمة الجهاز العصبي، وتسمى هذه العملية (التحصين الذاتي)، كما أن الأقارب من الدرجة الأولى المصابون بالتصلب المتعدد لديهم احتمال أكبر للإصابة بالمرض مقارنة بعامة الناس.
واكد أن الطبيب المعالج يصف بعض الأدوية والحقن وفق تشخيص الحالة، وقد ينصح الطبيب ببعض من الأدوية التي تساعدك على تخفيف أعراض التصلب العصبي المتعدد ومنها التعب، الإرهاق، أعراض التنميل والخدران والإحساس بالتصلب، أو الشد العضلي ومشاكل التبول اللا إرادي وعدم الاتزان والتوافق والاكتئاب.


من جانبه يقول استشاري الطب النفسي ابوبكر باناعمة ، أن هناك انعكاسات نفسية لمرض التصلب اللويحي ، لذا يجب ان يكون علاج المريض شاملاً من كل الجوانب منها المخ والاعصاب والنفسي ان وجدت اعراض.
وقال وفق التقارير الصحفية فان الدراسات اثبتت في السنوات الأخيرة انتشاره بشكل ملحوظ في الدول العربية، بما فيها المملكة العربية السعودية بمعدل يتراوح ما بين 30 إلى 40 لكل 100.000 نسمة، وهناك اعتقاد أن انتشاره يتناسب طردياً مع بعد المسافة عن خط الاستواء فكلما ابتعدنا عن خط الاستواء شمالاً أو جنوباً يزداد انتشار المرض (60 – 100 حالة لكل 100.000 نسمة ) وتكثر الاصابة في الفئة العمرية من 20 إلى 40 سنة وهو أكثر شيوعاً في النساء بنسبة ( 2 إلى 1 ).

واشار الى ان مرض التصلب اللويحي التهاب مزمن يصيب غشاء الميلانين في الجهاز العصبي المركزي المؤلف من المخ والمخيخ وجذع الدماغ والنخاع الشوكي، وتظهر أعراضه على هيئة نوبات واعتلالات مختلفة في الجسم تشمل الشد العضلي أو التعب والإرهاق والنظر وعدم الاتزان واضطراب الحركة والاحساس والتبول اللاإرادي وغيره.

وعن علاقة الغذاء بالمرض قال:
هناك بعض الآراء الطبية والمرئيات بأن المرض له علاقة باستهلاك كميات كبيرة من الدهون الحيوانية ، حيث أظهرت دراسات نرويجية أن المرض نادر لدى جماعات صيد الأسماك مقارنة بالجماعات الزراعية.
وخلص باناعمة عن القول ، إن مستشفيات المملكة تتوفر بها جميع الفحوصات الدقيقة والمتقدمة لتشخيص هذا المرض والتي تشمل تحليل السائل النخاعي الشوكي والرنين المغناطيسي للدماغ والحبل الشوكي وغيره، كما تتوفر الأدوية والعلاجات لعلاج المرض والحماية من وقوع نوبات أو أعراض جديدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *