رياضة مقالات الكتاب

الجمعية والوفاء بأناقة

في إحدى الحلقات، استضفت الأخوة الكرام في جمعية رعاية الرياضيين الخيرية، وجاءني سؤال بُني على “تصور معين” وهو لماذا يجب أن أتعاطف مع لاعب كرة قدم جنى الملايين وأضاعها؟ سؤال قد يكون قاسيا، ولكنه في نفس الوقت منطقي ولصاحبه الحق في طرحه، وبأمانة كانت إجابة الكباتن في منتهى اللباقة والمنطق والأريحية.

لاعب كرة القدم بشر، وسيواجه نفس المشكلات التي قد يواجهها صاحب أي مهنة أخرى، إن كان عاطلاً ويعاني ماليًا، أو صحياً وكل ذلك يؤثر عليه، ومن يكسب منهم مبالغ كبيرة، ويستطيع تأمين مصادر دخل هم نسبة صغيرة ، قد تختلف الظروف ، ولكنها قابلة للمقارنة مع عامة الناس، وذلك ينطبق على حالة الكابتن الأنيق خالد مسعد التي تحدث عنها كثيرون سابقاً، وناشدوا كثيراً للتعامل معها، بما يليق بتاريخه، وخلال تلك المدة قامت جمعية رعاية الرياضيين الخيرية ممثلة في الكابتن نصار الظاهري وباقي الأعضاء بمجهودات كبيرة، نسأل الله أن يجعلها في ميزان حسناتهم؛ لحل هذه المشكلة، ولكن للأسف الكثير من ردود الأفعال كانت مليئة بالتسويف، والبحث عن الأضواء،

ولعلمي بالمجهودات التي تقوم بها الجمعية بشكل رسمي ودؤوب، فدائما ما أؤكد أنها جمعية تعمل لمصلحة أشخاص يعتبرون جزءا منها (منها وفيها) وليست مشروعاً للبحث عن الأضواء. لمحبي كرة القدم يُعتبر اللاعبون أساس السعادة، وهم من أسعدونا كثيراً على مر السنوات بالإنجازات التي حققوها، والوقوف بجانبهم في أوقات الشدة، يعتبر نوعا من رد الجميل، وهو أمر أجره عند الله كبير، قد نقترب من عصر يكون فيه لاعبو كرة القدم أكثر استعدادًا للتعامل مع الحياة بعد الاعتزال، ولكن لابد أن نتذكر أن الأجيال الماضية تختلف على جميع الأصعدة مادياً، وفكرياً بالنسبة للاعب كرة القدم ، ولاننسى أن هناك لاعبين يواجهون صعوبات كبيرة عند الاعتزال فليس الجميع نيدفيد، أو زيدان وسيموني؛ لذلك يجب أن يستمر الدعم، وتستمر مؤسسات الدعم مثل الجمعية في هذا الوقت أكثر من أي وقت مضى، فالإنسانية هي جوهر كرة القدم.

بٌعد آخر
روبي إيرل(لاعب ويمبلدون السابق) لخص حياة لاعب كرة القدم في كتاب ميك دينيس “الفريق” عندما قال: “هناك مليون شيء جيد في كونك لاعب كرة قدم، لكن الجانب السلبي هو أنها تنتهي في وقت مبكر جدًا.”هذه مشكلة كبيرة للاعبين الذين يواجهون عادة دورة دخل مالي معاكسة لمعظم الناس، ويكسبون ذروة مداخيلهم في عمر مبكر، ولكنهم يعتزلون مبكراً ولا يصلون إلى مستويات الدخل هذه مرة أخرى.

@MohammedAAmri

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *