البلاد – عمر رأفت
تواجه أوروبا تعديات تركيا على حدودها البحرية وسيادتها بحزم كبير؛ إذ حذرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في خطاب أمام البرلمان الأوروبي، أمس (الأربعاء)، تركيا من أي محاولة لـ”ترهيب” جيرانها، في إطار النزاع على موارد الغاز مع اليونان في شرق المتوسط. وقالت فون دير لايين في كلمتها السنوية حول حال الاتحاد الأوروبي أمام البرلمان الأوروبي: “تتلقى تركيا ملايين اللاجئين وندفع لها لاستقبالهم مساعدة مالية كبيرة.
وهذا لا يبرر محاولاتها ترهيب جيرانها”، بينما قال رئيس الوزراء النمساوي سيباستيان كورتز: “يجب ألا يسمح الاتحاد الأوروبي باستمرار تهديدات واستفزازات أردوغان”، متهما الأخير باستغلال اللاجئين كسلاح، قائلًا: “أردوغان استخدم المهاجرين كسلاح للضغط على الاتحاد الأوروبي، فقد دعا المهاجرين هذا العام لعبور الحدود إلى اليونان، هذا تصرف غير إنساني، أريد اتحادا أوروبيا متحدا يتخذ خطوات بجدية في مواجهة ذلك. على أوروبا أن تقف بشكل متضامن مع اليونان التي تقع في الجبهة الأمامية للدفاع عن الحدود”.
وفي مواصلة لحملة القمع الأردوغانية داخل تركيا، أعلنت السلطات التركية اعتقال 106 من العسكريين، بينهم 82 من العسكريين العاملين في القوات المسلحة، بعمليات متزامنة في 34 مقاطعة، وملاحقة 26 آخرين، في استمرار لمسلسل تصفية المؤسسة العسكرية الذي بدأه أردوغان عقب الانقلاب المزعوم في 2016.
وصدرت أوامر اعتقال بحق 132 عسكريا، 82 منهم كانوا في الخدمة الفعلية، و50 آخرين فصلوا تعسفيا من القوات المسلحة التركية، بزعم انتمائهم لحركة الخدمة. من جهة ثانية، أكد تقرير بريطاني أن حكومة الوفاق الليبية المدعومة من تركيا، تشهد تصدعات وخلافات واضحة منذ تعليق عمل وزير الداخلية، فتحي باشاغا، ثم إعادته إلى منصبه لاحقا، وفقا لصحيفة “فاينانشال تايمز”، التي قالت في تقريرها: إن ما حصل لباشاغا شكل خلافا حادا بين الميليشيات الموالية للوفاق بين مرحب بتعليق عمله ومحتفل بإعادته إلى منصبه، منوهة إلى أن إعادة باشاغا إلى منصبه بسرعة جاء تحت ضغط من تركيا وقوى أخرى، خوفا من تمرد الميليشيات الموالية له في مصراتة.
ولفت التقرير إلى أنه على الرغم من تظاهر السراج وباشاغا بتجاوز الخلافات بينهما، إلا أن التصدعات ظهرت إلى العلن، وأن الميليشيات المتناحرة أظهرت هشاشة التحالف الذي يدعم حكومة الوفاق.