متابعات

العودة للمدرسة

جدة ـ عبد الهادي المالكي ـ رانيا الوجيه

يمضي قطار التعليم عن بعد بوتيرة منهجية وضعتها وزارة التعليم من أجل مواصلة الطلاب والطالبات لمسيرتهم العلمية، وذلك بعد أن وضعت الوزارة أبجدية للتواصل بين الطلاب وإدارات المدارس عبر أيقونة مدرستي، وفيما يعبر أولياء أمور الطلاب عن سعادتهم بانطلاق الدراسة من الفصول الافتراضية، وتأكيدهم أن هذا النوع من الدراسة سوف يرفد الحراك التنموي في المستقبل بمخرجات مدعمة بشتى المعارف العملية والتقنية فإن ثمة أسئلة تنطلق من (حصة) طلاب مرحلة الأساس تتعلق بمدى قدرة هذه الشريحة من الطلاب على تلقي أبجدية الدروس عبر أيقونة مدرستي.

(البلاد) تطرح هواجس أولياء أمور الطلاب عن كيفية إيجاد وسيلة لتكريس المقررات في عقول طلاب وطالبات مرحلة الأساس كما تستعين بآراء عدد من المشرفين والكوادر التعليمية، حيث أكد الجميع أن طلاب المرحلة الابتدائية بحاجة إلى (سبورة) منهجية وتربوية تجعلهم يواصلون دراستهم في الفصول الافتراضية وتشد انتباههم لأجهزة الحاسوب أو إيجاد معلمين خصوصيين لتعليمهم أبجدية القراءة، فضلا عن ابتكار طرق جديدة خلال هذا الظرف الاستثنائي لتعليم طلاب هذه المرحلة.


في البداية تقول كوثر الزهراني أم لطالبة في المرحلة الابتدائية الصف الثالث إنها سوف تقوم بدعم مسيرة ابنتها بالدروس الخصوصية حيث قررت أنها ستؤمن لابنتها مدرسة خصوصية ، لافتة إلى أن الطلاب الصغار لن يلتزموا بالجلوس امام شاشة الكمبيوتر واستيعاب الدروس حيث أنهم بحاجة إلى التفاعل مع المعلمين، خصوصا في هذا السن، وتقول : أنا موظفة ومن الصعب الغياب عن عملي لمتابعة ابنتي في فترة الصباح، ولذلك سأستعين بمعلمة خصوصية للحفاظ على مستواها التعليمي إلى أن تنتهي جائحة كورونا وتعود الدراسة في المدارس، وبالتالي أتمنى من وزارة التعليم أن تستثني فقط المرحلة الابتدائية من آليات التعليم عن بعد، وتسمح لهم الحضور للمدارس تحت إجراءات احترازية مشددة، لأن هذه الفئة من طلاب الابتدائية يعتمدون على تعليم السلوك والتفاعل المباشر مع المعلم والمعلمة وكلمات التشجيع.

معلمة خصوصية

وتثني على الرأي السابق خواطر عبدالله معلمة وأم لطفل في الصف الثاني الابتدائي وتقول إن ابنها الصغير من الصعب الزامه بالجلوس امام شاشة الحاسوب، بحجة أنه ليس هناك دوام دراسي وهذا ناتج عن صغر سنه وعدم معرفته أن التعليم عن بعد تقنية تم إطلاقها من أجل مواصلة الطلاب دراستهم في هذا الظرف الاستثنائي .
وأضافت إنها حاولت توضيح الأمر لفلذة كبدها لكنه لم يستوعب الأمر مما أضطرها إلى الاستعانة بمدرسة خصوصية ، تأتي يوميا للبيت وتستذكر معه أغلب المواد الدراسية حتى لا ينقطع عن دراسته وتعليمه، لافتة إلى أنها مضطرة لذلك رغم ارتفاع كلفة الدروس الخصوصية.

متابعة الآباء

من جانبها أوضحت أخصائية العلاج الطبيعي ريم العبدلي إنها بحكم عملها فإنها قررت الاستعانة بمعلمين خصوصيين لابنها الطالب في الصف الخامس الابتدائي، وقالت: بغض النظر عن استمرار الجائحة وتجربة التعليم عن بعد والتي تعد آلية مثالية للطلاب والطالبات فإن مسألة متابعة الأبناء في الفصول المنزلية عملية مرهقة للغاية، فالطلاب الصغار لا يلتزمون بالجلوس لتلقي دروسهم عبر شاشة الكمبيوتر ومن الصعب إقناعهم بذلك حيث ان الطلاب في مرحلة الأساس بحاجة إلى التفاعل المباشر مع زملائهم ومعلميهم لذا فإن أغلب الأسر تقوم بالاستعانة بمدرسين خصوصيين، ومن وجهة نظري أرى أن عودة الدراسة في المدارس هي الأفضل للأطفال ولجميع المراحل الدراسية مع وضع الإجراءات الاحترازية وتقليل عدد الطلاب في كل فصل دراسي .


متابعة الأسر

ولاء حداد أم لطفلين في المرحلة الابتدائية وموظفة تقول إن عملية التعليم عن بعد بحاجة إلى متابعة من الأسر لأن الجلوس في الفصول الافتراضية مسألة إلزامية، وتصبح مسألة متابعة الأبناء مرهقة بالنسبة للأم العاملة، إضافة إلى أن هناك مقررات حديثة لا استطيع أن أشرحها لطفلي الصغير، ورغم أهمية التعليم عن بعد في هذا الظرف ولكن ماذا لو تم استثناء المرحلة الابتدائية من الفصول الإفتراضية وعودتهم إلى المدارس وسط منظومة من الإجراءات الاحترازية لأن طلاب مرحلة الأساس بحاجة إلى التعليم المباشر.


خيار استراتيجي

وفيما يبدو أنه رفضا لخياري عودة الأطفال للمدارس والاستعانة بالدروس الخصوصية يؤكد التربوي عبدالله المطيري، أن الدولة رعاها الله لا تألو جهدا في دعم قطاع التعليم وتجربة الفصول الافتراضية ترجمة لذلك الاهتمام من اجل مواصلة الطلاب لدراستهم وفق منظومة تقنية عن بعد خصوصا أن التعليم عن بعد أصبح خيارا استراتيجيا لا بد منه، لذا يرى المطيرى ان الأسر مطالبة بالتواصل مع إدارات المدراس عند حدوث أية إشكالية وتفعيل أسلوب الترغيب لأبنائهم للتواصل مع التقنية الحديثة .

من جانبه يقول التربوي ماجد المالكي، إن التعليم عن بعد يأتي في ظروف جائحة كورونا، واتمنى أن تنتهي هذه الجائحة العالمية حتى يعود النبض إلى المدارس لأن دور المعلم من الأهمية بمكان، خصوصا وأنه يتابع ويقيّم المستوى التعليمي والتربوي للطلاب.
ويضيف: كوادر التعليم خلال جائحة كورونا يعملون بجهد مضاعف وذلك من خلال المنصات المتاحة ما بين تقديم الدروس وكذلك متابعة الطلاب والتواصل مع أولياء الامور لتمكين ابنائهم من الاستفادة الكاملة من منصات التعليم.

ركيزة أساسية

ويرى القائد التربوى حسين الغامدي ان المعلم هو الركيزة الاساسية في عملية التعليم في كل الاحوال وعليه تقوم جميع عمليات التعلم ويقول : رغم توفر جميع الامكانات الفنية والمالية الا انها لم تستطع ان تقوم مقام المعلم او تلغي دوره.
وقالت المعلمة بخيتة الجهني: في ظل الظروف الاستثنائية التي يعيشها الوطن في هذا الوقت الذي انتشر فيه وباء فيروس كورونا العالمي، فإن الآليات تستدعي استمرارية التعليم والتعلم من خلال تفعيل التعليم عن بعد، وتجهيز كل متطلبات هذه العملية ، لافتة إلى أن المعلم يقوم بأدوار عظيمة كان يقدمها، ويجهلها بعض أولياء الأمور، فماذا لو غاب دور المعلم لعدة سنوات، ولو افترضنا أن ذلك حدث فإن الأجيال القادمة لن تتمكن من استيعاب المناهج التعليمية والتربوية، وهذه الأزمة أكدت على أهمية دور المعلم في العملية التعليمية، وآن الأوان لوضعه في المنزلة اللائقة به. وكلمة شكر لا تكفي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *